سياسة عربية

المرزوقي يعلق على احتجاجات "قابس" ويطالب بإغلاق المصنع الكيماوي الملوِّث

الرئيس التونسي الأسبق منصف المرزوقي يدعو إلى إصدار قرار فوري بإغلاق مصنع للفوسفات في قابس مع تقديم تعويضات للعمال.. فيسبوك
علق الرئيس التونسي الأسبق منصف المرزوقي على الاحتجاجات التي تشهدها مدينة قابس جنوب تونس ضد التلوث الناتج عن مجمع للفوسفات المملوك للدولة، مطالباً في تدوينة نشرها على وسائل التواصل الاجتماعي بـإغلاق المصنع وتعويض العمال.

وأشار المرزوقي إلى أنه سبق أن طرح مسألة التلوث وخطر المصنع خلال فترة رئاسته، مؤكداً أن هذه القضية كانت جزءاً من استراتيجية للتصدي لمخاطر الاحتباس الحراري وتأثيراته على البيئة والمجتمع، مثل التصحر والحرائق ونقص المياه.

وأوضح في تدوينته أن المسؤوليات الاقتصادية والاجتماعية خلال فترات سابقة كانت على عاتق حكومات متعاقبة، بينما كانت رئاسة الجمهورية تتولى الشؤون الأمنية والعلاقات الخارجية، مشيراً إلى أن ملف إغلاق المصنع لم يُنفذ بشكل كامل رغم التحركات السابقة. كما دعا إلى إصدار قرار فوري بالإغلاق مع تقديم تعويضات للعمال، مؤكداً أهمية حماية صحة المواطنين.



وتشهد قابس احتجاجات مستمرة منذ عدة أيام بسبب ارتفاع معدلات التلوث وحوادث الاختناق بين السكان، حيث دعا المحتجون إلى إغلاق المصنع ونقل أنشطته، فيما تقوم السلطات المحلية والأمنية بمراقبة الوضع لضمان الأمن وإدارة المظاهرات.

ويطالب السكان والهيئات المحلية بـفتح تحقيق مستقل في حجم الأضرار الصحية والبيئية، ووضع خطة لإغلاق أو تحديث المصنع بطريقة توازن بين الصحة العامة وحقوق العمال، وفقاً لما أعلنه المرزوقي في تدوينته.

يأتي هذا في وقت تواجه تونس تحديات بيئية مستمرة، خاصة في المناطق الصناعية، مع مطالب متكررة من منظمات بيئية وصحية بضمان السلامة العامة وتقليل المخاطر الصحية للسكان. ولم يصدر حتى الآن تعليق رسمي من السلطات حول إمكانية تنفيذ توصيات المرزوقي أو الخطوات المستقبلية بشأن المصنع.

يبقى ملف قابس محل متابعة من قبل السلطات والمجتمع المدني، وسط دعوات لموازنة الحلول البيئية مع الجوانب الاقتصادية، وضمان حقوق السكان والعمال، بينما تتواصل الاحتجاجات في المدينة مع مطالب واضحة بالإغلاق أو الحد من نشاط المصنع الملوِّث.