قال مسؤولون أمريكيون إنه بعد أيام من
هجوم عناصر حركة "حماس" على المستوطنات والقواعد
العسكرية في غلاف قطاع
غزة، في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، والذي أطلق عليه
"طوفان الأقصى"، هرعت الولايات المتحدة الأمريكية لإرسال عشرات عناصر قوات
النخبة "الكوماندوز" إلى إسرائيل لمساعدتها عبر تقديم المشورة لاستعادة الأسرى الإسرائيليين في القطاع.
وقالت صحيفة "
نيويورك تايمز"
إنه تبع ذلك إرسال عدد آخر من ضباط المخابرات المركزية الأمريكية بعضهم وصل إلى إسرائيل،
وآخرون عملوا من المقر الرئيسي في ولاية فيرجينيا الأمريكية.
وأكدت أن الاستخبارات الأمريكية ساعدت
في استعادة الأسرى الإسرائيليين الأربعة في حزيران/ يونيو الماضي.
وتابعت: "منذ بداية الحرب
تقريبًا، ركزت الخلايا العسكرية والاستخباراتية الأمريكية ليس فقط على البحث عن
الرهائن، بل وأيضًا على مطاردة كبار قادة حماس".
ورغم أنهم لا يزعمون أن لهم دورا في قتل
رئيس الحركة في غزة، يحيى
السنوار، إلا أنهم يرون أنهم ساعدوا في البحث عنه على
المستوى الاستخباراتي.
وقال الرئيس الأمريكي، جو بايدن في
بيان الخميس الماضي، بعد إعلان استشهاد السنوار: "بعد وقت قصير من 7 تشرين
الأول/ أكتوبر، وجهتُ أفراد العمليات الخاصة وضباط الاستخبارات الأمريكيين المحترفين
للعمل جنبًا إلى جنب مع نظرائهم الإسرائيليين للمساعدة في تحديد مكان وتعقب
السنوار وقادة حماس الآخرين المختبئين في غزة".
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين كبار قولهم
إن "خلايا الاندماج" الأمريكية، حولت تركيزها على المعلومات الاستخبارية
القابلة للتنفيذ وتتعلق بمواقع الرهائن، وفي أحيان أخرى على مواقع قيادات حماس.
بنفس الوقت، أصر مسؤولو وزارة الدفاع
الأمريكية على أنهم لا يشاركون بشكل مباشر العمليات العسكرية الإسرائيلية على
الأرض في غزة، وهي العمليات التي أدت إلى استشهاد عشرات الآلاف من المدنيين
الفلسطينيين وحولت القطاع إلى أنقاض.
وقال مسؤولون أمريكيون إن كبار
المسؤولين في البيت الأبيض التقوا بانتظام مع مدير وكالة المخابرات المركزية، ويليام
بيرنز، ووزير الدفاع، لويد أوستن، بشأن الدعم الإضافي الذي قد تحتاجه خلايا
الاستهداف لتسريع مطاردة السنوار.
وقامت ست طائرات على الأقل من طراز MQ-9 Reapers التي تشغلها قوات
العمليات الخاصة الأمريكية بمهام للمساعدة في تحديد مكان الرهائن، ومراقبة علامات
الحياة وتمرير الأدلة المحتملة.
وقال المسؤولون إن الطائرات بدون طيار
لا تستطيع رسم خريطة لشبكة الأنفاق الشاسعة التي تستخدمها المقاومة الفلسطينية، لكن
رادار الأشعة تحت الحمراء الخاص بها يمكنه اكتشاف العلامات الحرارية للأشخاص الذين
يدخلون أو يغادرون الأنفاق من فوق الأرض.
في النهاية، قضى السنوار في اشتباك
مباشر فوق الأرض، بعد أن كان الهدف الأكثر قيمة على الإطلاق لإسرائيل.
وقال اللواء باتريك س. رايدر، السكرتير
الصحفي للبنتاغون، الخميس إنه لم تشارك أي قوات أمريكية بشكل مباشر في العملية
التي قتل فيها السنوار، وأكد أنها كانت عملية إسرائيلية.
لكن المسؤولين الأمريكيين يصرون على أن
الولايات المتحدة ساهمت في جمع المعلومات الاستخباراتية التي ساعدت الجيش
الإسرائيلي في تضييق نطاق بحثه.