سياسة عربية

"فتح": دحلان هو المطلوب الأول للعدالة الفلسطينية

دحلان يُعلنها حربا على عباس عقب اتهامه باغتيال شحادة وينشر فيديو - أرشيفية

أكد المتحدث باسم حركة "فتح" أسامة القواسمي أن الحركة لن تسمح للقيادي المفصول عنها محمد دحلان ومن وصفهم بـ "حفنة المجرمين الكذابين والمتآمرين معه" -الذين قال إنهم يستغلون أموال الشعب الفلسطيني التي سرقوها- من النيل من الرئيس محمود عباس، كما تآمروا على الرئيس الراحل الشهيد ياسرعرفات قبل وأثناء حصاره.

وأضاف القواسمي في تصريحات له اليوم الخميس، أذاعها القسم الإعلامي لـ "فتح": "يحاول دحلان المرفوع على قوائم الدعم الإسرائيلي المباشر، والمعادي للمشروع الوطني، والمستخدم من قوى إقليمية، تنفيذ مشروع تآمري ضد عباس، مستخدما أدوات الإجرام، وأساليبا لا أخلاقية، وهي ذاتها التي استعملها في السابق حين استغل مسؤوليته، وموقعه في السلطة كأبشع استخدام؛ لارتكاب جرائم قتل وفساد، حتى بات الرقم واحد في قائمة الهاربين من وجه عدالة وقضاء الشعب الفلسطيني".

وشدد القواسمي على ثقة الشعب الفلسطيني بعباس، الذي كشف عن منظومة التآمر والإجرام، بحق حركة "فتح" والقوى الوطنية وقضية الشعب الفلسطيني، وقال: "دحلان يدرك أن الخارجين على القانون مكانهم مزبلة التاريخ، وأنه بات مطلوبا أمام العدالة باسم الشعب الفلسطيني الذي لن يغفر له ولمن معه تآمرهم، وسيحاسبهم على جرائمهم"، على حد تعبيره.

دحلان يُعلنها حربا على عباس
 
في حين أعلن دحلان حربًا مفتوحة علنية على عباس، الذي وصفه بـ "الدجال والكذاب والغبي"، معلنًا أنه سيكشف ملابسات اغتيال الرئيس الفلسطيني الراحل عرفات قريبا، في تلميح منه إلى ضلوع عباس في الأمر.

وأطلق دحلان، الذي يقيم في دولة الإمارات العربية ويحظى برعايتها، وعدا في تصريح له على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" بأن يكشف "أكاذيب خطاب عباس من الألف إلى الياء، وخاصة قضية اغتيال الزعيم الراحل أبو عمار، ولماذا أطلق الأخير لقب "كرزاي فلسطين" على عباس؟".

وتنفيذا لتهديده؛ فقد نشر موقع "الكوفية برس"، التابع للقيادي دحلان، أول مقطع فيديو، أعده بحسب ما ظهر فيه الإعلام المركزي لحركة "فتح"، قال إنه "يؤكد كذب عباس، في افتراءاته وادعاءاته على القيادي دحلان، فيما يخص واقعة اغتيال القيادي صلاح شحادة"، على حد تعبيره.

ويرصد مقطع الفيديو المنشور ما قيل إنه "الاعتراف أخطر عميل على عمليات الاغتيال المتكررة لشحادة وقيادات حماس، والتي تبرئ ذمة دحلان وتكشف كذب عباس، الذي لا يتوارى خجلا من الافتراءات".

وكُتبت بعض العبارات في مقطع الفيديو من قبل معاديه جاء فيها "كُن على يقين يا سيادة الرئيس عباس أن أبناء فتح يعلمون وواثقون جيدا بأنك كاذب وتريد فقط تشويه صورة محمد دحلان بأي ثمن وبأي طريقة".

كما وجّه الشريط رسالة لأبناء "فتح" الذين قال إنهم "يؤيدون عباس من أجل الراتب"، وخاطبهم بالقول "تذكروا أن الرزق على رب العباد ليس على العباد، وكونوا على يقين أن المؤامرة ليست ضد دحلان وإنما ضدكم في غزة، لأن قيادات الضفة الغربية لا يريدون غزة".

وفي الوقت ذاته؛ كشف المقطع من خلال ما كُتب فيه أن دحلان "يدعم منذ الانقلاب الأسود، صمود أبناء غزة في الجامعات وفي المؤسسات من أجل العيش بحياة كريمة، في الوقت الذي تخلى فيه عباس عن غزة".

وسبق نشر مقطع الفيديو، تصريح لدحلان على "فيسبوك" وصف فيه خطاب عباس، أمام اجتماع المجلس الثوري لحركة "فتح"، بأنه "نموذج متكامل من الكذب والتضليل، والغباء والجهل بالواقع والأحداث الفلسطينية".

يشار إلى أن وسائل الإعلام الفلسطينية الرسمية نقلت كلمة عباس أمام المجلس الثوري لحركة "فتح"، وأكد فيها وقوف دحلان وراء اغتيال شحادة، وقال: "دحلان كما تعرفون حُقق معه.. وعندما أجرى التحقيق عزام الأحمد (القيادي في فتح) وأنهاه، كانت النتيجة أن هناك ستة قتلوا بإيعاز من دحلان، وهم محمد أبو شعبان، وأسعد صفطاوي، قتلا ونحن بالخارج، وكل إخواننا في تونس وهم من القطاع يعرفون هذه القصة، وكادت تكون فتنة بين أبناء القطاع، احتواها أبو عمار، وقال لا نريد فتنة في تونس. ثم بعد ذلك قتل كل من: هشام مكي، وخليل الزبن، ونعيم أبو سيف، وخالد محمود شحدة، وهو شرطي".

وأضاف: "حادثة أخرى أيضا شهد عليها عزام الأحمد، المحاولة الأولى لاغتيال شحادة في غزة، جاء دحلان وقال: شحادة سينتهي خلال دقائق، وبعد دقائق سمع انفجار ضخم، فذهب دحلان للخارج وعاد وقال: "لقد نجا، ترك البيت قبل دقيقتين من استهدافه".

يذكر أن طائرة إسرائيلية قد قصفت، في الثاني والعشرين من تموز/ يوليو عام 2002، منزل القيادي شحادة -الذي كان فيه بحي الدرج وسط مدينة غزة- بقنبلة كبير تزن طنًا من المتفجرات، بناء على معلومات تلقاها الاحتلال من عملائه، فقتلته وزوجته وابنته ومرافقه زاهر نصار، وعشرة آخرين من الجيران، وجرحت العشرات منهم، ودمرت عددا كبيرا من المنازل في المكان.