سياسة دولية

ما هي نقاط الاختلاف والاتفاق بين ترامب وهاريس؟

يتفق ترامب مع هاريس في بعض القضايا رغم اختلافهم الشديد في الكثير من القضايا - عربي21
تسعى نائبة الرئيس الأمريكي ومرشحة الحزب الديمقراطي كمالا هاريس إلى استكمال ما بدأه الرئيس بايدن في الفترة الانتخابية الأولى٬ مثل منع التلاعب في الأسعار من قبل منتجي المواد الغذائية ومحلات البقالة، ووضع خططًا لخفض الضرائب على الأسر، كما تسعى جاهدة لخفض أسعار شراء المنازل والإيجار.

بينما يسعى الرئيس الأمريكي السابق ومرشح الحزب الجمهوري دونالد ترامب إلى استكمال ما بدأه في فترته الانتخابية الأولى في تقييد الهجرة وخفض الضرائب على الأغنياء وتقليل النفوذ الخارجي.

الملفات الداخلية
الطاقة والمناخ
كانت هاريس خلال فترة عضويتها في مجلس الشيوخ عن ولاية كاليفورنيا، من أوائل المؤيدين للمقترحات التي تهدف إلى تحويل الولايات المتحدة سريعاً إلى الطاقة الخضراء بالكامل.

في حملتها الانتخابية لعام 2020، أعربت هاريس عن معارضتها للتنقيب البحري عن النفط والتكسير الهيدروليكي، لكنها تبنت مواقف أكثر اعتدالاً خلال فترة توليها منصب نائب الرئيس، مركزة على تنفيذ السياسات المناخية المنصوص عليها في قانون خفض التضخم الذي أقرته إدارة بايدن.

أما ترامب، الذي وصف تغير المناخ سابقًا بأنه "خدعة"، فهو يعبر عن احتقاره الخاص لطاقة الرياح، مؤكدًا هدفه في تحقيق أرخص مصادر الطاقة والكهرباء في العالم للولايات المتحدة.

وقد تعهد بزيادة عمليات التنقيب عن النفط، وتقديم إعفاءات ضريبية لمنتجي النفط والغاز والفحم، وتسريع الموافقات على خطوط أنابيب الغاز الطبيعي.

الإجهاض
دعت هاريس الكونغرس إلى إصدار تشريع يضمن حق الإجهاض في القانون الفيدرالي، وهو حق استمر لما يقرب من 50 عاما قبل أن تلغيه المحكمة العليا.

كما انتقدت هاريس الحظر المفروض على الإجهاض في الولايات التي يسيطر عليها الجمهوريون، وكانت من أبرز الديمقراطيين الداعمين لحقوق الإجهاض حتى عندما كان بايدن في السباق الرئاسي.

في المقابل، يتفاخر ترامب بتعيين قضاة المحكمة العليا الذين ألغوا الحق الدستوري في الإجهاض.

وعلى الرغم من تجنبه الإجابة المباشرة على الأسئلة حول الفترة المناسبة لتقييد الإجهاض، أعلن ترامب سابقا أن القرارات المتعلقة بالوصول إلى الإجهاض ووقف العلاج يجب أن تُترك للولايات، مؤكداً أنه لن يوقع على قانون حظر الإجهاض الوطني.

سيادة القانون
تنتقد هاريس ترامب بشدة في هذا الجانب٬ معتبرةً إياه تهديدًا للديمقراطية الأمريكية. وتركز بشكل خاص على خلفيتها كمدعية عامة، وتقارن ذلك مع التهم الجنائية الـ34 التي وُجهت إلى ترامب في قضية شراء الصمت وممارسات تجارية احتيالية.

كما تتناول هاريس بشكل أقل تكرارًا إنكار ترامب خسارته في الانتخابات الرئاسية لعام 2020 وتحفيزه لمناصريه لاقتحام مبنى الكابيتول في 6 يناير 2021.

من جانبه، لم يلتزم ترامب بقبول نتائج الانتخابات هذه المرة، وقد وعد مرارًا بالعفو عن المدانين في اقتحام الكابيتول. كما تعهد بإصلاح وزارة العدل ومكتب التحقيقات الفيدرالي "من الألف إلى الياء"، مشيرًا إلى تضرره من التهم الجنائية التي وجهتها الوزارة إليه.

وتعهد أيضًا بنشر الحرس الوطني في مدن مثل شيكاغو التي تعاني من الجرائم والعنف، وتعيين مدعٍ خاص لملاحقة بايدن.

الضرائب
وعدت هاريس بالعمل مع الجهات الحكومية لإلغاء ديون طبية بقيمة 7 مليارات دولار لما يصل إلى 3 ملايين أمريكي مؤهل. كما تخطط لدفع الكونغرس إلى تقديم ائتمان ضريبي دائم قدره 3600 دولار لكل طفل مؤهل حتى عام 2025.

وتسعى أيضًا لإدخال ائتمان ضريبي جديد بقيمة 6000 دولار للأهالي الجدد، وتعتزم توسيع الإعفاءات الضريبية لمشتري المنازل لأول مرة، مع خطة لبناء 3 ملايين وحدة سكنية جديدة خلال أربع سنوات، وإلغاء الضرائب على الإكراميات، وإقرار ضرائب أكثر تشددًا على الشركات.

في المقابل، يسعى ترامب إلى خفض معدل الضريبة على الشركات إلى 15 بالمئة وإلغاء أي زيادات ضريبية فرضت خلال إدارة بايدن. كما وعد بإلغاء الضرائب على الدخل المرتفع، على الرغم من أن هذا قد يتطلب موافقة الكونغرس.

الهجرة
تتحدث هاريس عن تجربتها كمدعية عامة في كاليفورنيا، حيث نجحت في محاكمة العصابات التي تهرّب المخدرات والأشخاص عبر الحدود، وهو ما يبرز كجزء من جهودها في معالجة قضايا الهجرة بعد أن كلفها بايدن بمتابعة هذا الملف.

في المقابل، يلوم ترامب وكبار الجمهوريين هاريس بشأن الوضع على الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك، معتبرين أن الوضع خرج عن السيطرة بسبب السياسات المتساهلة.

وردًا على ذلك، تقول هاريس إن تسوية مجلس الشيوخ من الحزبين، التي كانت ستشمل معايير أكثر صرامة للجوء وتوظيف المزيد من عملاء الحدود ومسؤولي اللجوء، كانت على وشك الإقرار قبل أن يعارض ترامب ذلك. كما تؤكد هاريس دعمها لإصلاح شامل للهجرة.

يعد ترامب بتنفيذ أكبر عملية ترحيل داخلي للمهاجرين في تاريخ الولايات المتحدة، ويعتزم إعادة السياسات التي طبقها خلال فترة ولايته الأولى، مثل البرامج التي تفرض قيودًا على المهاجرين لأسباب تتعلق بالصحة العامة.

وسيعمل أيضًا على إحياء وتوسيع حظر السفر الذي كان يستهدف مواطني سبع دول ذات أغلبية مسلمة.

وبعد الحرب الإسرائيلية على غزة في 7 تشرين الأول/أكتوبر الماضي، تعهد ترامب بإجراء "فحص أيديولوجي" جديد للمهاجرين لمنع دخول "الأفراد الخطيرين والمتطرفين". بحسب وصفه.

إضافة إلى ذلك، يسعى ترامب لإنهاء حق المواطنة بالولادة للأشخاص المولودين في الولايات المتحدة من آباء مقيمين بشكل غير قانوني.

الملفات الخارجية
الحرب على غزة
تؤكد هاريس على حق الاحتلال الإسرائيلي في الدفاع عن نفسه، وتصف حركة المقاومة الإسلامية حماس بأنها "منظمة إرهابية"، لكنها تشدد على ضرورة حماية المدنيين خلال الصراع في غزة.

كما تدعم وقف إطلاق النار الذي يهدف إلى إعادة الأسرى والقتلى الإسرائيليين، وتؤيد حل الدولتين الذي يهدف إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة بجانب الاحتلال الإسرائيلي.

في المقابل، يدعم ترامب ما يقوم به الاحتلال الإسرائيلي من تدمير في قطاع غزة، لكنه ينتقد بعض التكتيكات الإسرائيلية، مطالبًا بإنهاء العملية بسرعة والعودة إلى السلام.

 كما دعا ترامب إلى التعامل بصرامة مع الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين في الجامعات، وأشاد بجهود الشرطة لإخلاء المخيمات، واقترح إلغاء تأشيرات الطلاب الذين يتبنون آراء معادية للسامية أو معادية لأمريكا. بحسب وصفه.

الناتو وأوكرانيا
لم توضح هاريس كيف تختلف مواقفها عن مواقف بايدن بشأن حرب روسيا وأوكرانيا، حيث تعهد بايدن بدعم مستمر لأوكرانيا ضد الغزو الروسي. وأرسلت إدارة بايدن عشرات المليارات من الدولارات كمساعدات عسكرية وإنسانية إلى أوكرانيا، بما في ذلك شريحة تبلغ 61 مليار دولار في شكل أسلحة وذخائر، ومن المتوقع أن يستمر الدعم حتى نهاية العام.

 أكدت الإدارة أن هذه المساعدة ضرورية لأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد لا يتوقف عند أوكرانيا، وأشارت هاريس إلى أن المخاطرة بتحالفات الولايات المتحدة ستكون حماقة، وانتقدت "وحشية" بوتين.

من جانبه، اعترض ترامب على المساعدات الأمريكية لأوكرانيا بشكل متكرر، مشيرًا إلى أنه سيعيد تقييم مهمة حلف الناتو وأهدافه إذا عاد إلى منصبه. وادعى أنه يمكنه إنهاء الحرب قبل توليه المنصب من خلال جلب الجانبين إلى طاولة المفاوضات، ويفترض أن هذا يتضمن تخلي أوكرانيا عن بعض الأراضي التي تحتلها روسيا مقابل وقف إطلاق النار.

وفيما يتعلق بالناتو، هاجم ترامب الدول الأعضاء لفشلها في الالتزام بالإنفاق العسكري المتفق عليه، وقال إنه سيشجع روسيا ضد الحلف.

التجارة الخارجية
رغم أن هاريس انتقدت سابقا اتفاقيات التجارة الحرة قبل أن تصبح نائبة للرئيس، لكنها لم تظهر مؤخراً أي دلائل على أنها ستعارض سياسات بايدن في هذا المجال.

 مما يعني أنها ستستمر في بعض السياسات التي تشابه ممارسات ترامب. على سبيل المثال، أيد بايدن زيادة الرسوم الجمركية على الصلب الصيني ثلاث مرات، وهو إجراء يهدف إلى حماية المنتجين الأمريكيين من الواردات الأرخص.

 وفي آيار/مايو الماضي، أعلنت إدارة بايدن عن رفع معدل التعريفة الجمركية على الصلب والألمنيوم إلى 25% بعد أن كان 7.5%.

من جهة أخرى، يعتزم ترامب توسيع التعريفات الجمركية بشكل كبير على معظم السلع الأجنبية، معلنًا: "سنفرض تعريفات تتراوح بين 10٪ إلى 20٪ على الدول التي استغلتنا لسنوات". كما سيشجع أيضًا الكونغرس على تمرير تشريع يمنح الرئيس صلاحية فرض تعريفة متبادلة على أي دولة تفرض تعريفة على الولايات المتحدة.

ركز ترامب بشكل كبير على الصين في خططه التجارية، واقترح تقليص واردات السلع الأساسية منها، مثل الإلكترونيات والصلب والأدوية، بالإضافة إلى منع الشركات الصينية من امتلاك البنية التحتية الأمريكية في قطاعات مثل الطاقة والتكنولوجيا والأراضي الزراعية.

سواءً كانت التعريفات الجمركية المرتفعة من إدارة بايدن أو إدارة ترامب، فمن المحتمل أن تؤدي إلى زيادة الأسعار بالنسبة للمستهلكين الذين يعانون بالفعل من تكاليف أعلى بسبب التضخم.