استعرضت صحيفة "نيويورك تايمز" تقريرا
تناول سلوك
الإدارة الأمريكية تحت قيادة
ترامب ووصفته بـ"الغبي"، وذلك
بسبب
القرارات غير المدروسة التي اتخذها مثل تجميد الإنفاق الفيدرالي، وتسببت
في
الفوضى.
وأوضحت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته
"عربي21"، أن هذا الأسبوع حقق فيه الصينيون مكاسب مذهلة في الذكاء
الاصطناعي وحقق الأمريكيون مكاسب مذهلة في الغباء البشري؛ حيث اتسم سلوك إدارة
ترامب على مدار الأسبوع الماضي "بالغباء".
وأضافت الصحيفة أن إدارة ترامب تتضمن أشخاصًا
يتمتعون بذكاء عالٍ ولكنهم يتصرفون بطريقة غبية. فقد قامت الإدارة هذا الأسبوع
بإصدار سلسلة من التصرفات الغبية، حيث جددت التهديدات بفرض تعريفات جمركية مدمرة
على كندا والمكسيك، مما كان سيؤدي إلى زيادة التضخم في أمريكا. كما أنها حاولت إجراء
تطهير واسع وعام في القوى العاملة الفيدرالية، دون أن تسأل كيف سيؤثر هذا التطهير
على سير العمل الحكومي. لكن يجب التركيز على حلقة أخرى: محاولة تجميد الإنفاق
الفيدرالي على برامج المساعدة، وقرار ترامب لاحقًا التراجع عن هذا التجميد وإلغائه.
وأضافت الصحيفة أنه عند إعلان التجميد، فقد حددت
الإدارة هدفها وهو تقليص تمويل برامج التنوع والمساواة التي يعارضها ترامب. وبدلاً
من ذلك، فرضت الإدارة تجميدًا عامًا على أكثر من 3 تريليونات دولار من الإنفاق
الفيدرالي، مما ترك مرضى السرطان غير متأكدين من استمرار علاجاتهم، والمسؤولين عن
برامج مثل "رأس البداية" في حيرة بشأن التمويل، والمدن والولايات غير
متأكدة من قدرة توفير الخدمات الأساسية.
اظهار أخبار متعلقة
وأشارت الصحيفة إلى أن سياسة ترامب كانت تشبه
محاولة علاج حب الشباب بالقطع، دون التفكير في العواقب مثل تجميد الإنفاق على
المنح. وعندما ظهرت نتائج تلك الحماقة، تراجع عن قراره. ومن المتوقع أن تواصل
إدارته إصدار سياسات غبية، وسيتراجع عنها أو يقلل من تأثيرها عند تأثيرها على
شعبيته، لأنه يفضل الشعبية على أي فكرة.
واستعرضت الصحيفة مبادئ غباء إدارة ترامب في
ستة مبادئ رئيسية:
المبدأ الأول: الأيديولوجيا تخلق الخلاف، لكن
الغباء يسبب الحيرة. فقد أمضى كثيرون في المؤسسات الأمريكية أيامًا يحاولون فهم ما
يحدث بعد تجميد 3 تريليونات دولار بمذكرة من صفحتين تبدو كأنها كتبها متدرب.
المبدأ الثاني: الغباء غالبًا ما يكون متجذرًا
في المؤسسات، لا الأفراد. فعندما تُنشأ منظمة يحتكر فيها القرار شخص واحد ويضطر
الآخرون لمسايرة أفكاره، فإن الغباء سيكون نتيجة حتمية.
المبدأ الثالث: الأشخاص الذين يتصرفون بغباء
أكثر خطورة من أولئك الذين يتصرفون بخبث. فالأشرار يدركون مصالحهم الشخصية بدقة
مما قد يحد من تصرفاتهم، أما الغباء فيتجرأ بلا حدود ويدّعي امتلاك جميع الإجابات.
المبدأ الرابع: الأشخاص الذين يتصرفون بغباء لا
يدركون غباء أفعالهم. وينطبق عليهم تأثير دانينغ-كروغر، حيث يفتقر غير الأكفاء
للقدرة على إدراك عدم كفاءتهم. ويمكن إضافة مبدأ هيغسيث غابارد: إدارة ترامب تحاول
استبدال موظفين حكوميين ذوي خبرة بولاء كبير لمبادئ حركة "اجعلوا أمريكا
عظيمة مجددًا"، رغم افتقارهم للمعرفة أو الخبرة، ما قد يؤدي إلى نتائج غير
متوقعة.
المبدأ الخامس: من شبه المستحيل مواجهة الغباء؛
فالحُجج العقلانية تُقابل بآذان صماء، والأدلة المضادة تُهمَل، والحقائق تُعتبر
غير مهمة، والشخص الغبي، على عكس الخبيث، راضٍ تمامًا عن نفسه، وسريع الانفعال، ما يجعله خطيرًا عند الهجوم.
اظهار أخبار متعلقة
المبدأ السادس: نقيض الغباء ليس الذكاء، بل
العقلانية، والتي يعرفها عالم النفس كيث ستانوفيتش بأنها القدرة على اتخاذ قرارات
تساعد في تحقيق الأهداف. يميل من يتبنون الفكر الشعبوي إلى ازدراء الخبرة والحكمة
والتخصص، وهي عناصر أساسية للعقلانية. وهذا يجعل البعض مستعدًا لتصديق أي شيء:
نظريات المؤامرة، والحكايات الشعبية، وأساطير الإنترنت، أو أن اللقاحات تضر بالأطفال. فهم لا يعيشون ضمن إطار فكري منظم، بل في فوضى من الأحكام المسبقة.
واختتمت الصحيفة بالإشارة إلى أن طبقة القيادة
في أمريكا في الأجيال الأخيرة أمضت في استبعاد وتجاهل ورفض وإهانة جزء كبير من
البلاد، ومن الفظيع أن تتعرض للهجوم بهذه الطريقة، والأمر أسوأ عندما تستولي على
السلطة وتبدأ في مهاجمة نفسك ومن حولك. في الواقع، هذا غباء.