تبدي أوساط إسرائيلية مخاوفها من تعيين رئيس جديد للمخابرات
المصرية، بدلا عن
عباس كامل والذي كان يضطلع بدور كبير في المفاوضات المتعلقة بالهدنة في غزة.
وقال الكاتب ليئور بن أري في مقال له بصحيفة يديعوت أحرونوت، إن مصر لم تُعلن عن سبب رسمي لإزاحة عباس كامل، المسؤول المخضرم، واستبداله بحسن رشاد المجهول، وسط شائعات وتكهنات حول تأثير مارسه ولي العهد السعودي.
وأصدر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الأربعاء الماضي قرارًا بتعيين حسن محمود رشاد رئيسًا للمخابرات العامة المصرية، بديلًا لعباس كامل الذي شغل المنصب منذ عام 2018.
وتم تعيين كامل مستشارًا للرئيس السيسي ومنسقًا عامًا لأجهزة الأمن، فيما تشير بعض التقارير إلى أن إزاحة عباس كامل قد تكون نتيجة تدخل خارجي، وتحديدًا من السعودية.
يقول بن أري، إن منصب عباس كامل الجديد يبدو ظاهريا أنه ترقية، ولكن من ردود الفعل في مصر والعالم العربي، يمكن فهم أن كامل تمت إزاحته من المنصب الذي شغله لسنوات عديدة، مع أن السبب وراء ذلك لا يزال غير واضح.
ويثار قلق في "إسرائيل" من أن يؤدي هذا التغيير إلى تأخير إبرام صفقة في غزة.
ووفقًا لبعض الادعاءات، لم يكن لدى كامل تجارب ناجحة مع دول الخليج، وربما كان لتقارب مصر والسعودية تأثير على قرار استبداله.
وذكر الكاتب الإسرائيلي أن تغيير القيادات في قمة جهاز المخابرات حدث في وقت تواجه فيه مصر العديد من التحديات الإقليمية التي لا ترتبط فقط بالحرب في غزة، فقد دخلت مصر في صراع طويل الأمد دون تقدم مع إثيوبيا، التي تشغل سد النهضة على النيل الأزرق، مما يؤدي إلى تقليص كبير في كمية المياه التي تصل إلى مصر. كما أن لمصر حدودا طويلة مع السودان، حيث تستمر المعارك بين الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع".
وإلى جانب هذه القضايا، تواجه مصر تحديات داخلية، مثل الأزمة الاقتصادية الصعبة. وتزداد حدة هذه الأزمة مع التهديد المستمر من الحوثيين في اليمن على طرق الملاحة في المنطقة، وانخفاض إيرادات قناة السويس.
في المقابل، أبدى بن آري تفاؤله من تقارير عربية تفيد أن حسن محمود رشاد قد يكون "الدم الجديد" الذي سيُحرك المفاوضات بشأن وقف إطلاق النار في قطاع غزة وصفقة الأسرى.
وذكر أنه و-كما يُقال- يحمل رشاد مجموعة واسعة من الأفكار لإدارة الأزمات في مصر والمنطقة المحيطة بها، ويُعتقد أن له علاقات واسعة مع دول مؤثرة.
ومنذ توليه هذا المنصب الهام، التقى رشاد بالفعل برئيس جهاز الشاباك الإسرائيلي، رونين بار، في بداية هذا الأسبوع. كان هذا اللقاء الأول بين مسؤول إسرائيلي ورشاد، ومن المتوقع أن يعقد المزيد من اللقاءات مع مسؤولين إسرائيليين وعسكريين وغيرهم، تمامًا كما فعل سلفه الذي لعب دورًا مهمًا في محادثات التفاوض.