سياسة دولية

هل يصبح الرد الإيراني المنتظر جزءا من مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة؟

عودة الحديث عن وقف إطلاق النار يفتح المجال ليكون رد إيران جزءا من المفاوضات- الأناضول
تترقب دول العالم منذ الـ31 من تموز/ يوليو رد إيران على اغتيال رئيس الوزراء الفلسطيني المنتخب ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية والقيادي في حزب الله فؤاد شكر.

ووسط جهود دبلوماسية وضغوط على طهران لعدم الرد أو لتقييد ردها خرج بيان مصري قطري أمريكي يشير إلى فتح الأبواب لمفاوضات وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى من جديد بين الاحتلال الإسرائيلي وحركة حماس.

عودة الحديث عن مفاوضات وقف إطلاق النار من جديد، فتح المجال ليكون رد إيران جزءا من المفاوضات، في الوقت الذي أكدت فيه ممثلية إيران في الأمم المتحدة أن لطهران الحق في الدفاع المشروع، بعد انتهاك أمنها وسيادتها.

وأوضحت الممثلية، بشأن ما يثار عن احتمال تأخير الرد حتى جولة المفاوضات الأسبوع الجاري، أن الرد سيتم بطريقة لا تضر بوقف إطلاق النار المحتمل في قطاع غزة، بحسب وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية (إرنا).


وأضافت أن “التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة هو أولويتنا، وأي اتفاق تقبله حركة حماس سيكون مقبولا لدينا”.


وأشارت ممثلية إيران في الأمم المتحدة إلى وجود دائم لقنوات رسمية وسيطة لنقل الرسائل بين طهران وواشنطن، و”يفضل الطرفان الحفاظ على سرية التفاصيل”.

تأخير الرد 

ومن جانبها قالت شبكة "سكاي نيوز" البريطانية إن طهران تلمح إلى أنها قد تؤخر ردها على الاحتلال الإسرائيلي، وربطت بين بيان البعثة الإيرانية لدى الأمم المتحدة، الذي ربط بين ردها وبين مفاوضات وقف إطلاق النار في قطاع غزة، التي من المتوقع أن تستأنف قريبا.

وفي سياق متصل، ذكرت صحيفة "تليغراف" البريطانية نقلا عن مصادر وصفتها بالمطلعة أن الرئيس الإيراني الجديد بزشكيان، يخوض معركة ضد الحرس الثوري في محاولة لمنع حدوث حرب مع الاحتلال الإسرائيلي.

ووفقا للصحيفة، فإن كبار جنرالات الحرس الثوري يصرون على توجيه ضربة مباشرة إلى "تل أبيب" وغيرها من المدن الإسرائيلية، مع التركيز على القواعد العسكرية لتجنب وقوع إصابات بين المدنيين.

لكن بزشكيان، اقترح استهداف "قواعد إسرائيلية سرية" في الدول المجاورة لإيران.

وكانت إيران قالت في كانون الثاني/ يناير الماضي أنها استهدفت داخل كردستان العراق ما أشارت إليه بـ "قواعد تجسس" تابعة لوكالة الاستخبارات الإسرائيلية (الموساد).

وقال مساعدون مقربون من الرئيس الإيراني للصحيفة اللندنية: "يخشى بزشكيان أن يكون لأي هجوم مباشر على الاحتلال الإسرائيلي عواقب وخيمة".


وأضافوا: "لقد ذكر أننا كنا محظوظين؛ لأن إيران لم تخض حربا شاملة مع الاحتلال الإسرائيلي في المرة الأخيرة"، وذلك في إشارة إلى هجوم شنته طهران في 13 نسيان/ أبريل الماضي عندما أطلقت أكثر من 300 صاروخ وطائرة بدون طيار على الأراضي المحتلة، "ردا" على مقتل سبعة من كبار قادة الحرس الثوري بعد استهداف القنصلية الإيرانية في دمشق خلال الأول من أبريل المنصرم.

تستعد دولة الاحتلال الإسرائيلي والولايات المتحدة لـ"ضربة انتقامية" إيرانية غير متوقعة على الكيان الإسرائيلي في أقرب وقت ممكن هذا الأسبوع، كما قالت طهران وحلفاؤها للدبلوماسيين.

ترقب وزعر داخل الاحتلال
في السياق ذاته ذكرت صحيفة "هآرتس" أن المستوطنين يأخذون على محمل الجد تهديدات إيران وحزب الله بإطلاق هجوم بالصواريخ والطائرات بدون طيار على الاحتلال الإسرائيلي، ردا على الاغتيالين الأخيرين في بيروت وطهران.

ودللت الصحيفة على ذلك بأن الطرق المؤدية إلى "تل أبيب" كانت خاوية على نحو متزايد خلال الأسبوع الجاري، مشيرة إلى أن عدد الإسرائيليين الذين يسافرون إلى الخارج في أغسطس هذا العام أصبح أقل في ظل الحرب.

وأوضحت الصحيفة أن المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، وحتى الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، أطلقا تهديدات مفصلة للغاية. ومن المتوقع أن يرد المحور الإيراني على مقتل فؤاد شكر من حزب الله في بيروت وإسماعيل هنية رئيس حركة حماس في طهران.


ووفقا للصحيفة، فإن الرد سوف يستهدف أيضا أهدافا عميقة داخل الأراضي المحتلة، ومن الممكن أن تؤدي التحذيرات المضادة الإسرائيلية، إلى جانب الجهود التي تبذلها الولايات المتحدة لتهدئة الوضع، إلى دفع إيران وحزب الله والحوثيين في اليمن والمليشيات الشيعية في العراق إلى محاولة تخفيف الضربة إلى حد ما على الأهداف المدنية.

ومن المرجح، بحسب الصحيفة، أن يستهدف الجزء الأكبر من الهجوم أهدافا عسكرية وأمنية، لكن تلك التي تقع بالقرب من المراكز السكانية، بطريقة ترسل في الوقت نفسه رسالة تهديد وتزيد من خطر تعرض المدنيين للأذى.