مقالات مختارة

الائتلاف الدولي فرصة لإسرائيل

1300x600
كتبت رندة حيدر: ليست هذه المرة الأولى التي تقود فيها الولايات المتحدة ائتلافاً دولياً لشن حرب في منطقة الشرق الأوسط. فقد حدث هذا أيام الرئيس الأميركي جورج بوش الأب عام 1991 عندما قادت الولايات المتحدة ائتلافاً من 34 دولة لتحرير الكويت من الغزو العراقي. وكذلك سنة 2003 أيام ولاية جورج بوش الابن والائتلاف الذي قاده لغزو العراق بحجة امتلاك نظام صدام حسين أسلحة دمار شامل. وها هو الرئيس باراك أوباما يقود ائتلافاً دولياً جديداً لمحاربة "الدولة الإسلامية" في العراق وسوريا في 2014.
في المرات السابقة تجنبت إسرائيل المشاركة علناً في هذه الائتلافات الدولية خوفاً من التأثير سلباً على مشاركة الدول العربية فيها، وقد ينطبق هذا أيضاً على الائتلاف الحالي الذي تحاول إدارة أوباما إقناع الدول العربية المتناحرة والمتضاربة المصالح بالمشاركة فيه. لكن الائتلاف الجديد يختلف عن غيره، فقد نجحت "الدولة الإسلامية" في تغيير الواقع الجيوسياسي في المنطقة بصورة مذهلة وخلال وقت قصير نسبياً، واستطاعت أن تكتل ضدها عدداً كبيراً من الدول في المنطقة والعالم بينها إسرائيل التي باتت التنظيمات الإسلامية على مسافة قريبة جداً من حدودها في هضبة الجولان.
وعلى رغم عدم وجود مؤشرات حقيقية لوجود "الدولة الإسلامية" داخل إسرائيل، أو لاحتمال توجيه الجهاديين الإسلاميين هجماتهم إليها، فإن الدولة العبرية تظهر نفسها على أنها عرضة جدياً لهذا الخطر الجديد، ومعنية تالياً بالمشاركة في الائتلاف الدولي الجديد.
لكن الرغبة الإسرائيلية في المشاركة في الائتلاف الدولي الجديد ليس هدفها حماية أمن إسرائيل من مخاطر جدية بقدر ما تهدف الى خدمة أهداف أخرى. في طليعة هذه الأهداف محاولة إسرائيل تبييض صفحتها أمام المجتمع الدولي بعد الانتقادات الدولية التي وجهت إليها بسبب حربها المدمرة على قطاع غزة، وإقناع دول العالم بأن حربها على حركة "حماس" هي مثل الحرب التي يخوضها العالم اليوم ضد "الدولة الإسلامية". 
كما تسعى إسرائيل الى استغلال مشاركة عدد من الدول العربية في الحرب على إرهاب "الدولة الإسلامية" من أجل التقرب من هذه الدول وبناء تعاون استخباري سري معها. ففي أكثر من مناسبة تحدث رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن أن الحرب على الإرهاب الجهادي تفتح أفقاً جديداً للتعاون بين إسرائيل والدول العربية المعتدلة.
ولا يقل أهمية عن هذا كله حرص إسرائيل على ألا تؤدي الحرب على الارهاب الجهادي الى تقارب بين واشنطن وطهران وتقديم تنازلات في الملف النووي الإيراني. من هنا الحملة الإسرائيلية الحالية على إيران وتذكير المجتمع الدولي بالدور الإيراني في دعم الارهاب.