نشرت صحيفة "ديلي ميل" تقريرا أعده إيدان رانديج نقل فيه مزاعم ناشط إماراتي من أصول
إيرانية قدمته الصحيفة المحافظة بأنه محلل في شؤون مكافحة الإرهاب، حيث قال إنه يوجد في بريطانيا متطرفون مسلمون أكثر مما هو موجود في عموم الشرق الأوسط.
أمجد طه المنحدر من الأحواز، حذر من تحول بريطانيا إلى مركز ثقل عالمي للإسلام السياسي وذلك بسبب ضعف رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر.
وقال طه إن بريطانيا تجد نفسها في "موقف غير عادي" حيث ينتشر الإسلام المتشدد على أراضيها بينما يتراجع في دول مثل السعودية والإمارات العربية المتحدة. وحذر من وجود "متطرفين أكثر في بريطانيا مقارنة بالشرق الأوسط" بسبب تستر الإسلاميين المتطرفين وراء حرية التعبير.
وقال إن هناك تزايدا في التوجهات الانتخابية التي أطلق عليها "الطائفية" وأن المرشحين المستقلين الذين يسعون إلى الانتخابات على تذكرة مؤيدة لغزة يمكن أن يساعدوا في أن تصبح بريطانيا "قاعدة قوة عالمية" للمتطرفين.
وأشار طه الذي لديه 1.6 مليون متابع على منصة إكس وانستغرام إلى التعليم الضار في المدارس الدينية والمجتمعات المحلية.
وتأتي مزاعمه التي أبرزتها الصحيفة في الوقت الذي يخطط فيه رئيس الوزراء ووزيرة داخليته أنجيلا رينر لإطلاق مجلس جديد للإسلاموفيا وتعريف جديد للكراهية للإسلام واحتمال الإعلان عن قانون جديد للتجديف.
وأمجد طه داعم بشدة للاحتلال الإسرائيلي، ويتباهى بوجود علاقات تربطه بشخصيات إسرائيلية على غرار الناطق باسم جيش الاحتلال أفيخاي أدرعي.
وردت وزارة الداخلية بأنها زادت من تدريب الموظفين لمساعدتهم "على تحديد المعتذرين أو المدافعين عن الأيديولوجية الإرهابية والتطرف الإسلامي الواضح".
وسيشرف على الهيئة الجديدة لمكافحة الكراهية ضد الإسلام/ إسلاموفوبيا، النائب العام المحافظ السابق، دومنينك غريف. وتدرس الهيئة الجديدة سلسلة من التعريفات للإسلاموفوبيا والتي تجرم انتقادات معينة للإسلام.
ونقلت الصحيفة عن الدكتور تاج هارغي، المؤرخ والأكاديمي ومؤسس معهد أوكسفورد للإسلام البريطاني قوله: "من المدهش أن يقوم حزب العمال الذي لا يحظى بشعبية بالتضحية بحرية التعبير من أجل إرضاء الأصوليين الإسلاميين".
وقالت الصحيفة إن المؤثر طه، يحذر الآن من التوجهات الأصولية بين المسلمين في بريطانيا، في وقت تتراجع فيه دول الشرق الأوسط عن "النزعة المتطرفة المحافظة". ووصفت الصحيفة طه بأنه مستشار لعدد من معاهد الشرق الأوسط لشؤون مكافحة الإرهاب، حيث أخبر قناة "جي بي نيوز" المحافظة أن "الأشياء التي يقولها بعض الإسلاميين في المساجد المختلفة والتي رأيناها على الإنترنت والمصطلحات التي يستخدمونها والتحليلات التي يقدمونها والتصريحات التي يصدرونها بالفعل، لن يكونوا قادرين على قولها بالفعل في أفغانستان على سبيل المثال أو العراق".
وقال إن "جماعة
الإخوان المسلمين، وهم الإسلاميون الذين يحكمون ويسيطرون على الصحافة المختلفة عندما يتعلق الأمر بالمجتمع الإسلامي في بريطانيا، يسيطرون على الرواية بأكملها. وجماعة الإخوان المسلمين والإسلاميون هم الإسلاميون المتطرفون، وهم يستخدمون حرية التعبير بطريقة تجعلهم معادين للسامية باسم حرية التعبير".
وواصل قائلا: "أنا ضد هذا الأمر تماما لأنني أعتقد أن معاداة السامية ليست رأيا بل جريمة، وجريمة ضد الإنسانية. وبمجرد السماح بذلك، في 7 تشرين الأول/أكتوبر على سبيل المثال عندما حدثت الإبادة الجماعية ضد الإسرائيليين، ما رأيته وما شهدناه هو حقيقة أن بعض الإسلاميين من كل طيف هنا، رأينا أصواتهم كانت لصالح حماس".
وتابع: "حماس لديها قوة نفذت تلك الإبادة الجماعية في غزة وأيضا في إسرائيل، إنها في الواقع القوات المسلحة لجماعة الإخوان المسلمين".
وقال إن حركة الإخوان المسلمين "مثلا، محظورة في بلدي،
الإمارات العربية المتحدة، ولكنها ليست محظورة في بريطانيا". ودعا إلى حظرها بالكامل في بريطانيا "لأنهم يستخدمون حرية التعبير لقمع حريتك التحدث ضدهم" ، و"عندما يستخدمون إسلاموفوبيا، فمن أجل منعك من انتقاد الإسلاميين والإخوان المسلمين وأي شكل من أشكال الراديكالية".
وقال: "حقيقة كون الإغاثة الإسلامية مسجلة كجمعية خيرية ولكنها ممنوعة في السعودية والإمارات ودول أخرى، وبسبب التحقيق الذي أظهر أن هذه الجمعية ترسل الأموال إلى الجماعات الإرهابية في الشرق الأوسط، يخبرك الكثير".
وأشار في وقت سابق إلى ما قال إنه تحول في المعيار، حيث أصبحت الأمور التي كانت "غريبة" على بريطانيا جزءا لا يتجزأ من الحياة اليومية فيها وفي عدد من المناطق. وزعم أن الأطفال يلقنون في مدارس السبت في لندن ومانشستر وبيرمنغهام تعاليم الجهاد ضد اليهود والمسيحيين، كما أن إنكار الهولوكوست جزء من المقرر التعليمي فيها.
وأضاف أن أعلام الجماعات الإرهابية ترفرف في شوارع لندن للاحتجاج على حرب غزة و"توضح شرطة العاصمة براحة على وسائل التواصل الاجتماعي أن "الجهاد" على العلم يعني النضال وليس الحرب، ويستعد الآلاف من الناس للوقوف إلى جانب إرهابيي حماس والمتعاطفين مع تنظيم الدولة الإسلامية والقاعدة". و"كل هذا يحدث بينما تتراجع دول الخليج عن المحافظة المتطرفة وتحظر الشرطة الدينية وتسمح للنساء بقيادة السيارات وتشجع الفنون والموسيقى ويروج للغة الإنكليزية في المدارس حتى يصبح الأطفال عالميين ومجهزين للحصول على الفرص التي لم تكن لتتاح لهم لولا ذلك".
وتشير الصحيفة إلى أن طه قاد أول وفد شبابي من الإمارات إلى إسرائيل بعد توقيع معاهدة إبراهيم عام 2020، مضيفا أن "ظهور مرشحين مسلمين مستقلين نابع من طريقة الإسلام السياسي" و"نحن نشهد تحقيق استراتيجية إسلامية متطرفة لممارسة نفوذ متزايد في بريطانيا، وشجع على ذلك غياب الرد القوي من جانب السلطات".
و"يبدو كير ستارمر واثقا عندما يتحدث عن هذه الديمقراطية العظيمة التي تقدر حرية التعبير واحترام حقوق الإنسان الدولية. لكن خطة المتطرفين هي القضاء على الديمقراطية مع التظاهر بالمشاركة فيها" و"إن المثل العليا لستارمر تجعل بريطانيا عرضة للتطرف الإسلامي، كما أنها تجعل لندن ومدن بريطانيا الأخرى جزءا من قاعدتها العالمية". و"بدلا من اتخاذ إجراءات حازمة، فشلت الحكومة البريطانية في كثير من الأحيان في التصرف بشكل حاسم، مما سمح للجماعات الإسلامية بالازدهار تحت ستار المنظمات المجتمعية وجماعات المناصرة والجمعيات الخيرية".
وقال متحدث باسم وزارة الداخلية للصحيفة ردا على النقد: "لا مجال للإسلام المتطرف في مجتمعنا والحكومة ملتزمة بمعالجة التهديد الذي يمثله على المجتمعات والأفراد" و"لهذا ضاعفنا من جهودنا في الحكومة لمعالجة تهديد التطرف بما فيه التطرف الإسلامي".
وتم اختيار غريف، النائب العام السابق لرئاسة لجنة من 16 شخصا للنظر في تعريف التحيز ضد المسلمين. وكتب في عام 2018 مقدمة لتقرير عن الإسلاموفوبيا أعدته مجموعة كل الأحزاب عن المسلمين البريطانيين في البرلمان البريطاني والتي كان يترأسها ويز ستيرينغ، وزير الصحة الحالي. وفي التعريف الذي تبناه حزب العمال لاحقا فإن الإسلاموفوبيا "متجذرة في العنصرية" و"تستهدف هوية المسلمين أو ينظر إليها هوية مسلمة". في مقدمته للتقرير، قال غريف إن التقرير كان "مساهمة مهمة" في المناقشة حول كيفية معالجة التمييز ضد المسلمين، إلا أن البعض يزعم أن التعريف واسع للغاية وربما يمنع النقد المشروع.
كما ترأس الوزير المحافظ السابق لجنة مواطني بريطانيا بشأن الإسلام، والتي تم إنشاؤها لتعزيز التعاون بين المجتمعات المسلمة وغير المسلمة.
للاطلاع إلى النص الأصلي (
هنا)