قيادة العالم
هل ستستمر أمريكا في السيطرة على العالم؟ إذا كان
الجواب نعم، كم سنة أو عِقدا أو قرنا؟ وإذا كان
الجواب لا، مَن البديل المحتمل؟ هل روسيا التي
فُكّكت "سُوفييتاتها" وفُصّلت على المقاس؟ أم هي الصين التي نسمع منذ
سنوات أنها القادمة؟ لماذا تتأخر الصين كل هذا الوقت وهي تبدو للجميع أنها قادرة
على قلب الطاولة؟ هل هي الحكمة أم الخوف؟ هل الأمر بيدها أم بيد غيرها؟ هل يكفي أن
تكون مصنع العالم لتحكم العالم؟ أليست أمريكا أصلا من سمح للصين أن تصبح صين اليوم؟
ثم لماذا نستبعد مفاجأة دولة أخرى؟ هل هو المنطق؟ وهل
السياسة فيها منطق؟
لكن مهلا، هل أساسا لا بد لشرطي على العالم؟ ألم تتعلم
أمريكا ومعها العالم الدرس عندما تعود في كل مرة إلى شعارها الخالد "أمريكا
أولا"؟ ألم تنكمش على نفسها؟ ألم يلجمها كثرة قتلى جنودها في حروب لا معنى
لها، وظاهريا لا علاقة لهم بها؟ لماذا لا
نجرب عالما بدون قائد؟ وهل هو أرحم من عالم بقائد؟
القانون الدولي
ماذا بقي من القانون الدولي بعد الحروب الأخيرة في
العالم؟ أليست انتقائية الدفاع عن أوكرانيا وترك غزة والسودان تغرقان في دمائهما
هي الضربة القاضية القاتلة لكل القوانين والأعراف الكونية؟ فما فائدة القانون
الدولي أصلا إن لم يمنع قيام الحروب؟ وبدلا من منع قيامها، ألا يوقفها على الأقل؟
ألا يخجل اليوم أساتذة القانون من تدريس القانون؟ وماذا بعد الخجل؟
ثم من جهة أخرى، أليس القانون الدولي بكامله أصلا
بارقة أمل فقط؟ أليس نافذة صغيرة مفتوحة وهي الوحيدة الممكن فتحها لمنع ما هو أسوأ؟
ماذا كان يمكن أن يكون ولم يكن؟ من كان يمكنه أن يفعل شيئا ولم يفعل؟ ألم يتكلم
الجميع؟ ألم يأخذ الجميع موقفا؟ ألم يأخذ الجميع مكانه؟ ألم يتموقع الجميع حتى وإن
سكت؟ ماذا كان الناس يريدون أكثر من ذلك؟ هل يطالبون بالمستحيل؟ وأي مستحيل؟
أيضا، أليس التاريخ يكتبه المنتصر؟ لماذا إذا نأمل من المنتصر أن يُهيكل عالما يقوده في النهاية إلى
الزوال؟ كيف يمكن الموازنة بين قوة الدول وقوانين ردعها وهي أصلا واضعة هذه
القوانين؟ وهل نتحكم أصلا في قوتها حتى يجوز لنا التحكم في ردعها؟
أليس من الإجحاف أن تتحكم خمس دول فقط داخل ما يسمى "مجلس الأمن" في
مصير 193 دولة؟ أين حكم الأغلبية؟ أين الديمقراطية؟
وهل يستوي من جهة أخرى أن نمنح "المُتخلّف" صوتا ليحكم العالم؟ أليس هذا هو الجهل؟ ألا
يقود الجهل مع السلطة إلى خراب الإنسان والبنيان؟ ثم هل أصلا يدري المتخلف أنه متخلف؟ وإذا سلّمنا بذلك، هل يدرك المتخلف أن عليه أن
يتقدم ليكون في مستوى المقال والمقام؟ وهل من الممكن أن يتقدم الجميع؟ ما بال التخلّف إذا؟ هل ينمحي التخلف؟ فالأحرى أن تنمحي ظواهر قبله! ألا ينمحي الفقر في البلدان المزدهرة
أولا؟
 اللغة والعملة
هل اللغة الإنجليزية هي لغة العالم اليوم؟ هل هذه
حقيقة فعلا أم وهْم من الممكن أن يزول بسرعة؟ لماذا لم تنجح لغة "الإسبرانتو" التي اختُرعت أصلا لهذا الغرض؟ أم لا
يزال هناك أمل؟ ثم لماذا هي لغة بأحرف لاتينية وتدعي الحياد؟ أين الحياد؟ هل هذا
حياد؟ ثم هل هناك أصلا في الحياة حياد؟ أليس الحياد هو أصلا موقف من بين مواقف؟
وأيضا، أليس اختراع لغة ليتكلمها كل سكان أهل الأرض
قمة الغباء؟ أم هي تمام الذكاء؟ أليس اختراعها وطرحها محاولة خير ونفع للبشرية في
جميع الأحوال؟ أم هي تجربة لتكبيل الناس وتنميطهم ليشبه الجميعُ الجميعَ؟
وبكل الأحوال، أليست اللغة في ذاتها وسيلة هيمنة؟
أليست هي عين السلطة؟ ألا تهيمن اللغة الإنجليزية وتَفرض الثقافة والهوية ورؤية شعب على شعوب
أخرى؟ ألا ترتبط اللغة بأهل وفكر؟ فلماذا نقبل بكل ذلك إذن؟
ثم ألا تنهار اللغة بانهيار أهلها؟ هل إذا انهارت
أمريكا وبريطانيا وأستراليا وكندا انهارت معها اللغة الإنجليزية؟ ألم تتراجع قبلها
اللغة 
العربية بتراجع أهلها؟ هل هو نفس المصير قادم؟
وما بال الفكرة التي سادت في السنوات الماضية.. ومفادها اكتساح اللغة التركية للعالم
مع ما كان من صعود وازدهار لتركيا؟ أين ذهبت هذه الفكرة؟ هل ماتت؟ هل ستتبعها تبشيرات اللغة الصينية وتلقى نفس المصير؟
وعلى مستوى العملة، أما آن الأوان لسقوط الدولار؟ ألم
يَطُل أمده كثيرا؟ ألم يحن الوقت لعملة عالمية ناشئة مشتركة و"محايدة"؟
ومن أين سنأتي بالحياد هنا؟ من سيقبل أن يتنازل؟ وبأي ثمن؟ ومن سيدفع الثمن؟ وهل مَن
في القمة يقبل أن ينحني؟ وهل من في القاع يقدر أن يتمدد أكثر من طوله؟ أليس المنطق
يقول دع القوي يفرض نفسه؟ أليست هذه منافسة محمودة وشريفة؟
ثم أليس بفرض القوي لنفسه ضياع لحقوق الضعفاء؟ وهل يجب
أن نحمي الضعفاء؟ ولماذا؟ ولأجل ماذا؟ وهل فعلا هم ضعفاء أم ضُعِّفُوا؟ وفي كلتا
الحالتين لماذا هم قابلون لـ"التضعيف"؟
هل هناك حكمة من إسقاط الدولار؟ هل هناك إمكانية إسقاط
أمريكا والمحافظة على الدولار؟ هل هناك احتمال إسقاط الدولار وحماية أمريكا؟ هل
هناك فرصة لإسقاط أمريكا والدولار والمحافظة على العالم؟
 العرب والمسلمون
هل من 
مستقبل رائد للعرب والمسلمين؟ هل سيكونون في
المستقبل؟ وأي مستقبل؟ مستقبل المُتحكِّم أم المُتحكَّم به؟ هل هناك من بوادر
ومؤشرات على التقدم؟ أليس التقدم يأتي بعد التخلف؟ ألا تعيش المنطقة التخلف؟ إذا
ماذا بعده؟ أليس هو؟
لكن، إذا كان هو فأين مؤشراته؟ لماذا الناس غير متفائلين؟
ألم يختلط هنا البؤس والألم والمرارة؟ وهل الناس فعلا غير متفائلين؟ أم أنهم يرون
فعلا الحقيقة؟
هل التفرقة دائما سيئة؟ ماذا إذن لو كانت تركيا في وحدة مع العرب اليوم.. ألم تكن لتعاني مثلهم أو أسوأ منهم؟ هل ربما للتفرقة إيجابيات أيضا؟
المغرب
هل ينجح 
المغرب في رهانه على الرياضة وكرة القدم في جر
قاطرة التنمية وتعميمها على كل المجالات الأخرى؟ أليست بوادر النجاح ظاهرة؟ لماذا
يطالب الناس بتخفيف ميزانية الرياضة؟ ألا يرون أن هذا طريق النور؟ ألم تنجح دول
عديدة في مجال واحد وعَمّمت نتائجه على بقية المجالات؟ لماذا ينتقد الناس كل
شيء لأجل لا شيء؟
لكن، ألا يبدأ الناس بالتعليم والصحة وبعدها يكن خيرا؟
ألا تُخفي إنجازات الكرة والرياضة جبالا من الفشل؟ وأي فشل؟
ثم إن السؤال الأهم من كل ذلك هو: ما هي الضريبة التي سيدفعها المغاربة إن فشل توجه
الكرة والرياضة؟هذا إن لم يكونوا دفعوها أصلا! والسؤال الموازي له في الأهمية هو: ما الضريبة التي سيدفعها المغاربة إن تبين فيما بعد أن الرياضة كانت هي حبل
النجاة الذي تم إفلاته؟
وبخصوص قضية الصحراء وقرار "مجلس الأمن" الأخير، هل يُنهي المغرب ملف الصحراء؟
هل يضع النقطة بعد الكثير من الفواصل؟ هل سيتفرغ أخيرا للمشاكل المهمة ويطوي ملف
ثقيل جدا أتعب الجميع؟
وفي كل الأحوال يبقى السؤال الأبرز هنا هو:هل ينجح المغرب في هذا الانتقال الصعب؟