يمضي الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد
ترامب
في اختيار مسؤولي إدارته المقبلة معيّنا في مناصب رئيسية مقربين منه معروفين بنهجهم
المتشدد حيال الصين على غرار سناتور فلوريدا النافذ ماركو روبيو الذي يرجح توليه وزارة
الخارجية.
ويدعو روبيو أيضا إلى تشديد العقوبات الأمريكية
على إيران على خلفية التقدم الحاصل في برنامجها النووي.
وأفادت صحيفة "نيويورك
تايمز" نقلا عن مصادر مطلعة بأن من المتوقع أن يختار ترامب روبيو وزيرا للخارجية،
لكن المصادر أشارت إلى أن احتمال أن يغير ترامب رأيه في آخر لحظة قائم.
وماركو روبيو هو
ابن لمهاجرين متواضعي الدخل من كوبا.
والده عمل بشكل
رئيسي نادلا، بينما تولت والدته رعاية الأسرة في المنزل إلى جانب عملها عاملة نظافة
في فندق.
ويرجح تعيين مايكل والتز النائب عن فلوريدا
والعنصر السابق في القوات الخاصة وهو من "الصقور" أيضا، في منصب مستشار الأمن
القومي الرئيسي في الإدارة، على ما ذكرت وسائل إعلام أمريكية عدة.
ووالتز معروف أيضا بانتقاداته للصين.
ووالتز من أكثر المناصرين لحكومة نتنياهو،
وكان ينتقد تهديد بايدن بوقف مد السلاح لـ"إسرائيل" إن دخلت رفح؛ ويرى أن
خصوم "إسرائيل" لا يخافون إلا من القوي، ويرى بضرورة ترك "إسرائيل"
تُنهي تماما حماس، ويرى أن على الإدارة الأمريكية أن تدعم دائما نتنياهو لأنه يعرف
جيدا خصوم "إسرائيل" وكيفية التعامل معهم.
ومنصب مستشار الأمن القومي من المناصب ذات
النفوذ الشديد في الإدارة الأمريكية، ويُعين شاغله الرئيس مباشرة، ولا يحتاج إلى مصادقة
من مجلس الشيوخ.
ووظيفة المستشار التنسيق بين وكالات الأمن
القومي العليا في الولايات المتحدة، وتقديم تقارير للرئيس الأمريكي وتنفيذ سياساته.
وسيكون روبيو ووالتز من مهندسي سياسة الولايات
المتحدة الخارجية في ولاية ترامب الثانية. وكان ترامب وعد بوضع حد للحرب في أوكرانيا
والشرق الأوسط وتجنب أي انخراط عسكري أمريكي جديد في نزاعات مسلحة.
والاثنين، اختار دونالد ترامب إليز ستيفانيك
وهي نائبة عن ولاية نيويورك تبلغ الأربعين من العمر، لتولي منصب السفيرة الأمريكية
لدى الأمم المتحدة.
وقال ترامب الذي يستعد لدخول البيت الأبيض
في كانون الثاني/ يناير: "إنها مناضلة في سبيل الولايات المتحدة أولا، وهي قوية
ومثابرة وذكية إلى أبعد الحدود".
انتخبت ستيفانيك عضوا في الكونغرس العام
2014 في سن الثلاثين. وأصبحت على مر السنين من أكبر داعمي دونالد ترامب.
وقد برز اسمها على الصعيد الوطني لدفاعها
الشرس عن الرئيس خلال أول مسعى لتنحيته في العام 2019 ومن ثم رفضت المصادقة على نتائج
الانتخابات الرئاسية التي فاز بها جو بايدن العام 2020.
وفي كانون الأول/ ديسمبر 2023، انتشرت لها
بشكل واسع على وسائل التواصل الاجتماعي لقطات وهي تطرح أسئلة بشكل متوتر جدا على كلودين
غاي رئيسة جامعة هارفرد بشأن شعارات مؤيدة للفلسطينيين سمعت في حرم الجامعة. واستقالت
غاي في وقت لاحق.
واتهمت إليز ستيفانيك في منتصف تشرين الأول/
أكتوبر الأمم المتحدة بأنها "غارقة في معاداة السامية".
داعمة لـ"إسرائيل"
وهنأ سفير "إسرائيل" لدى الأمم المتحدة
داني دانون ستيفانيك على تعيينها. وكتب: "في وقت يعم فيه الحقد والأكاذيب قاعات الأمم المتحدة يبدو وضوحك الأخلاقي الثابت أكثر ضرورة من أي وقت مضى".
وفي الحياة السياسية الأمريكية، كثيرا ما
يشكل منصب سفير الولايات المتحدة في المنظمة الدولية منصة لمسؤوليات أعلى مستقبلا كما
حصل مع مادلين أولبرايت وزيرة الخارجية في عهد بيل كلينتون وسوزان رايس مستشارة الأمن
القومي في عهد باراك أوباما وجورج بوش الأب الذي أصبح رئيسا.
وأعلن دونالد ترامب كذلك تكليف ملف الهجرة
غير النظامية عند الحدود الساخن جدا، إلى توم هومان وهو من المتشددين. وسيكون هومان
مكلفا بتطبيق وعد المرشح الجمهوري تنفيذ أكبر عملية طرد لمهاجرين يقيمون بطريقة غير
قانونية في تاريخ الولايات المتحدة.
وعين الرئيس المنتخب كذلك لي زيلدن أحد
المقربين منه لإدارة وكالة حماية البيئة.
وقال ترامب إن زيلدن البالغ 44 عاما والنائب
السابق في الكونغرس عن ولاية نيويورك لأربع فترات، "سيضمن إصدار قرارات عادلة
وسريعة" يتم تنفيذها بطريقة "تطلق العنان لقوة الشركات الأمريكية، وفي الوقت
نفسه تحافظ على أعلى المعايير البيئية، بما في ذلك أنظف هواء ومياه في العالم".
وكتب زيلدن عبر منصة "إكس": "سنعيد هيمنة الولايات المتحدة في مجال
الطاقة وإنعاش صناعات الطيران الكبيرة لتوفير الوظائف مجددا للأمريكيين وسنجعل من الولايات
المتحدة الطرف الأكبر في العالم في مجال الذكاء الاصطناعي. وسنفعل كل ذلك مع المحافظة
على مياه وهواء نظيفين".
كذلك يتوقع أن يعين ترامب في منصب مساعد
مدير مكتبه، ستيفن ميلر أحد مهندسي المرسوم الرئاسي الذي منع دخول مواطنين من دول ذات
غالبية مسلمة إلى الولايات المتحدة وهي من أكثر المحطات إثارة للجدل في ولاية ترامب
الأولى.
ويعد هذا التعيين أولى العلامات على نية
ترامب المضي قدما في سياسته المناهضة للهجرة غير الشرعية، إذ كان ميلر مهندس سياسة
الهجرة في إدارة ترامب خلال فترة ولايته الأولى.
وكان ترامب قد اختار رئيسة حملته سوزي وايلز
لمنصب كبيرة موظفي البيت الأبيض، لتصبح أول امرأة تتولى هذا المركز.
وقال ترامب في بيان: "لقد ساعدتني
سوزي ويلز على تحقيق أحد أعظم الانتصارات السياسية في التاريخ الأمريكي".
ويُنسب إلى وايلز إدارتها لحملة وصفت بـ"الأكثر
انضباطًا والأحسن تنفيذا"، مما جعلها المرشحة الأولى للمنصب.
منافسة محتدمة
كما يتنافس عدد من المرشحين على مناصب مختلفة،
وفق ما نقلت عدد من التقارير الإعلامية خلال الأيام الأخيرة.
ونشرت تقارير إعلامية مختلفة عددا من الأسماء
المرشحة لوزارات مهمة في الإدارة، مثل الدفاع والخزانة، بجانب مناصب محتملة لم يتم
تحديدها بعد، لكل من الملياردير والداعم القوي لترامب، إيلون ماسك، والمرشح الرئاسي
السابق روفرت إف. كينيدي الابن.