صحافة إسرائيلية

ما هي السيناريوهات الإسرائيلية لنتائج الانتخابات الأمريكية في حربي غزة ولبنان؟

لا تخفي دولة الاحتلال في أروقتها الحاكمة تقاطعاتها مع ترامب - إكس
مع اقتراب الاستحقاق الانتخابي الأمريكي خلال أسبوعين، لا تخفي دولة الاحتلال في أروقتها الحاكمة تقاطعاتها لصالح المرشح الجمهوري دونالد ترامب، لكنها من الناحية الرسمية تحاول القيام بأقل عدد ممكن من الموجات حتى لا يُنظر إليها على أنها معادية للحزب الديمقراطي.

 ورغم احتفاظها بالإجابة التقليدية التي يتشدق بها المسؤولون الإسرائيليون عند سؤالهم عن مرشحهم المفضل، فإنهم يقدمون دائمًا نفس الكليشيهات عن الحياد الكاذب، مصحوبة بعبارة تعبيرات الوجه المريبة والخوف من إمكانية فوز كاميلا هاريس.

آنا بارسكي مراسلة الشئون السياسية في صحيفة معاريف، أكدت أن "العلاقة بين مسألة من سينتصر في أميركا في الخامس من تشرين الثاني/نوفمبر القادم، وبين السيناريو التالي بالنسبة للاحتلال في غزة ولبنان ومجلس الأمن في الأمم المتحدة، والمنطقة برمتها، واضحة وضوح الشمس، وليس من المناسب إخفاؤها.

وتابعت: "مما يجعل من الانتخابات الرئاسية الأميركية وتأثيرها على مستقبل الاحتلال موضوعاً لا يمكن التخفي خلفه، لأنه بات يحوم كالظل في كثير من المناقشات التي جرت لديه خلال الأسابيع الأخيرة حول قضايا استراتيجية وسياسية وأمنية".

وأضافت في مقال ترجمته "عربي21" أن "أهم التأثيرات المتوقعة لنتائج الانتخابات الأمريكية تتعلق بكيفية الترتيب المستقبلي لإنهاء الحرب في غزة ولبنان في كل من السيناريوهين: فوز ترامب أو هاريس، مما يجعل من التخوف والحذر الإسرائيلي أمر مفهوم ومنطقي".

وأشارت أنه "في الوقت الحاضر، لا تحتاج لأن تكون مؤرخًا لتتذكر أحداث تغير الرئيس في الولايات المتحدة عام 2016، حين اتخذ الرئيس المنتهية ولايته باراك أوباما قراره خلال الشهرين ونصف الشهر من الفترة الانتقالية، إبان التصويت الدراماتيكي في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، حيث تبني القرار ضد الاستيطان بأغلبية الأصوات، بعد أن لم تستخدم الولايات المتحدة حق النقض ضده".

وتابعت: "وكانت رسالة أوباما الخاصة ليس فقط للفائز ترامب، نقيضه الأيديولوجي، بل أيضا للحكومة الإسرائيلية وزعيمها بنيامين نتنياهو، التي أزعجت أوباما كثيرا خلال السنوات الثماني التي قضاها في البيت الأبيض".

وأكدت أن "الحكومة الإسرائيلية اليوم تحاول استخلاص النتائج، وتقليل الأضرار قدر الإمكان، ولهذا السبب على وجه التحديد، عندما أوضح الجانب الأمريكي قبل أيام خلال مكالمة هاتفية ثلاثية بين رئيس الوزراء نتنياهو والرئيس الأمريكي جو بايدن ومرشحته كامالا هاريس، أن مشاهد الدمار والأضرار والخسائر في غزة ولبنان هي جرح في النفس، فإنهم قد يتسببون في أضرار في عدة جوانب، بما في ذلك الجانب العام الانتخابي، ولذلك فقد تم تلقي الرسالة بتفهم من قبل تل أبيب من خلال تقليل الضربات نحو الضاحية الجنوبية في بيروت".

وأشارت أن "هذه هي الاستراتيجية المتبعة خلال الأسبوعين المتبقيين حتى الخامس من تشرين الثاني/نوفمبر القادم، وربما أيضًا للفترة الانتقالية الحساسة بعد الانتخابات، وبغض النظر عن سؤال من سيفوز ومن سيدخل البيت الأبيض في كانون الثاني/يناير 2025، فإن دولة الاحتلال تخوض حربها المتعددة المجالات الآن، وفي كل يوم ولحظة، يحظى فيها الدعم الأميركي، أو على الأقل غياب المواجهات مع بايدن وهاريس، يمنحها المزيد من الوقت والمزيد من الشرعية لمواصلة عدوانها في لبنان وغزة وإيران".

وأكدت أن "التقييم الإسرائيلي العام أنه في كل من السيناريوهين: فوز هاريس أو ترامب، سيتعين على دولة الاحتلال التخطيط مع الولايات المتحدة للانتقال من الحرب إلى العمل الدبلوماسي نحو التسوية السياسية التي ستؤدي إلى حل سياسي، وإنهاء الحرب، حتى لو كان الخط الإسرائيلي الرسمي اليوم أنه لا يوجد حد نهائي لإنهائها، بل فقط تحقيق أهدافها، لكن التفاهم الموجود بين القادة الإسرائيليين واضح تمامًا ومفاده تحقيق تسوية لكل الأسباب: بما في ذلك الاعتبار الأمني والسياسي والاقتصادي، لأنه من الصعب جداً التنبؤ بمواجهة المستقبل، وحساب التحركات المحتملة لكل من هاريس أو ترامب".

وأشارت أن "التقدير الإسرائيلي أن ترامب، كما أعرب في مرات عديدة، يرغب في نهاية سريعة وفعالة للحرب، ومن الأفضل أن يحدث ذلك في إطار التطبيع الإسرائيلي السعودي، واستخدام روافع الضغط على قطر ومصر لجعل حماس تذهب إلى اتفاق بشروط أفضل من وجهة نظر دولة الاحتلال".

وختمت بالقول إنه "في السيناريو الموازي لدخول هاريس للمكتب البيضاوي، فسيتم ترتيب وقف إطلاق النار، بحسب مسؤولين إسرائيليين، بما سيكلف الاحتلال ثمناً باهظاً وحساساً، لأنه من المحتمل جداً أن شركاء الليكود المتطرفين في الائتلاف لن يكونوا مستعدين للتعايش مع هذه الأثمان المحتملة، وفي هذه الحالة، ستعود مسألة تشكيل حكومة وحدة موسعة لمركز الاهتمام مرة أخرى، وسيكون من الصعب على يائير لابيد أو بيني غانتس أن يقولوا لا لواشنطن".
الأكثر قراءة اليوم
الأكثر قراءة في أسبوع