استهجنت صحيفة "الصنداي تايمز" اللندنية قيام السلطات
المصرية المؤقتة بشن حرب على أي حالة لها ارتباط برقم "أربعة"،مشيرة إلى أن أحدث ضحية لغضب الحكومة –بهذا الصدد- هي أكبر مشغل للهواتف في البلاد، شركة "فودافون".
وقالت الصحيفة في عددها الصادر اليوم الأحد إلى أن قوات الأمن المصرية تقوم حاليا بإعتقال أية حالة لها ارتباط برقم "أربعة"، لافتة إلى أن النيابة العامة المؤقتة فتحت تحقيقا في شكوى عن إعلان صدَر عشية رأس السنة الميلادية، يضم دمى وشجيرات صبار بأربعة أذرع، على أنه رسالة مشفرة إلى جماعة الإخوان المسلمين المحظورة عن مؤامرة إرهابية.
ووفقاً للصحيفة ينبع خوف السلطات المصرية المؤقتة من رقم أربعة، من صلته بإشارة الأربعة أصابع التي أصبحت شعار أنصار الرئيس المنتخب محمد
مرسي والمتضامنين مع شهداء
رابعة. منوهة إلى أن الكف المفتوحة السوداء على خلفية صفراء ذات علاقة بحادثة الفض العنيف الدامي لاعتصامات مؤيدة للرئيس مرسي في ميدان رابعة العدوية بالقاهرة، التي خلفت آلاف القتلى والجرحى.
وتقول الصحيفة: "أدى اختيار (فودافون) المأساوي لشجيرات الصبار ذات الأربعة أصابع، إلى اتهام مديري التسويق والشؤون القانونية واستجوابهما للمرة الثانية. وزعم الشاب أحمد سبايدر، الذي قدم الشكوى الأولية، أن ديكور شجيرة الصبار في الإعلان يرمز إلى قنبلة، والنجمة في الإعلان الذي تظهر دمية شعبية تسمى "أبلة فاهيتا"، تشير إلى معلومات مشفرة عن هجوم "إرهابي" في المستقبل، بحسب تحليله وادعائه".
وتابع: "في الأشهر السابقة ومنذ أطاح الجيش بالرئيس المنتخب محمد مرسي، شنت الحكومة المؤقتة حملة على مؤيدي الزعيم المختطف، الذي ستستأنف محاكمته - بتهمة التحريض على قتل المتظاهرين - هذا الأسبوع. وقتل أحد عشر شخصا في محاولات الأمن تفريق المتظاهرين من أنصار مرسي في جميع أنحاء البلاد يوم الجمعة".
وتشير الصحيفة إلى أنه: "في تشرين الثاني الماضي، اعتقل خالد محمد البكارة، وهو تلميذ يبلغ من العمر 15 عاما من دلتا النيل، وأودع في سجن عسكري، على أثر اقتنائه في حقيبته المدرسية مسطرة تحمل إشارة الأربعة أصابع التي ترمز إلى مذبحة (رابعة)".
وبحسب "الصنداي تايمز" ، فقد تصاعدت الحرب ضد الرقم "أربعة" منذ إعلان الإخوان المسلمين منظمة "إرهابية" في يوم عيد الميلاد. واتهمت الحكومة الجماعة بالمسؤولية عن الانفجار في مبنى أمن في المنصورة يوم 24 كانون أول/ ديسمبر، ما أسفر عن مقتل 16 شخصا.
وأشارت إلى أن وزارة الداخلية تقول إن الذين يتظاهرون مع الإخوان أو يناصرونهم، قد يواجهون خمس سنوات في السجن. وهذا أجبر الموالين لمرسي على إيجاد سبل للتعبير عن التضامن دون هذا الرقم. لذلك، فإن ملصقات كتب عليها "الرقم قبل خمسة" و"اثنان مربعة" انتشرت بشكل فيروسي على الإنترنت.
وقالت أن نظريات المؤامرة ليست شيئا غريبا عن مصر، إلا إن تحركات المدعي العام للمطالبة بتغيير المواد التي تجرم المؤيدين لمرسي تشكل تغييرا بالغ الخطورة، وفقا لدعاة حقوق الإنسان.
ونقلت عن نائب مدير معهد القاهرة لدراسات حقوق الإنسان، زياد عبد التواب قوله: "إنها صدمة كبيرة أن النيابة العامة تقدمت بسرعة للتحقيق بطلب هو غاية في الغباء، وفي الوقت نفسه ترفض التحرك للتحقيق في الجرائم الحقيقية التي ارتكبت في مصر في الأشهر الستة الماضية".
وتنوه الصحيفة إلى أن المصريين ردوا على محاولات التخويف من الرقم "أربعة"، لكن بشكل ساخر، من خلال مدونات الناشطين الساخرة على مواقع التواصل الاجتماعي الذين أطلقوا على العام 2014 عبارة "2013 زائد واحد".،لافتة إلى أنه وفي يوم الأربعاء الماضي، قام الحكم المصري محمد علي شطا، في مباراة كرة قدم لبطولة محلية، برفع أصبعين من كل يد للإشارة إلى "أربع دقائق وقت ضائع".
ونقلت عن صحيفة "المصري اليوم"،أنه لم يرد استخدام الإشارة بالأربعة أصابع لأن القانون يجرم ذلك، ولكي لا يظن الإخوان ومؤيدو مرسي أنه متضامن معهم. ولذلك استخدم الأصبعين في كل يد".
ووفقاً للصحيفة فالحكم لا يريد السير على خطى محمد يوسف، بطل الكونغ فو الذي تلقى عقوبة الإيقاف لمدة عام واحد في تشرين الأول/ أكتوبر لارتدائه قميص رابعة في مراسم تسليم ميداليات في روسيا. وأشار التقرير إلى فصل محمد أبو تريكة، نجم كرة القدم المعروف، من الدوري لإشهاره تحية "رابعة" خلال مباراة كأس الأمم الأفريقية في تشرين الثاني/ نوفمبر.