صحافة دولية

WP: نظام "ثاد" يشير إلى حجم الرد الإسرائيلي المتوقع ضد إيران

أكد مراقبون أن نشر "ثاد" مؤشر على توقعات أمريكية أن يكون الهجوم الإسرائيلي "شاملا"- جيتي
سلطت صحيفة "واشنطن بوست" الضوء على إرسال الولايات المتحدة لأحد أكثر أنظمة الدفاع الصاروخي تقدما "ثاد"، إلى جانب حوالي 100 جندي أمريكي إلى إسرائيل، مؤكدة أن ذلك يعزز المشاركة الأمريكية في الحرب المتصاعدة بالشرق الأوسط، وسط توقعات أمريكية بهجوم إسرائيلي وشيك على إيران.

وذكرت الصحيفة في تقرير ترجمته "عربي21" أن المهمة تمثل أول نشر كبير للقوات الأمريكية في إسرائيل منذ بدء الحرب في غزة، وتأتي قبل ثلاثة أسابيع فقط من الانتخابات الرئاسية الأمريكية، حيث كان تورط الولايات المتحدة في الصراع قضية استقطابية خلال الحملة الانتخابية.

ولفتت إلى أن واشنطن تشجع تل أبيب على تجنب استهداف المواقع النووية والنفطية والغازية الإيرانية، خوفا من أن يؤدي ذلك إلى إشعال فتيل تصعيد أكبر، من شأنه أن يقلب الاقتصاد العالمي رأسا على عقب.

وقال آرون ديفيد ميلر، الخبير في شؤون الشرق الأوسط الذي قدم المشورة لإدارات جمهورية وديمقراطية متعددة، إن نشر منظومة الدفاع الجوي الصاروخي (ثاد)، هو أحدث مؤشر على أن الولايات المتحدة تتوقع أن يكون الهجوم الإسرائيلي "شاملا لدرجة أن الإيرانيين سيضطرون إلى الرد".

ويضيف نشر ثاد، إلى أكثر من 50 ألف طن من الأسلحة والمعدات العسكرية التي أرسلتها الولايات المتحدة إلى إسرائيل منذ بدء الحرب في تشرين الأول/ أكتوبر 2023، وفقا لوزارة الجيش الإسرائيلية.



ووعد وزير الجيش الإسرائيلي يوآف غالانت بشن هجوم مدمر على طهران، ردا على وابل الصواريخ الباليستية التي أطلقتها على إسرائيل في الأول من أكتوبر/ تشرين الأول. وقال غالانت: "ستكون ضربتنا قوية ودقيقة وفوق كل شيء- مفاجئة. لن يفهموا ما حدث وكيف حدث".

أظهر القصف أن نظام الدفاع الصاروخي المتطور في إسرائيل يمكن التغلب عليه، ما يسمح لعشرات الصواريخ بضرب الأهداف الإسرائيلية. وفي يوم الأحد، بدا أن مسيّرة تابعة لحزب الله تهرب من الدفاعات الجوية عندما ضربت قاعدة لجيش الدفاع الإسرائيلي بالقرب من بلدة بنيامينا شمال إسرائيل، ما أسفر عن مقتل أربعة جنود إسرائيليين وإصابة سبعة آخرين على الأقل.

وقال المتحدث باسم البنتاغون بات رايدر: "ستعمل بطارية ثاد على تعزيز نظام الدفاع الجوي المتكامل في إسرائيل. يؤكد هذا الإجراء على التزام الولايات المتحدة الراسخ بالدفاع عن إسرائيل، والدفاع عن الأمريكيين في إسرائيل، من أي هجمات صاروخية باليستية أخرى من قبل إيران".

تعهد كل من نائبة الرئيس كامالا هاريس والرئيس السابق دونالد ترامب بالدفاع بقوة عن إسرائيل مع التعبير عن دعمهما لإنهاء سريع للحرب. وقد أدى الصراع إلى انقسام الحزب الديمقراطي بشكل عميق، حيث انتقد الناخبون الشباب والأمريكيون العرب هاريس لعدم دعوتها إلى فرض قيود على الأسلحة الأمريكية لإسرائيل ردا على مقتل أكثر من 42000 شخص في غزة وعرقلة المساعدات الإنسانية.

على الرغم من الخلافات العديدة بين الرئيس جو بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على مدار الحرب التي استمرت عاما، فإن قرار الرئيس بتسليم نظام ثاد قبل هجوم إسرائيل يعتبر مثالا آخر على استعداده للثقة في نتنياهو ومنحه فرصة عدم اليقين.



وتساءل هاريسون مان، الضابط السابق في الجيش الأمريكي والذي عمل محللا في وكالة استخبارات الدفاع: "بمجرد وضع هذه البطارية في مكانها وتمتع إسرائيل بحماية المدافعين الجويين الأمريكيين، ما الحافز الذي قد يدفع نتنياهو إلى الوفاء بكلمته وعدم ضرب الأهداف الحساسة التي وعد بتجنبها؟".

تم تصميم نظام ثاد خصيصا لإسقاط الصواريخ الباليستية. لا يحتوي النظام الأرضي على أي رؤوس حربية ولا يستخدم لضرب المباني أو شن هجمات هجومية. ولكن النظام لا يصد سوى الصواريخ الباليستية قصيرة ومتوسطة المدى القادمة.

وقال مان إن الشحنة، التي سيتم تسليمها في تاريخ غير معروف، هي أحدث مثال على استخدام بايدن "الجزر" بدلا من العصي لحث إسرائيل على سلوك أقل عدوانية.

وفرضت إدارة بايدن يوم الجمعة عقوبات اقتصادية على صناعة البترول الإيرانية، مستهدفة أسطول طهران من الناقلات، على أمل أن يقلل مثل هذا الإجراء من رغبة إسرائيل في ضرب أصول الطاقة الإيرانية، الأمر الذي قد يدفع طهران إلى استهداف منشآت النفط المملوكة لحلفاء واشنطن العرب.

وقال ميلر إن قرار نشر المزيد من القوات الأمريكية في إسرائيل وسط هجوم وشيك، يزيد من خطر وقوع خسائر في صفوف الأمريكيين - وهو السيناريو الذي قد يجر الولايات المتحدة إلى أبعد من ذلك في الصراع المتسع.

وأضاف ميلر: "إذا أصابت الصواريخ الإيرانية جنديا أمريكيا أو قتلت الميليشيات الموالية لإيران في العراق أو سوريا أو جرحت أفرادا أمريكيين، فهناك احتمال كبير أن تتخذ الولايات المتحدة إجراء حركيا ضد إيران".



في وقت سابق من هذا العام، نشر الجيش الأمريكي رصيفا لتوصيل المساعدات الإنسانية إلى غزة، لكن إدارة بايدن قررت عدم وضع قوات على الأرض للمهمة بسبب مخاوف تتعلق بسلامة القوات الأمريكية ومخاوف من الانجرار إلى مزيد من الصراع.

وذكر مان أن الخطر الذي يهدد الجنود الأمريكيين الذين سيعملون على نظام ثاد واضح.

وقال: "سيعمل هؤلاء الجنود من قواعد عسكرية إسرائيلية، أظهرت إيران بالفعل الإرادة والقدرة على ضربها، في وقت من المتوقع فيه ضربات إيرانية إضافية في المستقبل القريب. حتى لو افترضنا بشكل متفائل بشكل غير معقول أن بطارية ثاد هذه يمكنها هزيمة أي صاروخ في طريقها، فإن الجيش الإسرائيلي لا يستطيع ضمان سلامة هذه القوات من المسيرات، والتي اخترقت بنجاح القواعد الإسرائيلية في الماضي".

وتتضمن كل بطارية ثاد ستة قاذفات مثبتة على شاحنات على الأقل تحمل ما يصل إلى ثمانية صواريخ لكل منها. النظام مطلوب على نطاق واسع، وخاصة من قبل أوكرانيا، المحاصرة بشكل روتيني من الصواريخ الباليستية الروسية.

وقال رايدر إن الجيش الأمريكي نشر النظام في الشرق الأوسط العام الماضي بعد هجوم 7 تشرين الأول/ أكتوبر على إسرائيل، وفي عام 2019 كجزء من مناورات تدريبية.

وتمتلك إسرائيل دفاعات مضادة للصواريخ أخرى، بما في ذلك أنظمة القبة الحديدية وحيتس (آرو) ومقلاع داود.