كتب محرر الشؤون الدولية في صحيفة "الغارديان" إيان بلاك، عن منظور التعاون بين الولايات المتحدة وإيران لمواجهة تنظيم
داعش الذي دخل مدينة الموصل ومدنا أخرى في شمال
العراق.
وأشار في تقريره إلى أن الرئيس
الإيراني حسن روحاني عبر عن قلق طهران من نجاح المتشددين من داعش، واقترح إمكانية التعاون مع أمريكا لتعزيز حكومة المالكي، كان هذا يوم السبت، لكن اللهجة تراجعت يوم الأحد حيث حذر المسؤولون الإيرانيون من أن أي تدخل خارجي في العراق لن يزيد إلا تعقيد الأزمة، بحسب وزارة الخارجية الإيرانية "فالعراق لديه القدرات والتحضيرات الضرورية لقتال الإرهاب والتطرف".
وعلى ما يبدو يمكن للمالكي الاعتماد على دعم سري من إيران، فقد زار الجنرال قاسم سليماني، قائد فيلق القدس بغداد مع أن طهران سارعت ونفت التقارير.
ويقول الصحفي البريطاني إن سليماني له خبرة طويلة في العراق حيث كان يشد الخيوط ويرطب العلاقات بين المسؤولين العراقيين والميليشيات وله باع في مواجهة النفوذ الأمريكي في العراق بعد الغزو عام 2003.
وأشار معهد بروكينغز للدراسات في واشنطن، أن إيران قامت بتخصيص ثلاث فرق لتحسين أداء القوات العراقية بدلا من مشاركة الإيرانيين في القتال أنفسهم. ويقوم سليماني بإدارة ملف العلاقة مع "زبون" آخر وهو حزب الله والذي يقاتل إلى جانب نظام الأسد، والآن يجد سليماني حليفه في العراق نوري المالكي يواجه أزمة خطيرة ويحتاج للدعم.
وتمارس إيران دورا مهما في العراق، مع أن الحكومة العراقية لديها أسبابها لمواجهة داعش.
كما وتؤثر إيران على المرجعيات الدينية في العراق، فقد دعى المرجعية الدينية علي السيستاني الشيعة للمشاركة في القتال، كما أرسلت طهران نفس الرسالة حيث قام المرجعية الإيرانية المولود في العراق آية محمد هاشمي شهرودي بدعوة العراقيين للوحدة لمواجهة التطرف.
وخصص آية الله محمد إمامي كشاني جزءا من خطبة الجمعة حيث خاطب العراقيين الشجعان بالعربية وعبر عن دعمه لهم.
بالنسبة لأمريكا فسياستها واضحة لكن لا أحد يمكنه توقع ماذا ستفعل، فإدارة أوباما لا تريد التورط في حرب جديدة في سوريا. ومع ذلك يقول المعلقون في طهران وواشنطن إن هذين العدوين يتشاركان بنفس الأهداف وهو الحفاظ على الوضع القائم، فقد دعا الطرفان المالكي ليوسع المشاركة في الحكومة وضم السنة وتجنب تهميشهم وتعزيز قوة داعش نتيجة لذلك.
وقال كينيث بولاك، وهو محلل سابق في الإستخبارات الأمريكية "ما هو سيء لأيران سيء لأمريكا. ولا يعرف إن كان التعاون لدعم الوضع القائم سيتمتد ليشمل التعاون العسكري، ضربات جوية أو قيام الحرس الثوري الإيراني بدعم وحدات الجيش العراقي، ولا بد من الإنتظار.