استخدم الكاتب الإسرائيلي أنشل بابر، بيانات رقمية في عرض تداعيات مقتل الصحفيين الأمريكيين وتأثير الحادثتين على سكان العالم
الغربي الذين بدأوا بطرح فكرة حرب "الجهاديين" في
الشرق الأوسط.
ويلفت الكاتب في مقاله المنشور الخميس في صحيفة "هآرتس" بعنوان "أعداء من الداخل"، إلى أن العديد من الشبان الغربيين يشاركون في الأنشطة القتالية في
سوريا والعراق، وأن الخطر الحقيقي سوف يبرز حين يعود هؤلاء إلى بلادهم الغربية.
ويشير إلى تصريحات الرئيس الأمريكي باراك أوباما الأسبوع الماضي، التي عرضته للكثير من الانتقاد، حيث قال إنه "ليس للإدارة بعد استراتيجية لمواجهة تنظيم الدولة الإسلامية".
ويوضح أن مخاوفه تعكس بالضبط المشكلة المشتركة اليوم لعموم دول الغرب؛ كيف التصدي لمشكلة عودة المئات، بل والآلاف من أبناء الغرب ممن سافروا للقتال كجهاديين في سوريا وفي
العراق، ويعتزمون العودة إلى بلادهم.
ويضيف أن أفلام إعدام الصحفيين الأمريكيين جيمز فولي وستيفان سوتلوف بقطع الرأس، على يد عضو تنظيم الدولة الإسلامية، الذي كان يتحدث الإنجليزية بلكنة لندنية واضحة، شكلت نداء استيقاظ أخير في الغرب.
لكنه يشير إلى أن مشكلة الدول الغربية معقدة؛ "فبعضها يعود إلى غياب المعلومات عن هوية الجهاديين وأعدادهم. وبينما قدر الاتحاد الأوروبي عدد المسافرين إلى سوريا بأكثر من ألفين، تقدر أجهزة الأمن البلجيكية أن العدد مضاعف، على الأقل".
ويستدرك بأن المسألة الأخرى هي مسألة اليوم التالي. و"ليس واضحا كم من بين أولئك الذين يعودون إلى بلادهم يعتزمون مواصلة النشاط. وبينما بعض ممن يخضعون للتحقيق لدى أجهزة الأمن في دولهم ادعوا بأن قادتهم يتوقعون منهم مواصلة النشاط في دولهم، قال آخرون إن الوحشية التي اصطدموا بها دفعتهم لأن يعيدوا النظر في طريق الجهاد".
ويوضح أنه حتى عندما تنجح الدول في بلورة سياسة لمواجهة آلاف الجهاديين الذين سيعودون إلى حدودها، وبمختلف الطرق المقترحة، يتبين أن السبيل إلى تطبيقها لا يزال طويلا. ويبين –على سبيل المثال- أنه يوجد تخوف من أن يكون البند الذي سعى إلى منع عودة المواطنين الذين سبق أن سافروا إلى سوريا، يحتمل ألا يكون دستوريا كون الدولة لا يمكنها أن تسحب من مواطنيها الحق في العودة اليها.
ويقول الكاتب إنه بحسب التقديرات المختلفة، فإن "نحو 500 مواطن بريطاني سافروا للمشاركة في الجهاد ونصفهم عاد منذ الآن. ويعتقد جهاز الأمن MI-5 بأن بعضهم على الأقل يبقي على اتصال ويخطط لتنفيذ عمليات مستقبلية على مسافة أقرب من الوطن. وكان العمل الذي قامت به وزارة الداخلية في السنة الماضية هو سحب جوازات 23 مواطن كي لا يتمكنوا من مغادرة الدولة. ولكن واضح منذ الآن أن هذا الأمل لم ينجح في أن يقلص بشكل بارز تيار الجهاديين".
وينبه إلى الموضوع الآخر الذي يقلق جدا المجتمع الغربي، و"هو طريقة تجنيد اولئك الشباك. فالدولة الإسلامية وغيرها من المنظمات المتطرفة تجند اليوم المؤيدين عبر الإنترنت أساسا وفي الشبكات الاجتماعية".
ويخلص الكاتب إلى أن كل ما يجري في هذه الاثناء هو أن "الولايات المتحدة تنفذ غارات جوية في العراق وتعتزم توسيع حملتها الجوية لتشمل سوريا أيضا".
ويشكك في ما إذا كان "هذا سيكفي لمنع انتشار الدولة الإسلامية، وهذا أغلب الظن لن يغير حقيقة أن التنظيم يشكل مصدر جذب للشبان الذين لأسباب متنوعة ملوا حياتهم الغربية. وبالنسبة لأوروبا يحتمل أن يتعين على حكوماتها أن تتساءل عما إذا كان بوسعها أن تقاتل تنظيما لا يعترف بالحدود أو القوانين دون أن تمس بحقوق أعضائها".
ويختم بابر بعرض لبيانات تظهر الدول التي جاء منها "
الجهاديون" إلى سوريا؛ فيذكر أن هناك 800 جاءوا من روسيا، و400 قدموا من تركيا، و2500 من السعودية، و250 من أستراليا، و3000 من تونس، و1500 من المغرب، و500 من بريطانيا، وأكثر من 700 قدموا من فرنسا، و51 من إسبانيا، و100 من الولايات المتحدة، و250 من بلجيكا، و300 من ألمانيا.