سياسة عربية

حجب السلطة لـ"الجزيرة" في الضفة.. مخاوف من تعتيم إعلامي متعمد في جنين

السلطة حظرت عمل قناة "الجزيرة" في الضفة الغربية مطلع العام الحالي- إكس
أثار قرار السلطة الفلسطينية الأخير، بمنع قناة "الجزيرة" من العمل في الضفة الغربية المحتلة، الجدل لا سيما بعد ‏العملية العسكرية الإسرائيلية التي انطلقت في جنين الثلاثاء، وسط مخاوف من "تعتيم إعلامي" على مجازر ‏الاحتلال هناك.‏

وقال ناشطون إن السلطة قامت بخطوات عدة مهّدت للاجتياح الكبير لمخيم جنين، والذي أعلن جيش الاحتلال أنه قد يستمر لأيام طويلة.

وأوضح ناشطون أن إنهاك قوات أمن السلطة للمقاومة في مخيم جنين لمدة 47 يوما، تلاها الانسحاب العلني تزامنا مع بدء اقتحام جيش الاحتلال، إشارة إلى تنسيق و"تسليم"، بحسب قولهم.

وأضاف ناشطون أن السلطة وخلال حملتها على جنين، قامت بخطوات على المستوى الإعلامي، أهمها حظر عمل قناة "الجزيرة" صاحبة الانتشار الأوسع، في محاولة لخلق تعتيم إعلامي على ما يجري في المخيم.

وحذر ناشطون من أن التعتيم الإعلامي المتعمد من قبل السلطة عبر حظر "الجزيرة"، وشيطنة وسائل الإعلام الأخرى، يعد مشاركة للاحتلال في جرائمه.



ومطلع العام الجاري، قررت السلطة الفلسطينية وقف بث وتجميد كافة أعمال قناة الجزيرة ومكتبها في فلسطين، ‏وتجميد عمل كافة الصحفيين والعاملين معها والطواقم والقنوات التابعة لها بشكل مؤقت، بحجة "مخالفتها القوانين ‏والأنظمة المعمول بها في فلسطين".‏

وقررت اللجنة الوزارية المختصة المكونة من وزارات الثقافة والداخلية والاتصالات وقف بث القناة القطرية إلى ‏حين "تصويب وضعها القانوني"، بحسب ما نقلت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا".‏

واعتبرت السلطة أن "هذا القرار جاء إثر إصرار الجزيرة على بث مواد تحريضية وتقارير تتسم بالتضليل وإثارة ‏الفتنة والعبث والتدخل في الشؤون الداخلية الفلسطينية".‏

انتهاكات في الظل
وتزامن قرار الحجب مع تقارير تتحدث عن تصاعد الانتهاكات في مناطق عدة من الضفة الغربية، حيث أشار ‏مراقبون إلى أن السلطات تسعى لفرض تعتيم إعلامي يمنع توثيق الأحداث على الأرض ضمن عمليات قوات ‏السلطة الفلسطينية ضد المقاومين في جنين.‏

وقال نشطاء إن هذه الخطوة تهدف إلى منع الرأي العام من الاطلاع على تجاوزات قوات أمن السلطة، والاحتلال ‏الإسرائيلي الذي دخل الثلاثاء إلى جنين بعد تمهيد واضح من قوات الأمن الفلسطينية.‏

من جانبه، قال الناطق باسم قوى الأمن الفلسطيني، العميد أنور رجب، إن قوات الأمن الفلسطينية، انسحبت من ‏محيط مخيم جنين، بالتزامن مع عملية الاحتلال العسكرية، تجنبا للاشتباك مع قوات الاحتلال، مشيرا إلى أن أمن ‏السلطة "خاسر بحكم موازين القوى".‏

تنديد حقوقي ‏
ونددت منظمات حقوقية بحجب الجزيرة، معتبرة أن القرار يتعارض مع حرية الإعلام ويقيد حق الجمهور في ‏الحصول ‏على المعلومات. ودعت المنظمات السلطات في الضفة إلى التراجع عن القرار فورًا، وفتح المجال أمام ‏وسائل الإعلام ‏المستقلة لممارسة عملها بحرية، لضمان الشفافية والمحاسبة.‏

ودعت منظمة "مراسلون بلا حدود" السلطة الفلسطينية إلى العودة عن قرارها وقف عمل قناة الجزيرة الفضائية في ‏الضفة الغربية المحتلة، واصفة القرار بأنه "عمل رقابي غير مقبول".‏

واعتبرت المنظمة أنّ القرار "غير قانوني" لأنه "لم يُتّخذ من قبل السلطة القضائية"، بحسب ما نقلت وكالة الأنباء ‏الفرنسية.‏

وأصدرت المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا بياناً دعت فيه السلطة الفلسطينية إلى إلغاء القرار ‏لتداعياته الخطيرة في تعطيل نقل حقيقة ما يرتكبه الاحتلال والمستوطنون من جرائم بحق الفلسطينيين.‏

كما أصدر التجمع الإعلامي الديمقراطي، بياناً قال فيه إن القرار هو ترهيب للقناة والعاملين فيها ولكل الأصوات ‏المنادية بوقف ما يجري في جنين.‏

وقال المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، إن القرار "تعدٍ صارخ على الحق في حرية التعبير والحريات الصحافية".‏

وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إنه يريد لقناة الجزيرة وجميع وسائل الإعلام في الضفة أن ‏تكون قادرة على العمل من دون عراقيل، تعليقا على قرار السلطة بوقف عملها.‏