ملفات وتقارير

وسائل إعلام جزائرية تتهم المغرب بالعمل للاستيلاء على "الكاف"

اتحادات النيجر وموريتانيا والغابون وجزر القمر قدمت مقترحات، تم تسجيلها رسميا في جدول أعمال الجمعية العامة المقبلة.. الأناضول
لم يسلم أي مجال من المجالات المشتركة التي تجمع المغرب والجزائر في أي تجمع إقليمي أو دولي إلا وشمله الخلاف التقليدي بين الدولتين الجارتين في شمال إفريقيا..

أصل الخلاف سياسي بالدرجة الأولى، ويتصل بتباين الطرفين حول مصير الصحراء، التي تقترح الرباط حكما ذاتيا واسع الصلاحيات ضمن الوحدة الوطنية، بينما تدعم الجزائر خطة تقرير المصير التي تعتبرها الرباط مسا بوحدتها الوطنية.

فبعد عدة أشهر على ما عُرف بحادثة "القميص" التي تسببت في إلغاء مباراة فريق نهضة بركان المغربي واتحاد العاصمة الجزائري، في كأس الاتحاد الأفريقي، التي كانت مقررة في أواخر نيسان/ أبريل الماضي في ذهاب الدور نصف النهائي من بطولة كأس الاتحاد الإفريقي، وذلك بعد رفض الجزائر الإفراج عن أقمصة النادي المغربي التي احتجزتها في المطار بسبب خريطة المغرب المرسومة على قمصان نهضة بركان، جاء الآن الدور على الاستعدادات لانتخابات رئاسة الاتحاد الإفريقي لكرة القدم "كاف" المرتقبة العام المقبل.

فقد اتهمت وسائل إعلام جزائرية الاتحاد المغربي لكرة القدم بوضع خطة جديدة للاستيلاء على الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، ترتكز أساسا على إزاحة الرئيس الحالي للكاف، الدكتور باتريس موتسيبي من جنوب إفريقيا، وتنصيب رئيس جديد من "الموالين" يصنعه المغرب ولا يختلف عن الرئيس الأسبق، الملغاشي أحمد أحمد.

وذكرت صحيفة "الخبر" الجزائرية"، أن من يقود هذه الخطة هو المغربي فوزي لقجع، عضو مجلس الفيفا والمكتب التنفيذي للكاف، الذي قالت بأنه "اختار البقاء خلف الستار، واختار الزج ببعض الاتحادات الإفريقية من الموالين له تقديم مقترح إلى الكاف لعرضه على الأعضاء للدراسة والنظر في إمكانية المصادقة عليه خلال الجمعية العامة للكاف في دورتها العادية المقررة في العاشر من شهر تشرين أول/ أكتوبر المقبل بعاصمة جمهورية الكونغو الديمقراطية، كينشاسا".

وأكدت الصحيفة الجزائرية أن  "اتحادات النيجر وموريتانيا والغابون وجزر القمر قدمت مقترحات، تم تسجيلها رسميا في جدول أعمال الجمعية العامة المقبلة، يقضي بإلغاء عامل السن (عدم تجاوز 70 عاما) لتبوؤ منصب عضوية أو رئاسة الكونفدرالية (المادة 18 البند 9 من القانون الأساسي للكاف)، إلى جانب إلغاء العمل بمبدأ التجمع اللغوي المقرر في المادة 13 البند 2 لاختيار ممثلي الكاف في مجلس الفيفا".

ووفق الصحيفة فإن  "الخطة الجديدة للمغرب ترمي إلى إحكام قبضة الرباط على الكاف واحتكار تمثيل إفريقيا على مستوى الفيفا على ممثلها فوزي لقجع والموالين له، كون التجمع اللغوي لا يضمن للمغرب، بالضرورة، تواجد كل الموالين له في مجلس الفيفا، على خلاف المقترح الجديد محل الجدل، الذي يريد الداعمون له فتح الترشيحات للمناصب الست لمجلس الفيفا للجميع دون التقيد بالتجمع اللغوي".

وأوضح ذات المصدر أن المادة 13 في البند 2 من القانون الأساسي للكاف تنص على أن ثمة ثلاثة تجمعات لغوية وهي تجمع اللغة الإنجليزية وتجمع اللغة الفرنسية وتجمع ثالث يضم اللغات المتبقية وهي العربية والإسبانية والبرتغالية، على أن تكون حصة كل تجمع هي اثنتين في مجلس الفيفا، في حين يتم خصم مقعد من أي تجمع لغوي على حسب لغة رئيس الكاف الذي يصبح نائبا لرئيس الفيفا آليا بمجرد انتخابه على رأس الكونفدرالية، بينما يتم تخصيص مقعد سابع للكاف في مجلس الفيفا للعنصر النسوي والذي تجري فيه الانتخابات دون التقيد بالتجمع اللغوي.

وترتكز خطة المغرب، تبعا لتقرير صحيفة "الخبر" على مرحلتين: الأولى تتعلق بالضغط والمناورة لفرض التعديل على القانون الأساسي للكاف بما يسمح، في المرحلة الثانية من الخطة، تقديم المصري، هاني أبو ريدة، إلى الواجهة في انتخابات رئاسة الكاف، على اعتبار أن هاني أبو ريدة، عضو مجلس الفيفا حاليا برفقة فوزي لقجع، يختلف من حيث التوجه مع رئيس الإتحاد المصري لكرة القدم، جمال علام، كون أبو ريدة متحالف مع لقجع خصم الإتحاد المصري لكرة القدم ورئيسه جمال علام، وذلك من أجل مصلحته الخاصة المتعارضة أصلا مع مصلحة الاتحاد المصري.

وأضافت الصحيفة: "لأن الحليف أبو ريدة بلغ سن السبعين عاما في 14 آب/ أغسطس 2023، فإن بداية الخطة ارتكزت أساسا على إلغاء هذا الشرط (غير معمول به على مستوى الفيفا)، حتى يكون أبو ريدة، في انتخابات رئاسة الكاف عام 2025، مؤهل للترشح ومنافسة باتريس موتسيبي، وهو ما يضمن لأبو ريدة، علاوة على تبوؤ منصب رئاسة الكاف، البقاء في مجلس الفيفا، وبصفته نائبا لرئيس الفيفا وليس مجرد عضو.

ولأن القانون الأساسي للكاف يفرض أيضا على كل مترشح لرئاسة الكونفدرالية الحصول على دعم ثلاث اتحادات منها إلزاما اتحادية بلده، فإن رغبة أبو ريدة في الترشح وحصوله على دعم اتحاديتين (المغرب وموريتانيا على الأقل) سيضع رئيس الإتحاد المصري الحالي، جمال علام، حتما، في حرج مع الرأي العام المصري، في حال رفض تدعيم ملف مواطنه المصري للوصول إلى رئاسة الكاف.

ونوهت الصحيفة إلى أن المقترح الثاني القاضي بإلغاء التقيد بالتجمع اللغوي لاختيار ممثلي الكاف في مجلس الفيفا، له أيضا خلفية غير بريئة، كون الحليف الآخر، الموريتاني أحمد يحي، ينتمي إلى نفس التجمع اللغوي لكل من لقجع وأبو ريدة، والقانون الأساسي الحالي للكاف، المبني على مقعدين اثنين لكل تجمع لغوي في مجلس الفيفا، لا يضمن تواجد الثلاثة في الفيفا، ما جعل هؤلاء يدفعون باتحادات النيجر وموريتانيا وجزر القمر والغابون إلى تقديم مقترح إلغاء التجمع اللغوي في انتخابات عضوية مجلس الفيفا وفتح التنافس دون ذلك القيد، بما يسمح لهم بالمناورة لضمان تواجدهم جميعا في مجلس الفيفا، وهو ما يسمح لهم، قياسا بالقانون الأساسي للكاف، بالحصول على عضوية المكتب التنفيذي للكاف بنفس حقوق وصلاحيات الأعضاء المنتخبين.

وانتهت الصحيفة إلى القول: "أمام تأثير لقجع على هاني أبو ريدة وعلى أحمد يحي وبعض الاتحادات الإفريقية، استطاع المغربي إقناع أحمد يحي بضرورة ترشيح "المخضرم" هاني أبو ريدة لمنافسة باتريس موتسيبي على رئاسة الكاف بدلا عنه، في حين أن هذه الخطة والتي سجلتها الكاف يوم الأربعاء رسميا في جدول أعمالها وأشعرت الاتحادات الإفريقية بذلك، أثارت استياء عديد من الاتحادات الأخرى، خاصة تلك المتواجدة في التجمع اللغوي الفرنسي إلى جانب اتحادات منطقة الجنوب الموالية للرئيس الحالي للكاف الدكتور باتريس موتسيبي، وقد دفعهم ذلك إلى التحرك لغلق الطريق أمام المغرب وضرب مخططه الذي يرتكز في باطنه على استعمار إفريقيا كرويا واستغلالها سياسيا".



ويستضيف المغرب بطولة أمم إفريقيا الخامسة والثلاثين 2025، وستكون هذه هي المرة الثانية التي يستضيف فيها المغرب نهائيات كأس أمم إفريقيا بعد تنظيم الحدث للمرة الأولى عام 1988 والتي فازت بها الكاميرون.

وسبق للمغرب أن فاز بحق استضافة نسخة 2015 لكنه طلب تأجيلها بسبب تفشي وباء إيبولا، وهو ما دفع الاتحاد الإفريقي إلى سحبها منه.

يذكر أن الاتحاد الإفريقي لكرة القدم أو الكاف هو الجهاز المعني بتنظيم بطولات المنتخبات والأندية لكرة القدم في قارة إفريقيا، تأسس عام 1957، للإشراف وتنظيم أشهر بطولات كرة القدم في القارة، وهو يمثل معظم الجمعيات الوطنية لكرة القدم في إفريقيا، ويدير المسابقات الوطنية والمنتخبات والأندية في القارة، ويسيطر على جائزة المال واللوائح وحقوق وسائل الإعلام لتلك المسابقات.

وأُسِّس الاتحاد عام 1957 بدعوة أطلقها عبد الحليم محمد السوداني، وشارك في تأسيسه أربع دول هي (السودان، مصر، إثيوبيا، جنوب إفريقيا)، ويضم في عضويته 54 اتحاد كرة قدم للدول الإفريقية. وهو المنظمة المسؤولة عن تنظيم بطولة كأس الأمم الإفريقية وبطولات الأندية الإفريقية (دوري أبطال إفريقيا، كأس الكونفيدرالية الإفريقية، كأس السوبر الإفريقي، الدوري الإفريقي) وجميع بطولات كرة القدم للكبار والناشئين.

يرأس الكاف حاليا السيد باتريس موتسيبيه الذي تبوأ مقعد رئاسة الكاف في آذار/ مارس 2021، خلفاً لأحمد أحمد الذي كان رئيساً اعتباراً من آذار/ مارس عام 2017.