أكد وزير الخارجية
المصري بدر عبد العاطي
وجود "توافق عربي كامل" على رفض
تهجير الفلسطينيين من أرضهم، في ظل مخطط
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
ومنذ 25 كانون الثاني/ يناير الماضي، يروج
ترامب لمخطط تهجير فلسطينيي قطاع غزة إلى دول مجاورة مثل مصر والأردن، وهو ما رفضه
البلدان ودول عربية أخرى ومنظمات إقليمية ودولية.
وذكرت الخارجية المصرية، في بيان، الاثنين،
أن عبد العاطي التقى، في واشنطن مساء الأحد، عضو لجنتي العلاقات الخارجية والاعتمادات
بمجلس الشيوخ الأمريكي السيناتور الديمقراطي كريس فان هولن.
وقال متحدث الوزارة السفير تميم خلاف إن
"اللقاء تناول سبل دعم الشراكة الاستراتيجية بين مصر والولايات المتحدة".
وأضاف أن "اللقاء شهد حوارا مطولا
وتبادلا للرؤى بشأن مستجدات الأوضاع على صعيد القضية الفلسطينية".
وشدد عبد العاطي على "التوافق العربى
الكامل على مسألة رفض تهجير الفلسطينيين".
وأكد "أهمية إيجاد أفق سياسى للقضية
الفلسطينية، يسفر عن إقامة دولة فلسطينية مستقلة وتمتع الشعب الفلسطينى بحق تقرير المصير".
وكانت الخارجية المصرية أعلنت الأحد، أن
الوزير عبد العاطي توجه إلى العاصمة الأمريكية واشنطن في زيارة رسمية.
وذكر بيان للخارجية أن الزيارة تأتي "في
إطار تعزيز العلاقات الثنائية والشراكة الاستراتيجية بين مصر والولايات المتحدة، والتشاور
بشأن التطورات الإقليمية"، لكن البيان لم يشر إلى اقتراح ترامب بشأن تهجير
أهالي قطاع غزة.
وجاء في البيان أن عبد العاطي سيلتقي خلال
الزيارة بعدد من كبار المسؤولين في الإدارة الأمريكية الجديدة وأعضاء الكونغرس.
ومنذ عقود تحتل "إسرائيل" أراضي
في فلسطين وسوريا ولبنان، وترفض الانسحاب منها وقيام دولة فلسطينية مستقلة، وعاصمتها
القدس، على حدود ما قبل حرب 1967.
وأبرز عبد العاطى "جهود مصر فى تنفيذ
اتفاق وقف إطلاق النار في غزة بمراحله الثلاث وضمان استدامته، ونفاذ المساعدات الإنسانية
بوتيرة مكثفة ومتسارعة"، وفق البيان.
وبدعم أمريكي، ارتكبت "إسرائيل" بين 7 تشرين
الأول/ أكتوبر 2023 و19 كانون الثاني/ يناير 2025، إبادة جماعية بغزة، خلّفت نحو
160 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.
وأكد عبد العاطي "ضرورة البدء في عملية
التعافي المبكر، وإزالة الركام، وإعادة الإعمار ضمن إطار زمني محدد، وبدون خروج الفلسطينيين
من أرضهم التي يتمسكون بها".
وحوّلت "إسرائيل" غزة إلى أكبر
سجن بالعالم، إذ تحاصرها للعام الـ18، وأجبرت حرب الإبادة نحو مليونين من مواطنيها،
البالغ عددهم حوالي 2.3 مليون فلسطيني، على النزوح في أوضاع مأساوية مع شح شديد متعمد
في الغذاء والماء والدواء.
وقال ترامب للصحفيين على متن الطائرة الرئاسية
مساء الأحد إنه "ملتزم بشراء غزة وامتلاكها"، ويعتزم منح أجزاء من القطاع
لدول أخرى في الشرق الأوسط لإعادة بنائها.
وأضاف الملياردير قطب العقارات السابق أن
"غزة موقع عقاري مميز لا يمكن أن نتركه.. سنقوم بإعادة بناء غزة عبر دول ثرية
أخرى في الشرق الأوسط".
ووصف عضو المكتب السياسي لحركة حماس، عزت الرشق، في بيان الاثنين، تصريحات ترامب بأنها "عبثية وتعكس جهلا عميقا بفلسطين
والمنطقة".
وشدد على أن "غزة ليست عقارا يُباع
ويُشترى، وهي جزء لا يتجزأ من أرضنا الفلسطينية المحتلة".
وأكد أن "التعامل مع القضية الفلسطينية
بعقلية تاجر العقارات وصفة فشل. شعبنا الفلسطيني سيفشل كل مخططات التهجير والترحيل،
غزة لأهلها، وهم لن يغادروها إلا إلى مدنهم وقراهم المحتلة عام 1948".