نشرت مجلة "
الوطن العربي" الأربعاء تقريرا على موقعها، كشفت فيه عن أن
إيران التي تتخوف من أن يقدم
بشار الأسد على تنازلات للغرب على علاقاته مع النظام الإيراني و"
حزب الله " اللبناني، تعمل على إضعاف بشار عن طريق تصفية رجاله الأقوياء الذين يشكلون غطاءه الأمني، ما سيجبره على الاستمرار في اعتماده على طهران لإنقاذ رأسه ورأس نظامه، معتمدا في حمايته على فيلق القدس التابع للحرس الثوري و"حزب الله".
وأفادت مصادر أمنية متخصصة في متابعة الشأن السوري، لكاتب التقرير رياض علم الدين، بأن خطة طهران هي الإمساك بصورة أقوى بالأمور في سورية، باعتبارها الخط الأول للدفاع عن إيران وحماية "حزب الله"، كما قال نائب رئيس الأركان الإيرني العميد غلام علي رشيد.
ولفت التقرير إلى أن العميد رشيد كان قد صرح بأن بلاده تساند سوريا دون حدود لأنها تمثل جبهة الدفاع الأمامية عن الثورة الإسلامية ونظام الجمهورية الإسلامية، مشيراً إلى أن سقوط النظام في سوريا كان يعني بداية للإطباق على إيران وجرها إلى حرب مفتوحة غير محسوبة.
وأضاف أن تشكيل "قوات الدفاع الوطني" في سوريا جاء بتوصية من قائد فيلق القدس اللواء قاسم سليماني وبإشراف من وحداته المتواجدة على الأراضي السورية لتقديم استشارات لنظام الأسد.
وبحسب التقرير، فقد أعرب رشيد عن قلق بلاده من سقوط نظام الرئيس السوري فيما لو تقدم إيران الدعم له، معتبراً أنه لو حدث ذلك فسيصل الدور على حزب الله اللبناني وحكومة نوري المالكي حليفة إيران، ما يجعل وضع إيران صعباً في خيارات المواجهة.
وأوضح المسؤول العسكري الإيراني، أن النظام السوري لديه بعض الضعف باعتبار أن حكومته تعود لحزب البعث.
ويشير التقرير إلى أن هذه الرؤية الإيرانية لأهمية سورية وخطورة حدوث تحولات فيها تضر بالوجود الإيراني في شرق البحر الأبيض المتوسط، هي التي دفعت الأجهزة الأمنية الإيرانية إلى تنفيذ سياسة تجريد بشار من غطائه الأمني، حتى يضطر إلى الاستمرار في اعتماده على الدعم الإيراني ومن "حزب الله".
مسلسل الاغتيالات
وفي السياق نفسه، يروي التقرير نقلا عن المصادر، إنه جرى اغتيال هلال الأسد، ابن عم بشار وقائد "قوات الدفاع الوطني" التابعة للنظام في ريف اللاذقية، ووالد سليمان المعروف بلقب "كابوس اللاذقية" الأكبر. وقد قتل هلال في مكتبه بشارع 8 آذار، هو وأربعة آخرون من عائلتي الأسد ومخلوف".
ويروي أنه تم اغتيال شبيح آخر يصفونه بالأضخم بين شبيحة دمشق، هو ضياء الأسد، أو "أبو الحارث" كما يسمي نفسه، و المعروف أيضا بلقب "أبو العضلات" وبوحشيته في تعذيب المعتقلين.
ويضيف أن أنباء ترددت عن اغتيال علي كيالي، واسمه الحقيقي معراج أورال، المعروف بألقاب عدة، منها "شارون العرب" و"جزار بانياس"، وهو قائد تجمع شبيحي يطلق عليه اسم "المقاومة السورية" انتحالا، بزعم أنه لتحرير لواء الإسكندرون.
يشار إلى أن أربعة من كبار الشخصيات الأمنية اغتيلوا في تفجير مكتب الأمن القومي. واعتبر مراقبون مقتلهم ضربة قاسية للنظام. وبالإضافة لصهر الأسد آصف شوكت، فإنه قتل كل من: العماد حسن تركماني عضو القيادة القطرية لحزب البعث الحاكم ومعاون نائب رئيس الجمهورية بمرتبة وزير ورئيس فريق إدارة الأزمة، ووزير الدفاع داود راجحة، ورئيس مكتب الأمن القومي هشام بختيار، إلى جانب إصابة وزير الداخلية محمد الشعار، بالإضافة إلى ورود تقارير عن مقتله هو وحافظ مخلوف رئيس فرع التحقيق في أمن الدولة.
وقررت المصادر نفسها، أن هذه الاغتيالات هي سلاح طهران لإبقاء بشار تحت السيطرة الإيرانية وحماية "حزب الله". وتوقعت أن تستمر سلسلة الاغتيالات إلى أن يتحقق لإيران هدفها.