عاشت عدد من المدن
المغربية، خلال الساعات القليلة الماضية، على إيقاع جُملة من الاحتجاجات ضد زيارة الرئيس الفرنسي، إيمانويل
ماكرون؛ فيما علت أصوات الانتقادات أكثر، على مختلف مواقع التواصل الاجتماعي، عقب تصريحه بخصوص "طوفان الأقصى" من داخل البرلمان، في العاصمة المغربية، الرباط.
ووصف الرئيس الفرنسي، الثلاثاء، عملية حماس في 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 على الاحتلال الإسرائيلي بـ"الهمجية"، فيما دافع عما اعتبره: "حق إسرائيل في الرد".
وفي السياق نفسه، أبرز ماكرون: "لا شيء يبرر حصيلة القتلى في
غزة من المدنيين"، مطالبا بـ"وقف فوري للحرب"، بالقول: "الشرق الأوسط يعيش في متاهة، لذلك يجب وقف إطلاق النار في غزة ولبنان".
وأشار ماكرون: "طالبنا بذلك منذ نوفمبر الماضي، من أجل تحرير الأسرى وحماية السكان والسماح بوصول المساعدات الإنسانية لقطاع غزة".
أما فيما يخص لبنان، دعا الرئيس الفرنسي إلى: "وقف إطلاق النار ووقف العمليات العسكرية"، مردفا: "نحن نعمل على ذلك منذ عدة أسابيع بالتنسيق مع شركائنا الأمريكيين وعدة أطراف أخرى. ولهذا السبب، دعوت إلى وقف صادرات الأسلحة المستخدمة حاليا في غزة، والضفة الغربية، ولبنان".
وأشار ماكرون إلى أن "طريق الدبلوماسية ممكن، وهو طريق يتطلب التزامات كبيرة، وهذا هو الطريق الذي تدعمه
فرنسا لتمكين الشعبين الإسرائيلي والفلسطيني واللبناني أيضا من تحقيق تطلعاتهم نحو السلام والأمن، وعودة جميع النازحين بسلام إلى ديارهم".
واسترسل بالقول: "تعرفون التزام فرنسا التاريخي بحل الدولتين. يجب إعادة إطلاق هذه الرؤية بشكل حاسم لضمان سلام دائم في الشرق الأوسط. وتعرفون أيضًا التزامنا الثابت بمحاربة معاداة السامية في فرنسا وحول العالم، وهذا التزام غير قابل للتراجع. وأقول هذا في وقت عادت فيه أفعال معادية للسامية للظهور بشكل واضح في السنوات الأخيرة وانتشرت".
إلى ذلك، رصدت "عربي21" عددا من التغريدات والمنشورات، التي أعرب أصحابها عن غضبهم من تصريحات ماكرون؛ فيما وثّقت عدد من المقاطع، احتجاجات أمام القنصلية الفرنسية في مدينة طنجة، مساء الاثنين، للتنديد بعدوان الاحتلال الإسرائيلي على غزة ولبنان.
وعلت أصوات المحتجين، بعدد من الشعارات الرافضة لزيارة الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، للمغرب، وذلك بسبب مواقفه الداعمة للإبادة السّارية على كامل قطاع غزة المحاصر، وكذا على لبنان.
كذلك، حمل المحتجّون كلا من الأعلام الفلسطينية والكوفيات، ورفعوا شعارات مندّدة بـ"التطبيع مع دولة الاحتلال الإسرائيلي"، من قبيل: "الشعب يريد إسقاط التطبيع" و"يا ماكرون يا كذاب المقاومة ماشي إرهاب"، "فرنسا فرنسا عدوة الشعوب.. يكفينا يكفينا يكفينا من الحروب".
وأبرزت الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع، التي أشرفت على تنظيم الوقفات الاحتجاجية، أن "ماكرون الملوثة يداه بدماء الشهداء، والمتورّطة بلده في حرب الإبادة، بمشاركة أكثر من 4000 عسكري فرنسي وآخرين مزدوجي الجنسية، يطأ أرض المغرب في عز الجرائم الصهيونية وهو ما يشكل إهانة للمغاربة".
تجدر الإشارة إلى أن هذه الزيارة، تأتي بعد فترة توتر دامت ثلاث سنوات بين البلدين، وشهدت تحسنا في العلاقات عقب تأييد فرنسا في تموز/ يوليو الماضي للمقترح المغربي للحكم الذاتي في الصحراء، معتبرة إياه "الإطار الأمثل لحل هذه القضية".