مدونات

حماس بعد إسماعيل هنية: تحول القيادة وصعود يحيى السنوار

"تولى السنوار قيادة حماس في وقت حساس"- إكس
منذ تأسيسها في عام 1987، لعبت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) دورا رئيسيا في المشهد السياسي الفلسطيني. في السنوات الأخيرة، شهدت الحركة تغييرات قيادية مهمة كان لها تأثير كبير على استراتيجياتها وسياساتها. أحد هذه التغييرات البارزة هو انتقال القيادة من إسماعيل هنية إلى يحيى السنوار، مما أثار تساؤلات حول مسار الحركة المستقبلي.

فترة إسماعيل هنية

تولى إسماعيل هنية قيادة حماس في غزة بعد اغتيال الشيخ أحمد ياسين وعبد العزيز الرنتيسي في 2004. تميزت فترة هنية بمحاولات الحركة للموازنة بين المقاومة المسلحة والعمل السياسي. قاد هنية حماس خلال الحصار الذي فرض على غزة منذ عام 2007 بعد أن سيطرت الحركة على القطاع. تحت قيادته، واجهت حماس ثلاث حروب مع إسرائيل، لكنها أيضا سعت إلى تقوية علاقاتها الإقليمية والدولية، خاصة مع محور المقاومه.

صعود يحيى السنوار

في عام 2017، انتخب يحيى السنوار قائدا جديدا لحماس في قطاع غزة، مما شكل نقطة تحول في تاريخ الحركة. السنوار، الذي قضى سنوات طويلة في السجون الإسرائيلية قبل إطلاق سراحه في صفقة تبادل الأسرى عام 2011، يتمتع بسمعة قوية كمقاتل شرس وقائد ميداني.

اختلافات القيادة بين هنية والسنوار

تحت قيادة السنوار، أظهرت حماس استعدادا أكبر للتفاوض والتوصل إلى تهدئة مع إسرائيل، مع التركيز على تحسين الظروف المعيشية في غزة. كما سعى السنوار إلى تقوية العلاقات مع مصر، باعتبارها وسيطا رئيسيا في التوصل إلى تفاهمات لوقف إطلاق النار وفتح المعابر. هذه الخطوات تشير إلى تحول استراتيجي من التركيز الحصري على المقاومة المسلحة إلى تبني نهج أكثر براغماتية.

تشكل فترة ما بعد إسماعيل هنية وقيادة يحيى السنوار مرحلة جديدة في تاريخ حماس، حيث تسعى الحركة للتكيف مع التحديات المعاصرة، بينما تبقى الأهداف الأساسية للحركة ثابتة، فإن أساليبها وتكتيكاتها قد تتغير لتعكس القيادة الجديدة والتغيرات في البيئة السياسية الإقليمية والدولية

تأثير السنوار على حماس

تولى السنوار قيادة حماس في وقت حساس، حيث كانت الحركة تواجه تحديات داخلية وخارجية كبيرة. على الصعيد الداخلي، كان عليه التعامل مع أزمة اقتصادية خانقة وانقسامات داخلية في الصف الفلسطيني. أما على الصعيد الخارجي، فكان عليه التكيف مع التغيرات الإقليمية والدولية.

تحت قيادة السنوار، عملت حماس على تعزيز جناحها العسكري، كتائب القسام، مع المحافظة على روابطها السياسية. كما شهدت الفترة الأولى من قيادته تحسنا ملحوظا في القدرة العسكرية للحركة، بما في ذلك تطوير الصواريخ والطائرات المسيرة.

المستقبل مع السنوار

تُظهر قيادة السنوار ميلا نحو المرونة والتكيف مع الظروف المتغيرة، دون التخلي عن مبادئ الحركة الأساسية. يبدو أن الاستراتيجية المستقبلية لحماس ستركز على محاولة تحقيق توازن بين العمل العسكري والسياسي، مع السعي لتحسين الأوضاع الإنسانية في غزة.

تشكل فترة ما بعد إسماعيل هنية وقيادة يحيى السنوار مرحلة جديدة في تاريخ حماس، حيث تسعى الحركة للتكيف مع التحديات المعاصرة، بينما تبقى الأهداف الأساسية للحركة ثابتة، فإن أساليبها وتكتيكاتها قد تتغير لتعكس القيادة الجديدة والتغيرات في البيئة السياسية الإقليمية والدولية. الوقت وحده سيكشف كيف ستتطور حماس تحت قيادة السنوار وما إذا كانت هذه الاستراتيجية الجديدة ستنجح في تحقيق أهدافها.