بادرت حركة مجتمع السلم، أكبر حزب إسلامي محسوب على تيار
الإخوان المسلمين في
الجزائر، بوساطة في محافظة غرداية لإنهاء المواجهات المذهبية بين الإباضيين والمالكيين.
وقالت الحركة، في بيان لها اليوم السبت تلقت وكالة الأناضول نسخة منه: "في يوم الجمعة (أمس) قام وفد حركة مجتمع السلم المشكل من مجموعة من النواب السابقين والحاليين، برئاسة رئيس مجلس الشورى الوطني (بالحركة) النائب أبوبكر قدودة بزيارة مدينة
القرارة بولاية غرداية إثر الأحداث الأليمة في إطار الواجب الديني والوطني".
وشهدت مدينة القرارة يومي 24 و25 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي مواجهات بين مجموعات شبابية عقب مباراة جمعت فريقين كرويين، غير أنها أخذت بعدًا مذهبيا بين الإباضيين والمالكيين.
وتواصلت المواجهات عدة أيام إلى أن شنت قوات الشرطة الموجودة في المدينة حملة اعتقالات واسعة طالت عشرات الأشخاص وأعادت الهدوء للمدينة، بحسب شهود ومصادر أمنية.
وأسفرت أعمال العنف عن تخريب واسع النطاق لممتلكات عامة وخاصة، وعن إصابة أكثر من 100 شخص بجروح متفاوتة وتعليق الدراسة في المدينة لأكثر من اسبوع.
وأضافت حركة مجتمع السلم أن وفدها "استقبل من الطرفين بحفاوة وتعاون عبر حوار مطوّل صريح وبنّاء أبدى الجميع فيه ضرورة توفير أجواء الهدوء والاستقرار وإزالة العوائق وإيجاد الحلول الحقيقية".
وأكّد الوفد "على ضرورة الحفاظ على الاحترام المتبادل والعيش المشترك والانتباه إلى خطورة مثل هذه الأحداث على التنمية المحلية وحقوق المواطنة الكاملة والوحدة الوطنية وخطر استغلالها لأغراض أخرى".
وبحسب مراسل وكالة الأناضول، عقد الوفد جلسات حوار منفصلة مع أعيان المالكية والإباضية للتقريب بين وجهات النظر، حثهم على ترسيخ ثقافة التعايش والتسامح لوضع حد لهذه المواجهات.
ومنذ سنوات، تشهد مدينة غرداية، التي يقطنها أمازيغ إباضيون وعرب سنة يعتنقون المذهب المالكي، مواجهات متقطعة، حيث تتحول أحداث جانبية إلى مواجهات مذهبية تتدخل السلطات لفضها في كل مرة.