في الوقت الذي يواصل فيه جيش الاحتلال غاراته الجوية على قطاع
غزة، فإن أكثر ما يدفع قادة المؤسسة الأمنية الصهيونية للتردد في توسيع العمليات العسكرية ضد القطاع وشن حملة برية هو الفزع من "
الأنفاق الحربية"، التي تدعي تل أبيب أن "كتائب عز الدين القسام"، الذراع العسكرية لحركة
حماس قد نجحت في حفرها خلال السنوات الخمس الأخيرة.
ويجمع المعلقون العسكريون الصهاينة على أن قيادة جيش الاحتلال تخشى أن توظف "كتائب عز الدين القسام" الأنفاق التي تمتد من قطاع غزة إلى ما وراء الحدود مع الكيان الصهيوني، إما في التسلل خلف خطوط جيش الاحتلال أثناء توغله في القطاع والهجوم على مؤخرة القوات الصهيونية،
أم في استخدام الأنفاق في تسهيل عمليات خطف الجنود، إلى جانب الخشية من أن ينطلق عناصر "كتائب القسام" عبر هذه الأنفاق لتنفيذ عمليات في قلب التجمعات الاستيطانية اليهودية داخل الكيان الصهيوني، في الوقت الذي تتواصل فيه العمليات العسكرية "
الإسرائيلية" في القطاع.
وقال روني دانئيل، معلق الشؤون العسكرية في قناة التلفزة الثانية الصهيونية إن قيادة جيش الاحتلال تأخذ بعين الاعتبار أن تقوم حركة حماس بتفخيخ الأنفاق بالمواد الناسفة وتعمل على تفجيرها أثناء تحرك قوات الاحتلال فوقها أو بالقرب منها، منوهاً إلى أن قيادة الجيش تخشى أيضاً أن تلجاً "كتائب القسام" إلى استدراج جنود الاحتلال إلى داخل الأنفاق ومن ثم تفجيرها، مشيراً إلى أن حركة حماس وظفت "الأنفاق المفخخة" خلال الانتفاضة الثانية.
وفي تعليق له مساء الأحد، نوه دانئيل إلى أن قيادة جيش الاحتلال تخشى أن يتم توظيف العمليات عبر الأنفاق العسكرية في المس بمعنويات الجمهور "الإسرائيلي".
من ناحيته نقل ألون بن دافيد، المعلق العسكري في قناة التلفزة العاشرة الليلة الماضية عن مصدر عسكري إسرائيلي كبير قوله، إنه نظراً لتفوق الجيش "الإسرائيلي" المطلق في الجو والبر والبحر "فقد اختار الجناح العسكري لحركة حماس باطن الأرض كساحة تضمن تفوقه النسبي".
وأردف قائلاً: "حماس لا تملك سلاح جو ولا كتائب مدرعة ولا سلاح بحرية، لهذا فهي تحاول إيجاد ساحة مواجهة تتحكم في ظروفها".
وأشار بن دافيد إلى أن وحدة الهندسة الميدانية في جيش الاحتلال قامت بعمليات بمناورات للتدريب على تدمير الأنفاق، منوهاً إلى أن عناصر الوحدة أقاموا معسكرات تدريب في منطقة "تسئيليم" في النقب، حيث أجروا مناورات تحاكي عمليات تفجير نفق.
ويذكر أن جيش الاحتلال أعلن أواخر العام الماضي ومطلع العام الجاري عن اكتشاف نفقين كبيرين يصلان قطاع غزة بالكيان الصهيوني.
وقد بادرت "كتائب القسام" إلى الكشف عن الأنفاق التي تقوم بحفرها، حيث سمحت لكاميرا قناة الجزيرة بتصوير عناصرها وهم يقومون بحفر أحد الأنفاق، الذي لم يتم تحديد مكانه.
وفي السياق ذاته، ذكرت الإذاعة العبرية الجمعة الماضي أن قيادة الجيش الصهيوني كلفت مجمع الصناعات العسكرية ودائرة التقنيات العسكرية في وزارة الحرب بتطوير وسائل للكشف عن الأنفاق، وعرض حلول لمعالجة تهديدها في ظل أقل قدر من التهديد لجنود الاحتلال.