قررت جامعة
الأزهر وقف
الدراسات العليا بكلية الدعوة الإسلامية التابعة لها، وتشكيل لجنة لمراجعة جميع الرسائل بها، وإيقاف منح الدرجة العلمية لأحد الباحثين المسجلين لمناقشة
رسالة دكتوراه، وتحويله للتحقيق فورا، تمهيداً لإلغاء تسجيله، وإحالة الأساتذة المشرفين على الرسالة إلى التحقيق العاجل، بحسب بيان رسمي للجامعة.
وأعلن الدكتور توفيق نورالدين، نائب رئيس جامعة الأزهر للدراسات العليا، أنه بناء على رسالة الدكتوراه التي تمت مناقشتها مؤخرا في كلية أصول الدين بجامعة الأزهر، التي وصف فيها الباحث "ثورة 30 يونيو" بـ"
الانقلاب"، فقد قررت الجامعة إيقاف منح الدرجة العلمية له.
وقال نورالدين، بحسب صحيفة "
المصري اليوم" الصادرة الإثنين، إنه درس الأمر، وبحث رسالة الدكتوراه التي تهاجم "ثورة 30 يونيو"، وقرر اتخاذ القرارات السابقة.
وكانت لجنة المناقشة منحت الأربعاء الماضي الباحث محمد ابراهيم أبو عطية، بقسم الأديان والمذاهب بكلية الدعوة، وهو مدرس بقطاع المعاهد الأزهرية في منطقة القليوبية الأزهرية، درجة الدكتوراه في الدعوة الاسلامية بمرتبة الشرف الثانية عن رسالته: "الحاكمية بين التيارات العلمانية والجماعات الإسلامية المعاصرة".
وتكونت لجنة المناقشة من كل من: الدكتور عمر عبدالعزيز، رئيس قسم الأديان والمذاهب بالكلية "مشرفا"، والدكتور محمود مزروعة، عميد أستاذ العقيدة والفلسفة بكلية أصول الدين بالمنوفية، والدكتور ماجد عبدالسلام، الأستاذ بقسم الأديان والمذاهب بكلية الدعوة الإسلامية بجامعة الأزهر.
ووصف أبو عطية في رسالته "30 يونيو" بـ"الانقلاب"، ونتائجها بـ"المريرة"، وقال إنه ترتب عليها إراقة دماء المصريين في رابعة والنهضة، وغيرهما.
وهاجم الباحث الليبراليين في الرسالة قائلا: "كم رأينا حقارة الليبراليين الذين انقلبوا على مبادئهم، وعادوا القهقرى، بعد أن كانوا أسودا في نقد مرسي وحكومته، وصاروا أقزاما، وتواروا جبنا"، بحسب تعبيره.
وتابع فى رسالته بأن "ثورة الخامس والعشرين من يناير قامت لما بدر فى البلاد من سياسات جائرة في نظام الحكم، ومحاولة توريث الحكم لابن الرئيس (مبارك)، وكذلك تزوير إرادة الشعب في انتخابات مجلس الشعب لعام 2010".
وخلص الباحث إلى أن الثورة أثبتت أن الحركات الإسلامية لم تكن مؤهلة لتحمل أمور الحكم بشكل كبير في ظل ظروف وتحديات داخلية وخارجية، على حد تعبيره.
ومن جهته، رحب وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة بـ"الإجراء الذي اتخذته جامعة الأزهر مع الباحث".
ووصف جمعة -في بيان أصدره الإثنين- هذا الإجراء بأنه خطوة إيجابية جادة على طريق تصحيح المسار تستحق التقدير، لتكون الجامعة منارة علمية تدفع نحو التقدم والرقي من جهة، ونشر السماحة والوسطية التي عرف بها الأزهر الشريف طوال تاريخه من جهة أخرى، وفق قوله.
وأضاف: "تحية تقدير لهذا الإجراء الحاسم ليكون عبرة لمن تسول له نفسه التجاوز في حق العلم أو حق الجامعة أو حق الوطن، ولتظل الجامعات منارات للبحث العلمي وسبل التقدم والرقي بعيدا عن الأغراض والمطامع الخاصة"(!)
وكانت صحيفة "اليوم السابع" (الداعمة للانقلاب) أول من كتب عن الدكتوراه وحرض عليها، ثم جاء تحرك الجامعة بناء على هذا النشر، وفق بيان الجامعة نفسه.