سياسة دولية

بيلاروسيا وأمريكا.. مسار تطبيع جديد بعد سنوات من القطيعة

لوكاشينكو يلوح بـ«صفقة كبيرة» مع واشنطن وقمة مرتقبة مع ترامب - جيتي
أعلن رئيس بيلاروسيا ألكسندر لوكاشينكو، الخميس، أن بلاده تقترب من إبرام «صفقة كبيرة» مع الولايات المتحدة لإعادة تطبيع العلاقات الثنائية، مؤكدا في الوقت ذاته أن هذا الانفتاح لن يكون على حساب علاقات مينسك الوثيقة مع موسكو. في مؤشر على تحول لافت في علاقات كانت متوترة لسنوات.

وجاءت تصريحات لوكاشينكو بعد خمسة أيام فقط من إطلاق سراح عدد كبير من السجناء السياسيين في بيلاروسيا، في خطوة قالت واشنطن إنها جاءت مقابل تخفيف جزئي للعقوبات الأمريكية المفروضة على البلاد. واعتبر الرئيس البيلاروسي أن هذا التطور يمهد لمرحلة جديدة في العلاقات مع الولايات المتحدة، قد تتوج بعقد قمة مباشرة مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

وقال لوكاشينكو، في تصريحات نقلتها وسائل إعلام رسمية، إن «الأمور تسير، كما يقال، باتجاه صفقة كبيرة»، مضيفا: «كل شيء يتجه نحو لقائي مع ترامب والتوصل إلى اتفاق». 

وأشار إلى أن قنوات التواصل بين الجانبين تشهد تقدما ملموسا، ما يعكس رغبة متبادلة في طي صفحة القطيعة السياسية التي سادت خلال السنوات الماضية.

وكان لوكاشينكو قد واجه عزلة غربية واسعة بسبب سجل حكومته في مجال حقوق الإنسان، إضافة إلى دعمه الواضح للحرب الروسية على أوكرانيا، وهو ما دفع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي إلى فرض سلسلة من العقوبات عليه وعلى مسؤولين ومؤسسات في بلاده. 

غير أن عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض هذا العام أعادت فتح باب الحوار مع مينسك، في سياق مقاربة أمريكية مختلفة تجاه شرق أوروبا.

وبحسب تصريحات من الجانب الأمريكي، ترى واشنطن أن لوكاشينكو يمكن أن يلعب دورا استشاريا مفيدا في ظل المساعي الأمريكية لإحداث اختراق سياسي يفضي إلى إنهاء الحرب في أوكرانيا. 

ونقلت وكالة «رويترز» عن مسؤولين أمريكيين قولهم إن الرئيس البيلاروسي «يقدم نصائح جيدة» في هذه المرحلة الحساسة.

وفي السياق نفسه، أفاد مسؤولون أمريكيون بأن أحد أهداف الانفتاح على بيلاروسيا يتمثل في محاولة إبعاد لوكاشينكو، ولو جزئيا، عن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي يعد الحليف الأقرب له. 

وتسعى واشنطن، وفق هذه الرؤية، إلى تقليص هامش النفوذ الروسي في مينسك من خلال إعادة دمج بيلاروسيا تدريجيا في المسار الدبلوماسي الغربي.

ورغم ذلك، شدد لوكاشينكو على أن تحسين العلاقات مع الولايات المتحدة لن يعني التخلي عن الشراكة الاستراتيجية مع روسيا، مؤكدا أن بلاده ستواصل الحفاظ على علاقاتها الوثيقة مع موسكو، حتى في ظل أي تقارب محتمل مع واشنطن.

وتعكس هذه التطورات تحولات أوسع في المشهد الجيوسياسي المرتبط بالحرب في أوكرانيا، حيث تحاول القوى الكبرى إعادة ترتيب تحالفاتها وأوراقها السياسية، وسط مساع متزايدة لإيجاد مخرج دبلوماسي للصراع المستمر منذ أكثر من عامين.
الأكثر قراءة اليوم
الأكثر قراءة في أسبوع