سياسة عربية

أسرى فلسطين المرضى يهدّدون بالإضراب عن الطعام

أسرى مرضى
هدد أسرى فلسطينيون يعانون من أمراض داخل معتقل (إيشل) الإسرائيلي، السبت بالشروع في معركة أمعاء خاوية، احتجاجاً على الأوضاع الصحية والمعيشية المتردية داخل سجون الاحتلال.

وقال نادي الأسير إن رسالة وصلته من داخل السجن موجهة للشعب الفلسطيني والمعنيون بأمرهم تطالبهم بالتحرك العاجل لإنقاذ حياتهم، قبل أن يشرع الأسرى في خوضهم إضرابا عن الطعام للضغط لنيل حريتهم .

يشار إلى أن العديد من الحالات الفلسطينية داخل السجون الإسرائيلية نجحت من خلال وسيلة الإضراب عن الطعام بتحقيق مطلبها والخروج لفضاء الحرية، ما جعل هذه الوسيلة رغم خطورتها طريقا للاحتذاء بها.

وقفة تضامنية في غزة مع الأسرى المرضى  

نظمت حركة الجهاد الإسلامي، السبت، "وقفة" أمام مقر مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان بقطاع غزة، تضامنا مع الأسرى المرضى في السجون الإسرائيلية.

وشارك في الوقفة التي حملت اسم "مهرجان الوفاء للأسرى المرضى" ممثلون عن الفصائل الفلسطينية والوطنية، كما شاركت المؤسسات المعنية بحقوق الأسرى.

وندد المشاركون في الوقفة بالإجراءات التعسفية بحق الأسرى المرضى داخل السجون، وبسياسة "الإهمال الطبي المتعمد" -حسب وصفهم- من قبل مصلحة السجون الإسرائيلية.

وقال ياسر صالح، المتحدث باسم مؤسسة "مهجة القدس"، المتخصصة بشؤون الأسرى في كلمة ألقاها خلال الوقفة: "نسعى لكشف الانتهاكات الإسرائيلية المتبعة بحق الأسرى المرضى داخل السجون الإسرائيلية، وفضّلنا أن تكون الوقفة أمام مؤسسة أممية بعيداً عن مقر الصليب الأحمر".

وتابع: "الصليب الأحمر يعرف بموقفه الحيادي من الأسرى الفلسطينيين داخل السجون، وهو يعد تقارير طبية دورية، لكنّه لا ينشرها إعلامياً كي يفضح الانتهاكات الإسرائيلية، لذلك آثرنا اليوم أن نوصل رسالتنا للمؤسسات الأممية المعنية بحقوق الإنسان".

وأوضح صالح، أن عدد الأسرى المرضى داخل السجون الإسرائيلية وصل إلى (1500) أسيرا مريضا، يعاني جلّهم من الإهمال الطبي المتعمد، ومنع الأدوية الطبية اللازمة لحالتهم المرضية.

وبيّن أن 25 من الأسرى المرضى أصيبوا بمرض السرطان نتيجة الإهمال الطبي، كما أن 84 أسيرا أصيب بإعاقات بصرية وسمعية وحركية.

وذكر أن الأسير الفلسطيني يقضي ما يزيد على العشر سنوات دون خضوعه لفحص طبيّ يُشخص حالته.

ولفت إلى أن المستشفيات الإسرائيلية التي يعالج بها الأسير الفلسطيني وأبرزها مستشفى سجن الرملة، لا تقدم العلاج الكامل أو الذي يختص بمرض الأسير، إنما يُعطي الأسير مسكّنات للآلام من فصيلة الباراسيتامول.

وفي السياق ذاته، قال الأسير المحرر ياسر المصري، شقيق الأسير المريض يسري المصري الذي يعاني من مرض السرطان لعامه الثالث على التوالي: "قبل (3) سنوات كان أخي يعاني من أوجاع في جميع أجزاء جسده، وعانى شقيقي من تباطؤ في إجراء الفحوصات اللازمة له من قبل إدارة مصلحة السجون".

وأوضح المصري خلال كلمة ألقاها خلال الوقفة، أن أخاه لم يتعرض للكشف الطبي إلا قبل نصف عام تقريبا، حيث أخبره الطبيب بأن مرض السرطان استفحل في جميع أنحاء جسده.

وبيّن المصري أن شقيقه وحتّى هذه اللحظة لم يخضع للعلاج الكيماوي لمرض السرطان، مشيراً إلى أن "إسرائيل" -بهذه الطريقة- تتبع سياسات القتل البطيء للأسرى المرضى.

تقرير أنصار الأسرى

وأوردت منظمة "أنصار الأسرى" في تقرير لها أصدرته عن واقع الأسرى الفلسطينيين، أن عام 2013 يعدّ الأسوأ على الأسرى المرضى، حيث التمادي في سياسة الإهمال الطبي المتعمد من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي، ووجود أكثر من 1400 حالة مرضية مسجلة داخل سجون الاحتلال، من بينها 80 حالة في مرحلة الخطر الشديد، منها 20 حالة مرضية دائمة في سجن الرملة يعانون أمراضا متعددة في القلب والإعاقة والسرطان والشلل. 

ويوجد من بين المرضى 18 أسيراً يعانون من أمراض نفسية وعصبية وإعاقات جسدية، بحسب التقرير .
 
وأشار التقرير إلى أن استمرار اعتقال الأسرى المرضى هو بمثابة حكم بالإعدام عليهم، وخاصة بعد استشهاد ثلاثة أسرى خلال هذا العام، لذلك تتحمل سلطات الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية عن الجرائم وعمليات القتل المتعمدة بحق الأسرى، حيث التدهور الخطير على حالة الأسير نعيم شوامرة الذي يعاني من انكماش وضمور بالعضلات، إضافة لمعاناة الأسير معتصم رداد الذي يعاني من سرطان بالأمعاء وقد يفارقا الحياة بأي وقت لخطورة وضعهما الصحي. 
 
 وأوضح التقرير أنه في عام 2013 سجلت أكثر من 3600 حالة اعتقال شملت مختلف شرائح  المجتمع الفلسطيني موزعين ما بين الشباب والأطفال، حيث تم اعتقال حوالي 1850 شاباً فلسطينياً تزيد أعمارهم على عشرين عاماً، و870 طفلاً تقل أعمارهم عن 18 عاما، و 880 فلسطينيا أعمارهم فوق الـ 35 عاماً.