ملفات وتقارير

وعد بلفور لليهود ..هل يقابله وعد السيسي للفلسطينيين

بعد مائة عام على وعد بلفور لليهود.. جاء وعد السيسي للسلطة الفلسطينية - تويتر
بعد قرابة مائة عام على صدور وعد بلفور الذي منحت بموجبه بريطانيا الموافقة لليهود في إقامة وطن قومي لهم في فلسطين، تحت مزاعم  "أرض بلا شعب لشعب بلا أرض"، يأتي وعد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي للرئيس الفلسطيني محود عباس بمنحه أرض في صحراء سيناء تكون امتداد لدولة فلسطين في المستقبل، بحسب الإذاعة الإسرائيلية.

وعلى غير العادة سرت تلك الإشاعة في الأوساط الإعلامية والسياسية معا انتشار النار في الهشيم، وبشكل غير مسبوق، وانبرى السيسي بنفسه لنفيها وتكذيبها قائلا "لا أحد يملك فعل هذا الأمر".
 
الغريب في الأمر، أن معظم الصحف ووسائل الإعلام تطرقت إلى أن هذا الوعد كان جزءا من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة عام 2012 الذي راعاه الرئيس محمد مرسي، ولكن السيسي لم يتطرق إليه، ولم يشر إلى مثل هذا البند أو الاتفاق إن كان موجودا بالأصل، خاصة وأنه كان مديرا للمخابرات الحربية وقتها وعلى دراية بتفاصيل الاتفاق، وهو ما يرد على كذب تلك الادعاءات، ويدحضها، بحسب الناطق الإعلامي باسم حزب الحرية والعدالة الذي رفض ذكر اسمه.

هل قبل نظام الإخوان بمشروع إيجور آيلاند الصهيوني؟

ذهب السفير حازم أبو شنب، السفير الفلسطيني السابق لدى باكستان  إلى القول بأن القيادة المصرية إبان حكم الإخوان لمصر قبلت بهذا المشروع باستقطاع جزء من سيناء للفلسطينيين، الأمر الذي نفته قيادات في حزب الحرية والعدالة لـ"عربي21" عندما  طرح السؤال عليهم.

وقال المهندس محمد كمال مؤسس وقيادي بحزب الحرية والعدالة السابق في شمال سيناء لـ"عربي21"، إن "ما يتم الترويج له من موافقة الرئيس محمد مرسي على استقطاع جزء من سيناء للفلسطينيين لا يندرج تحت الإشاعات، إنما هو كذب وادعاءات لا تنفك تطارد جماعة الإخوان المسلمين".

وأضاف المهندس كمال: "جماعة الإخوان أكثر الجماعات التي ناضلت في فلسطين منذ عام 1948 من أجل تحرير الأراضي الفلسطينية، وإعادتها لأصحابها، فكيف تقبل الآن بالتخلي عن جزء من أرض الوطن؟ كما أنهم يرفضون خلق وطن بديل للفلسطينيين على أي أرض كانت"، مشيرا إلى أن "الفلسطينيين أنفسهم يرفضون هذا الطرح، ورغم تعاقب الحروب عليهم في السنوات الماضية لم يفكروا في الهروب إلى سيناء أو اللجوء اليها".

عُرض على الفلسطينيين أراض بديلة أفضل في الماضي.. ورفضوا 

وقال السفير حازم أبو شنب لـ"عربي21"، إن "مصدر الإشاعة هو إذاعة الجيش الإسرائيلي والتي تسعى إلى إحداث الفتن بالترويج لأخبار كاذبة، فإسرائيل في أزمة منذ الحرب التي شنتها من طرف واحد على قطاع غزة، ومنذ تنامي الدور المصري من خلال مبادرة وقف إطلاق النار التي أطلقتها وتبناها المجتمع الدولي".

وقال الباحث بمعهد الدراسات حول العالم العربي والإسلامي بجامعة مرسيليا الدكتور طارق المرسي، لـ"عربي21"، إن "القوة التي لا تعترف بوجود إسرائيل ليست بحاجة لوطن آخر، ولكن المطبعين، والمتعاملين مع الكيان الصهوني يمكنهم أن يفعلوا أي شيء، ويبيعوا أي شيء".

وأضاف الدكتور المرسي، أنه "لا يوجد في العالم شعب يرضى بإعطاء وطنه للغير، أو يتسول من الآخرين وطنا"، مشيرا إلى أن "إسرائيل دولة مغتصبة، وتهدف لتفريغ الأراضي العربية من شعوبها، وقد تم عرض أراض بديلة على الفلسطينيين من قبل ذلك في أماكن أفضل مما تروج له إسرائيل ورفضوا".

 إسرائيل وسياسة الترويج لمشروع أيجور أيلاند

وقال الدكتور جهاد الحرازين، مدير المكتب الإعلامي لحركة فتح في القاهرة لـ"عربي21": "إسرائيل تحاول خلط أوراق اللعبة، وتهدف إلى توتير العلاقة بين المصريين والفلسطينيين، خاصة وأنها تعلم مدى حساسية هذا الجزء من الأراضي المصرية لديهم، وهم ضحوا بدمائهم من أجل استعادتها"..

واعتبر الحرازين أن الهدف من إطلاق تلك الإشاعة إطلاق بالون اختبار لقياس رد الفعل لدى الجانبين، والترويج لمشروع أيجور أيلاند الإسرائيلي".

ويرى الباحث الدكتور طارق المرسي، أنه لا يمكن للفلسطينيين الحياة على أرض غير أرضهم، ووطنهم الأصلي سليب وتحت الاحتلال، ولا يقبل بمثل تلك الأطروحات غير صهاينة العرب الجدد الذين ظهروا مع اندلاع الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة"، بحسب قوله.

ويعتبر الفلسطينيون أن إقامة دولة على جزء سليب من أراضي الغير يتعارض مع معاناتهم المستمرة منذ عقود، خاصة وأنهم ضحايا سلب ونهب لأراضيهم، ولذلك لن يقبلوا بمثل هذا المشروع المشوه.