الغارديان تروي قصة تلميذ رسم "رابعة" على مسطرته

  كتب مراسل صحيفة "الغارديان" في القاهرة باتريك كينغزلي، معلقا على اعتقال الأمن المصري لتلميذ مدرسة رفع شعار رابعة، بالقول: "كانت المقصات والبوصلات تعتبر من أكثر الأشياء خطورة في محفظة التلميذ، لكن مسطرة تلميذ مصري قادته للسجن مدة 16 يوما مع الكبار وبدون محاكمة".
 
وقال كينغزلي، إن "خالد بكارة (15 عامًا)، اعتقل الشهر الماضي عندما اكتشف أستاذه مسطرة عليها شعار رابعة على مقعده الدراسي، ما يعني معارضته للإطاحة بالرئيس محمد مرسي، كما يقول محامي خالد، عمرو عبد المقصود".

 وأوضح عبد المقصود، أنه "لم يكن هناك أية مواجهة بين التلميذ والأستاذ، فقد كان الأستاذ يتمشى في الفصل وشاهد المسطرة على مقعد الطالب، ثم أخذ محفظة خالد، وبدأ بتفتيشها، ووجد في دفترين من دفاتره شعار رابعة، وأخذ الأشياء الثلاثة وذهب بها إلى مدير المدرسة الذي اتصل بدوره بالشرطة".

 وبحسب عبد المقصود، فقد قامت الشرطة باعتقال خالد للاشتباه بأنه متورط "في التحريض على العنف، وتشويه سمعة الجيش المصري والانتماء إلى منظمة محظورة، وقد تم اعتقاله لمدة 15 يوما في سجن للكبار للتحقيق معه، وتم تجديد حبسه يوم الأحد لمدة أسبوعين على ذمة التحقيق، مع أن التشريعات المصرية تعاقب من يقوم باعتقال الأطفال مع  السجناء الكبار".
 
ويضيف كينغزلي أن "وزارة الداخلية قالت إنها لا تستطيع تقديم معلومات عن حالة خالد، في الوقت الذي كنا نعد فيه هذا التقرير، فيما لم تعلق وزارة الخارجية على تفاصيل القصة، مشيرة إلى أن النظام القضائي يتابع الإجراءات باستقلالية".

 ويشير الكاتب إلى أن شارة رابعة هي "عبارة عن أربعة أصابع  مرفوعة على خلفية صفراء، وأطلق اسمها على اسم معسكر الاعتصام الذي قتل فيه مئات من مؤيدي مرسي من قبل أمن الدولة في آب/ أغسطس، وأصبح الشعار علامة على الحشد، خاصة بين الإسلاميين المعارضين للإطاحة بمرسي. وتحاول الحكومة ومؤيدوها منع استخدامه خشية أن يؤدي انتشاره إلى تفنيد مزاعمهم بوجود دعم شعبي مصري للإطاحة بمرسي".

 وتحدث كينغزلي عن ما قام به أحد لاعبي كرة القدم المصريين المعروفين من نادي الأهلي، حيث رفع شعار رافعة بعد مباريات الأندية الإفريقية، فيما تم تعليق نشاطات بطل الكونغ فو الوطني بعد رفعه نفس الشعار أثناء تسلمه ميدالية في موسكو، وتم اعتقال 21 امرأة وفتاة لمدد طويلة بعد رفعهن بالونات تحمل شعار رابعة مع أن الحكم عليهن تم الغاؤه.

ويقول محامي خالد، من بين 262 معتقلا من كفر الشيخ، المحافظة الشمالية، يوجد ثمانية قاصرين، وهم جميعا معتقلون ينتظرون المحاكمة في اتهامات تتعلق بالتظاهر. ويقول عبد المقصود إن "هدف الاعتقالات هو إجبار مؤيدي مرسي على الخنوع".

ويعلق عبد المقصود: "إنها قضية سياسية، إنهم يحاولون  الضغط على بلطيم (بلدة خالد) لأنهم ينظمون مظاهرات يومية ضد الانقلاب".

 ويقول كينغزلي إن "آلافا ممن اعتقلوا أثناء الملاحقة والقمع منذ تموز/ يوليو، لا يزالون يقبعون في السجون، معظهم لم توجه إليهم أية تهم. وفي أيلول/ سبتمبر، قالت منظمة أمنستي إن 2400 لا يزالون في الحجز- وهو رقم ربما ارتفع بعد جولات من الملاحقات رغم الإفراج عن 155 متظاهرا الأسبوع الماضي. قانونيا يمكن أن يظل المعتقلون في السجن على ذمة التحقيق لمدة قريبة من العام".

وختم كينغزلي بالقول إنه طلب "وزير العدل، عادل عبد الحميد يوم الاثنين للتعليق على الاعتقال بدون توجيه تهم واعتقال خالد، وكان الوزير يتحدث في مؤتمر نظم بالتعاون مع منظمة الشفافية الدولية،  فرد بالقول: إنه سؤال لا يسأل في هذه المناسبة ورفض تقديم تعليقات".