كشف مصدر عسكري يمني عن إطلاق
السعودية سراح 18 ضابطا يمنيا وأحالتهم للتقاعد القسري، بعد أشهر من اعتقالهم جنوبي المملكة.
وقال المصدر الذي اشترط عدم كشف هويته في تصريح لـ"عربي21" إن السلطات السعودية أفرجت عن 18 ضابطا من قوات محور البقع الذي يشرف عليه
الجيش السعودي، شرق محافظة صعدة، معقل
الحوثيين، بعد أشهر من اعتقالهم بتهم "كيدية" من قبل القائد الجديد المعين لقيادة المحو في يوليو/ آذار الماضي.
وأضاف المصدر العسكري أن هؤلاء الضباط الذين اعتقلوا منذ الأشهر الماضية، في سجون قيادة القوات السعودية في منطقة نجران جنوبي المملكة بتهم كيدية وادعاءات من القائد الجديد "رداد الهاشمي"، بعدما رفض ضباط وقوات محور البقع تعيينه لقيادة المحور العسكري، جنوبي المملكة.
وأشار المصدر العسكري إلى أن وساطات قبلية واجتماعية يمنية قادت عملية التفاوض مع قيادة القوات السعودية في نجران، للإفراج عن الضباط المعتقلين منذ أشهر.
وبحسب المصدر فإنه تم الإفراج عن الضباط الثمانية عشر، أحيلوا إلى التقاعد القسري، ووضعوا في إقامة جبرية في منازلهم التي يقطنون فيها في منطقة نجران، جنوبي المملكة.
وقد ألزمت قيادة القوات السعودية التي تشرف على جميع التشكيلات العسكرية المنتشرة على طول الحدود الجنوبية من المملكة مع
اليمن، وفق المصدر العسكري ذاته، "الضباط المفرج عنهم" بكتابة تعهدات تتضمن "عدم دخول الضباط والقادة إلى محور البقع و عدم التواصل مع أفراد وعناصر المحور وكذا عدم التحريض على القيادة الجديدة للمحور وعدم التواصل مع وسائل الإعلام أو للإدلاء بشهادتهم أو التحدث لها".
وفي تموز/ يوليو الماضي، اندلع تمرد عسكري داخل حامية "البقع" الواقعة في المنطقة حدودية بين اليمن والسعودية رفضا لتعيين قائد جديد للمحور.
وأفاد مصدر عسكري مسؤول لـ"عربي21" أن التمرد الذي نشب داخل ما يسمى "محور البقع" العسكري في منطقة البقع شرق صعدة المحاذية لمنطقة الخضراء في نجران، جنوبي المملكة، رفضا لتعيين، رداد الهاشمي، قائدا للمحور خلفا لعبدالرحمن اللوم الوادعي.
وتابع المصدر أن رفض الوحدات المنضوية في المحور لتعيين "الهاشمي" وهو قيادي سلفي، بدلا عن اللوم، لأسباب عدة من بينها أن الأول "لا يصلح للقيادة وصفحته مليئة بالانتكاسات العسكرية والفشل في ميدان الحرب"، على حد قوله
وحامية البقع العسكرية تحتل أهمية استراتيجية كونها تسيطر على ميناء البقع البري اليمني الذي يحاذيه ميناء الخضراء السعودي، ويربط بين عدة محافظات عدة شمال اليمن، وكان منفذا للمسافرين والبضائع مع تلك المحافظات قبل اندلاع الحرب 2015.
وكان الهاشمي المعين حديثا لقيادة محور البقع بعد دمجه بمحور كتاف السابق، وكلاهما خاضعان لإشراف القوات السعودية، قد تعرض لهزيمة كبيرة في منطقة عملياته في "وادي جبارة" التابعة لمديرية كتاف، شرق مدينة صعدة، بعد نجح مسلحي الحوثي في تنفيذ هجوم مضاد على قوات المحور وإيقاعها في حصار خانق عام 2019.
وأسفر الحصار الذي استمر لأيام في وقوع ما يزيد عن ألف جندي أسرى لدى الحوثيين بعد استسلامهم، إضافة إلى ضباط وعسكريين سعوديين. فضلا عن اغتنام عشرات المركبات وكميات كبيرة من الأسلحة بعدما عجز الطيران السعودي في فك الحصار.
وأكد المصدر العسكري اليمني أن الضباط والقادة المفرج عنهم، باتوا قيد الإقامة الجبرية في منطقة نجران، وممنوع عليهم السفر أو المغادرة نحو اليمن.
وأوضح المصدر أن ضابطين ما زالا قيد الاعتقال في زنازين القوات السعودية "قوة نجران"، دون معرفة أسباب عدم الإفراج عنهم مع الضباط والقادة الثمانية عشر.
ولم يتسن لـ"عربي21" الحصول على تعليق من قائد محور البقع الجديد أو قيادات مقربة منه حول ما ذكره المصدر.
وجاء قرار تعيين الهاشمي قائدا لمحور البقع بعد دمجه بمحور كتاف الذي يقوده حاليا، في سياق إعادة هيكلة التشكيلات التي شكلتها وسلحتها السعودية قبل سنوات، لاسيما المنتشرة على طول الحدود الجنوبية السعودية مع محافظة صعدة، المعقل الرئيس للحوثيين، شمالي اليمن.
وتشرف القوات السعودية على عدد من المحاور العسكرية المنتشرة في الجزء الحدودي اليمني المحاذية لحدود الظهران ونجران وجيزان، وهي "محور مران" (غرب وجنوب صعدة) ومحور "علب" (شمال غرب صعدة) و"محور البقع" و"محور كتاف" (شرق وشمال صعدة).
ومحافظة صعدة، هي المعقل الرئيس للحوثيين، شمالي اليمن، وتتألف من 12 مديرية، تسع منها تقع على الحدود مع نجران وجازان وعسير، جنوب المملكة.
فيما تبلغ المساحة المشتعلة على طول الشريط الحدودي بين البلدين نحو 400 كيلومتر، تمتد من صعدة مرورا بمحافظة الجوف وحجة شمال وشمال غرب البلاد.