صحافة دولية

مقال في إندبندنت: فلسطين هي داوود وإسرائيل هي جالوت

تشييع جنازات عائلة البطش التي قصفتها طائرات الاحتلال الاسرائيلية - الاناضول
نشرت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية مقالة للمعلقة ياسمين براون، حول المجازر التي ترتكبها إسرائيل ضد الفلسطينيين، والتأييد الأعمى الذي تلقاه من الصهاينة في الغرب وعداؤهم لأي شخص ينتقد الجرائم الإسرائيلية.

وتقول براون في مقالتها، الإثنين: "زميلاي كيم سينغوبتا وروبرت فيسك والصحفيين الآخرين يكتبون تقاريرهم من حقول القتل في الشرق الأوسط يوما بيوم بذهن صاف وعيون وآذان مفتوحة ومع هذا يثيرون كراهية مروعة".
  
وأضافت: "فقد جاءني الأسبوع الماضي رجل أعمال بريطاني يهودي وكان غاضبا جدا، واتهم هذه الصحيفة بأنها معادية للسامية واتهم زميلي سينغوبتا بأنه يقوم بتبرير الإرهاب الإسلامي، مع أن أكثر تقاريره بيانا كانت حول مسلمين يقتلون مسلمين. أما بحسب هذا الشخص فإنني لا أفعل شيئا عندما يحاول العرب تدمير بلده.. بلده؟ وماذا علي أن أفعل بالضبط؟ فأجاب أن تشجبي الفلسطينيين "بوضوح وبصوت عال وبدون تبريرات".
 
وعلقت براون "هذا الحوار القصير يعكس بشكل درامي عقلية الصهاينة المتشددين والتي هي عبارة عن خليط من جنون الشك والاضطهاد والولاء الأعمى والكراهية لأي شخص أو مجموعة تعارض الاضطهاد والعنف الذي تمارسه إسرائيل بحق الفلسطينيين". 

وأضافت أن "اليهود الذين لديهم ضمير يشجبون ما يحدث، مع أنه عادة ما يتم الانتقام من أي منشق. وتضرب مثالا على ذلك أن عضو الكنيست السابق وكاتب العمود حاليا يوري أفنيري شجب الانتقام البربري من الشاب الفلسطيني وإمطار غزة بالقنابل بعد مقتل المستوطنين الإسرائيليين الثلاثة". 

"ولكن الغالبية بقيت صامتة أو مؤيدة للأساليب المستخدمة والتي أدت خلال الأسبوع الماضي إلى مقتل حوالي 100 شخص؛ معظمهم من المدنيين وكثير منهم أطفال وبعضهم معاقين كانوا يعيشون في مركز عناية بالمعاقين"، تقول الكاتبة.

وقد دعت المفوضة السامية لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة، نافي بيلاي، إلى إجراء تحقيق في الغارات الإسرائيلية. ولم يمت إسرائيلي واحد منذ أن اندلعت هذه المعركة بين "متطرفي" حماس الذي يطلقون الصواريخ على جنوب إسرائيل والجيش الإسرائيلي القوي. 

ويدعي جوناثون كوك الفائز بجائزة مارثا غلهورن للصحافة في مقال له في صحيفة "كاونتر بنتش" أن وزير الإقتصاد نفتالي بنيت دعا البلد لـلغضب وأن عضو كنيست سابق دعا لتحويل رمضان إلى شهر أسود كما أن الحاخامات يحرضون على الهجمات. 

وتقول إن "داوود في هذه الحالة هي فلسطين وجالوت هي الدولة اليهودية التي تملك طاقة نووية ولا يحاسبها أحد على ما تقوم به".

وتضيف براون: "استباقا للتهم التي ستوجه نحوي الآن دعوني أقول أنني أعلم أن هذا الجحيم الذي اشتعل مؤخرا بدأ باختطاف وقتل ثلاثة مستوطنين شباب - نفتالي فرانكل، جلعاد شعار وإيال يفراتش. ويرتكب المسلحون الفلسطينيون مثل هذه الأفعال التي تشعل نيرانا من آن لأخر. وهم غير معنيون بالسلام ولا يهمهم كم شخص يعاني أو يموت جراء أفعالهم. والإسرائيليون ورثوا خوفا على وجودهم من تاريخهم الأليم وأن كراهية السامية متفشية بين العرب وأحيانا تأخذ هذه الكراهية لليهود شكل الدفاع عن الفلسطينيين ولكن كل هذا لا يمكن أن يبرر العنف الزائد الذي يتم بموافقة الحكام الإسرائيليين". 

وتتحدث عن المفارقة في التعامل "عندما يرتكب الجهاديون جرائم يتم توجيه اللوم لكل المسلمين البريطانيين ويطلب منهم أن يحتجوا ويصدروا البيانات من المساجد ويقدموا الاعتذار ويلجموا الإسلاميين. وتقوم اسرائيل ببناء الجدران وسرقة الأراضي وسن القوانين العنصرية وسجن الأطفال الفلسطينيين وتستخدم القوة المفرطة وتحصل على التبرعات الغير مصرح عنها من الصهاينة البريطانيين ولكنه لا يطلب من اليهود البريطانيين أن يتظاهروا ضد تلك الأفعال أو يشجبوا أو يعدوا بشيء". 

وتضيف: "أصبحت المحرقة – التي كانت من أكثر الفصول بشاعة ولا إنسانية في تاريخ العالم – تستخدم ضمانة لحصانة أبدية لدولة كان من المفترض أن تكون ملاذا  ونموذجا  للبقاء والكرامة والأخلاقية. ولكن قيادة إسرائيل تخلت عن أي حس أخلاقي وتسعى للقضاء على الفلسطينيين تماما من الأراضي القليلة جدا التي لا يزالون يعيشون فيها، فلم يتعلموا الدرس من تاريخهم ويبدو أنهم يحاولون فعل مافعله الأوروبيون في استراليا والأمريكتين". 

ليس هناك محادثات سلام الآن وكل الآمال لحل الدولتين تبخرت وإسرائيل خارجة عن السيطرة، وحلفاؤها الأقوياء يقفون مستعدين ويراقبون وبصمت يؤيدون. وأضيف هنا العدد الضئيل من الصحفيين الذين يعملون أبواقا للصهيونية المتطرفة. 

أما الناشطون لأجل حقوق الفلسطينيين فعليهم توجيه اللوم لحكومات الولايات المتحدة وكندا والمملكة المتحدة بالإضافة للأحزاب السياسية الأوروبية والإتحاد الأوروبي. وهذا الأسبوع فقط وبعد مرور عشر سنوات على بناء جدار الفصل العنصري الإسرائيلي طالب 86 حقوقيا المؤسسات الدولية أن تقوم بإجراءات ذات معنى ولكن العجز لا يزال سيد الموقف. 

وخلال نيسان/ أبريل قامت إسرائيل بالاستيلاء على ملاجئ ممولة من الاتحاد الأوروبي للفلسطينين المشردين وتدميرها. ولم يقل الإتحاد أو يفعل شيئا وبدلا من ذلك ومن وقت لآخر يهدد الاتحاد الأوروبي بقطع المساعدات عن الفلسطينيين الذي ليس عندهم علاج ولا أمل ولا عمل ولا قوت وكثير من الغضب.

وفي نيسان/ أبريل كتب 23 عضو برلمان أوروبي لكاثرين أشتون رئيس الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي لتعليق اتفاقية الشراكة مع إسرائيل التي تنتهك كل قوانين حقوق الإنسان كما تنص عليها قوانين الأمم المتحدة وغيرها من الهيئات. ولم يأبه أحد لطلبهم. كما أن باراك أبدى جبنه عندما يتعلق الأمر بإسرائيل فكل تلك اللفتات الكبرى والخطابات الرنانة والآن لا يستطيع أن ينبس ببنت شفة ينتقد فيها نتنياهو وعصابته.  

في الحروب السابقة كان ينظر للمعاونين على حقيقتهم – الأشخاص الذين يساعدون على الشر ولا يزال المعنى قائما اليوم فيجب تسمية من يتعاون مع الشر وفضحه.