هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
بحري العرفاوي يكتب: ليس ثمة من أمة تتوفر على عوامل القوة وعلى معطيات المناعة وعلى حظوظ التفوق كما تتوفر عليه الأمة العربية والإسلامية، وفي ذات الوقت ليس ثمة من أمة مهدورة كما هذه الأمة، إذ فرطت في تلك الامكانات وتلك الحظوظ إما عمدا ومكرا من قِبَل فاعلين في الداخل والخارج، وإما جهلا وسذاجة لدى أفرادها وخاصة لدى "نخبها" ممن يُنظَرُ إليهم على أنهم صُنّاع رأي
محمد عماد صابر يكتب: الحاكم العربي، في معظم النماذج السلطوية، ينشأ في بيئة سياسية مغلقة، غالبا ما يصل إلى الحكم عبر وسائل غير ديمقراطية، ويعيش حالة دائمة من التهديد الداخلي (انقلابات، ثورات، احتجاجات). هذا النمط من التهديد المستمر يؤدي إلى عدة نتائج نفسية
علي القره داغي يكتب: شعوب الشرق الأوسط الكبيرة هي: العرب، والترك، والفرس، والكرد، مع وجود قوميات صغيرة نحترمها، ولذلك فإن وحدتها قوة لهم جميعا، وإن الصراع فيما بينهم يضعفهم جميعا، ويُعطي الفرصة لإدخال الصهاينة بينهم، حيث تحاول الدول الطامعة في خيرات الشرق الأوسط أن تجعل دولة الصهاينة جزءا من شعوب المنطقة، بل القوة الأولى والشرطي الحازم لها في المنطقة، وهذا ما صرّح به نتنياهو من الإرادة القاطعة لتغيير الشرق الأوسط، وجعل "إسرائيل" الدولة القوية الأولى والمهيمنة بدون منازع
تمر أمتنا اليوم بمرحلة حرجة تتكشف فيها ملامح مأساة الاستبداد السياسي والاجتماعي، حيث تتشابك قضايا التطبيع، المقاومة، وارتباط الأنظمة بمصالح خارجية تخدم مصالحها على حساب شعوبها، ما يطرح تساؤلات عميقة حول مصير الأمة ومستقبل حركتها التحررية. ففي ظل تراجع المبادئ والقيم، تتعاظم ممارسات الأنظمة التي تستنزف الطاقات وتجهض آمال الشباب، وتفرض قيوداً على الحرية والمقاومة، مما يفتح الباب واسعاً أمام نقاش جاد حول دور الشعوب في صناعة التغيير الحقيقي، والبحث عن بدائل فاعلة لمواجهة التحديات التي تهدد وحدة الأمة وكرامتها.
يقدّم رضوان السيد أطروحة فكرية فريدة تبحث عن توازن صعب بين الإيمان والمدنية، دون أن تسقط في فخ التقديس أو التغريب؛ فهو لا ينظر إلى العلمانية كأداة صراع ثقافي، بل كإطار توافقي لتنظيم التعدد وضمان العيش المشترك، منطلقًا من عمق الفقه السياسي الإسلامي، ومتسلّحًا بتجربة بيروت المجبولة بالتنوع والاحتراق، ليقترح تصورًا عربيًا ناضجًا للدولة المدنية، يتجاوز ثنائيات الصدام بين الدين والعصر، ويصوغ طريقًا ثالثًا يراهن على الشراكة لا الإقصاء، وعلى المواطنة لا الهيمنة.
أحمد عطاونة يكتب: نقل وترجمة آراء العديد من المحللين الإسرائيليين الذي يتقاطعون مع ذات المضمون الذي يبدو معتمدا بالأساس على رواية وموقف اليسار الإسرائيلي، مركزين على شخص بنيامين نتنياهو، ومحاولة حصر استمرار الحرب في موقفه ومستقبله السياسي، والتعويل على الخلافات بينه وبين بعض أركان الكيان العسكرية والأمنية والسياسية، وصولا إلى التفريق بين الكيان كمؤسسة متكاملة وحكومته ووزرائه، ظنا من البعض أن ذلك قد يزيد من الهوة والشرخ بين مكونات الكسان والسياسية والعسكرية والأمنية
ساري عرابي يكتب: تحوّل التعاطف مع ضحايا الإبادة، إلى استخدام هؤلاء الضحايا لإدانة المقاومة الفلسطينية، وتجريدها من كونها ضحية، وعزلها عن بقية الفلسطينيين الواقعة عليهم الإبادة، وبينما لا يمكن القول إنّ جميع أصحاب هذا الخطاب واعون بمعنى مقالتهم ومنتهاها، فإنّ ذلك قطعا ينمّ عن حالة ذهنية تعاني إعاقة في الوعي بإسرائيل وحقائق الصراع، وقصورا أخلاقيّا واضحا في كيفية ترتيب الموقف الخطابي إزاء الأحداث، وضمورا مريعا في الموقف من الاستعمار الأجنبي
لا يدري إلى أين سينهي هذا الوضع، هل سيبرز من القوى المعارضة أقلية خلاقة جديدة، تحمل مشاريع إبداعية جادة، تصنع تيارا شعبيا متأثرا برؤية المرجعيات الجديدة فيبزغ فجرها ونقيم دولة قوية من الداخل تقهر كل التهديدات الخارجية، أم أن الأقلية المسيطرة ستواصل جرنا إلى الأسفل في غفلة تامة من الأغلبية التابعة النائمة، فيكون انتحارنا داخليا، ونفكك دولتنا الوطنية بأيدينا، ونسقط بإرادتنا جميعا بين يدي القوى الخارجية.
امحمد مالكي يكتب: المنطقة العربية في ميزان الأمن المائي العالمي في وضع حساس ودقيق بالنسبة لتطور إشكالية الماء في الألفية الجديدة. فعلى الرغم من الوعي المتنامي بخطورة هده القضية، والمجهودات الجارية لوضع وتنفيذ سياسات عمومية فعالة وناجعة، تبقى قضية الماء من الأوليات الواجب العناية بها بقدر عال من الوعي والمسؤولية، كي تتجنب المجتمعات العربية آفة العطش الحاد والمزمن، وكي تضمن للأجيال القادمة استدامة هذه الثروة، وعدم تعرضها للتبديد والضياع والتفريط في الحقوق التاريخية القانونية للبلدان العربية منها
نور الدين العلوي يكتب: الصورة مشوشة ولكن هناك ثوابت؛ أهمها أن المنطقة على أبواب تغيير عميق، لكن اتجاهه لا يتضح لنا بسهولة إنما نعاين أن فعل السياسة يخرج من الخطط الكبرى (المناويل الكليانية) إلى نوع من الحركة في مربعات صغيرة تتحول فيها التحالفات والأفكار بسرعة
يصرّ المسيري على أن الإسلام ليس مجرد ممارسات تعبدية أو منظومة لاهوتية، بل هو "نسق حضاري" متكامل يشمل الأخلاق، الاجتماع، السياسة، والرموز الثقافية. من هنا فإن أي علمنة شاملة تحاول طرد الدين من الفضاء العام، أو اختزاله في الضمير الفردي، تُعدّ في رأيه اغترابًا عن جوهر المجتمع العربي الإسلامي.
نزار السهلي يكتب: ندري أين وكيف ستتحقق رغبات إسرائيل والولايات المتحدة لشرق أوسط جديد، باتباع وصفة "الاتفاقات الإبراهيمية" التي تُبنى عليها آمال كبيرة من تل أبيب وواشنطن، وبعض الواهمين العرب، فإذا انتقلنا لنقطة متابعة ما تحقق سابقا، على صعيد تصديق الخدعة الصهيونية الأمريكية لـ"السلام" لنعرضها لمحاكمة العقل والواقع على الأرض، والاقتراب من أي منجز يمكن ملامسته ولو كان ضئيلا، فلا يجد العاقل من هامشية وهشاشة ما تحقق، سوى النتيجة "الطبيعية" لهذا البؤس المعمم عربيا وفلسطينيا والذي يفتقد حتى لكفاءة المساومة، أو إلزام الخصم بشروط "الصفقة" أو السلام والتطبيع
نور الدين العلوي يكتب: في ميل بعض العرب إلى مناصرة إيران في حربها الدفاعية الأخيرة أمام الكيان سعي آخر إلى البحث عن نصير من خارج العرب، نصير يخوض معركة العرب بدلا منهم فيحررهم، وربما يشكرونه على حسن صنيعه بهم. لكن إيران خاضت حربها طبقا لأجندتها الإيرانية
لقد حفرت موجة "إعادة قراءة التراث" التي بدأت منذ منتصف القرن العشرين مسارات فكرية عميقة، انطلقت من السؤال النقدي حول بنية الفكر العربي، لتصل اليوم إلى سؤال أشدّ تعقيدًا: كيف يمكن لمجتمعات عربية، مؤسسة في بنيتها الرمزية على الدين، أن تتبنى مشروعًا حداثيًا دون أن تنسخ النموذج الغربي؟ كيف يمكنها أن تفكّر في "العلمانية" دون أن تقع في ثنائية التبعية أو العداء؟
سيف الدين عبد الفتاح يكتب: هل لدينا نخب حقيقية تمارس مهامها وأدوارها حريصة عليها، أم أنها فيما اتفق على تسميتها بالنخب لا تزال تتعلق بالأزمات والأزمة وما فتئت تعاني من أمراض مزمنة، تجعلها وجودا ودورا محل هذا الشك؟ ولعل ما كشفت عنه الثورات العربية بعد مرور أكثر من عقد عليها كانت مختبرا حقيقيا لما أُسمي بالنخب العربية، وعكست تلك التكوينات بحق أن تقوم بضد أدوارها الحقيقية، وزيفت وظيفتها حتى أنها تستحق مفهوم "نخبة الضد"
المراهنة كانت ولا تزال دوما على جودة البضاعة المعروضة للقراءة لا على كذب الباعة المنفقين للسلعة باليمين الكاذبة، فـ "شر البقاع الأسواق" ولو كانت في عالم الطباعة والنشر. وليست الظاهرة تعني الروائي أو الناقد الأدبي وحدهما بل تعني المثقف على العموم، و"أكرم" بهذا إذا كان يخدم دوائر أجنبية لها بما يقول أو يكتب أغراض أخر. وعلى كل حال، فالشعبوية الثقافية صرعة معاصرة سرعان ما تتلاشى وتزول، لتبقى في الوادي أحجاره علامة فارقة على مجرى الحياة الطبيعية. "فأما الزبد فيذهب جفاء، وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض".