نشرت مواقع
إيرانية ومصرية وإماراتية صورة لما قالت أنها وثيقة صادرة عن السفارة
القطرية في العاصمة الليبية طرابلس تقول أن قطر استطاعت تجهيز نحو 1800 متطوع من دول المغرب العربي وشمال أفريقيا للقتال في صفوف
داعش، لكن المواقع المختلفة التي نشرت الخبر لم تنتبه إلى أن "الوثيقة" المزعومة تختلف في نصها من موقع إلى آخر.
فبينما تشير "الوثيقة" التي نشرتها وكالة فارس المقربة من الحرس الثوري الإيراني، ووكالة أنباء الشرق الأوسط، وصحيفة المصري اليوم إلى أن القوات ستتجه للقتال في
العراق، تشير نفس"الوثيقة" التي نشرها موقع "24" الإماراتي الرسمي إلى أن المقاتلين سيتوجهون إلى سوريا.
ولم يتوقف التزوير الواضح عند هذا الحد، بل إن موقع "24" نشر في نص الخبر أن القوات ستتجه للعراق على الرغم من أن الوثيقة التي نشرها الموقع نفسه تقول أنها ستتوجه إلى سوريا.
وتقول "الوثيقة" المزعومة والتي تحمل توقيع القائم بأعمال السفارة القطرية في المغرب، (نايف عبد الله العمادي)؛ أن العناصر المتطوعين تم إنهاء تدريباتهم العسكرية والقتالية والتعامل مع الأسلحة الثقيلة خصوصاً في معسكرات (الزنتان وبني غازي والزاوية ومصراته) في ليبيا.
وقالت إن القائم بالأعمال القطري في المغرب اقترح على حكومة بلاده إرسال هؤلاء المقاتلين على ثلاث دفعات عبر الموانئ الليبية إلى
تركيا ومن ثم الدخول إلى العراق عبر إقليم كردستان.
وبحسب "فارس"، لفت المسؤول القطري إلى أن هذه المجموعات ستكون جاهزة بحلول الأسبوع المقبل، وقال نطالب بضرورة الإسراع في التنسيق مع الجانب التركي؛ لاستقبال المقاتلين في الميناء المناسب وإعلامنا بالمواعيد التي ترونها مناسبة لإرسال تلك المجموعات.
ولم يتسنّ لـ"عربي21" الحصول على تعليق من مسؤول قطري حول صحة الوثيقة المشار إليها، في حين يُعرف عن وكالة فارس أنها لا تحرص كثيرا على مصداقية أخبارها، وهي أقرب إلى الدعاية السياسية منها إلى الوكالة الإخبارية. لكن عبدالله العذبة، مدير تحرير صحيفة العرب القطرية أكد لـ"عربي21" أن الوثيقة مزورة، ولا صلة لها بالحقيقة من قريب أو بعيد، مشيرا إلى أن تاريخها يعود إلى شهر أيلول 2012، ونحن في منتصف 2014 حسب قوله.
ويعكس نشر هذا الخبر في عدة مواقع وجود تنسيق بين أطراف عديدة فيما يتعلق بالترويج للوثيقة.، ولكن هذه المواقع انزلقت كما يبدو إلى ما يشبه "الفضيحة" الإعلامية، بسبب نشر "الوثيقة" نفسها بصيغ ومضامين مختلفة.
ويشهد العراق تدهورا أمنيا ملحوظا دفع برئيس الوزراء نوري المالكي في (10 حزيران 2014)، إلى إعلان حالة التأهب القصوى في البلاد، وذلك بعد سيطرة مسلحين من تنظيم "داعش" على مدينة الموصل مركز محافظة نينوى، وتقدمهم نحو محافظة صلاح الدين وسيطرتهم على بعض مناطقها.
ودعت مرجعيات دينية بالعراق، المواطنين القادرين على حمل السلاح ومقاتلة "الإرهابيين" إلى التطوع للانخراط في صفوف القوات الأمنية، للدفاع عن الوطن والشعب والأموال العامة، بحسب الوكالة.
مليونان و500 ألف متطوع لقتال داعش
وفي سياق متصل بالشأن العراقي قال عضو لجنة الحشد الشعبي في العراق أبو مجاهد الركابي في حديث لـ"السومرية نيوز"، إن "عدد المتطوعين في العراق من خلال الحشد الشعبي وصل إلى مليونين و500 ألف متطوع لغاية الآن".
وأضاف الركابي أن "التطوع مازال مستمرا لغاية الآن وفق آليات معدة من قبل اللجان الحشد الشعبي في عموم محافظات البلاد"، مشددا على أهمية "حصر السلاح بيد الدولة بعيدا عن سطوة الميليشيات".
صورة عن "الوثيقة" اتي نشرها موقع "24" الإماراتي وتشير إلى أن المقاتلين سيتوجهون للقتال في سورية.
صورة "الوثيقة" التي نشرتها وكالة فارس الإيرانية وموقع صحيفة المصري اليوم ووكالة الشرق الأوسط المصرية الرسمية، وتشير إلى أن المقاتلين سيتوجهون للقتال في العراق.