ملفات وتقارير

مصر تذيلت الترتيب.. هل يؤكد إخفاق البعثة الأولمبية فشل منظومة السيسي؟

تقبع مصر في المرتبة الأخيرة مسجلة رقم 80 من 80 دولة مشاركة- الأناضول
بعد فشل بعثة مصر المشاركة في "أولمبياد باريس 2024" وتذيلها ترتيب الدول، على عددها الذي بلغ "162 لاعبا" يشاركون في 22 لعبة وحجم تمويلها التاريخي بـ1.25 مليار جنيه مصري، في تحقيق أية نجاحات والخروج من معظم المنافسات، أكد مراقبون أن ذلك الفشل الفاضح يؤكد فشل منظومة حكم رئيس النظام عبدالفتاح السيسي، في كافة المجالات.

وانطلقت منافسات "أولمبياد باريس 2024"، في 26 تموز/ يوليو الماضي، وتستمر حتى 11 آب/ أغسطس الجاري، وفي حين حققت بعثة القاهرة ميدالية برونزية وحيدة لبطل منتخب السلاح محمد السيد، فإن مصر تقبع في المرتبة الأخيرة مسجلة رقم 80 من 80 دولة مشاركة.

وتوالت النتائج السلبية للبعثة المصرية -الأكبر عربيا- والمخيبة للآمال، والمخالفة لتصريحات المسؤولين المصريين الذي وعدوا بتقديم من 7 إلى 10 ميداليات، حيث تتابع خروج ممثلي مصر مع تحقيق نتائج تتذيل ترتيب أغلب اللعبات المشارك بها أبطال أولمبيون مصريون.

وعلى مستوى اللعبات الجماعية فقد خرج منتخب "كرة اليد" من الدور ربع النهائي بعد هزيمة أمام إسبانيا بفارق هدف واحد، رغم تقدم مصر بـ7 أهداف قبل نهاية المباراة بدقائق، ليخسر فرصة الحصول على ميدالية أولمبية.


شمل إخفاقات البعثة المصرية على مستوى الألعاب الجماعية خسارة الميدالية البرونزية بمسابقة "كرة القدم" بعد هزيمة مذلة الخميس، من منتخب المغرب 6 مقابل صفر، وذلك بعد أن خسر فرصة ذهبية للوصول للمباراة النهائية إثر هزيمة من فرنسا 3/1 في الشوطين الإضافيين رغم تقدم مصر أغلب المباراة الأصلية.

وإلى جانب الفشل والإخفاقات والسقوط المتتالي لأبطال مصر الأولمبيين، تفجرت العديد من الأزمات المخجلة والتي وصفها البعض بـ"فضائح بعثة مصر"، والتي كان من بينها القبض على لاعب مصري الجمعة، بتهمة الاعتداء الجنسي على سيدة باريسية.


وبحسب صحيفة "لو باريزيان"، الفرنسية، فإن المصارع المصري محمد إبراهيم السيد "كيشو" (26 عاما)، والذي خرج من دور الـ16 لألعاب باريس الأربعاء الماضي أمام مصارع أذربيجاني، جرى القبض عليه فجر الجمعة، وهو في حالة سكر تام، بتهمة الاعتداء الجنسي على سيدة في أحد مقاهي باريس.



المثير أن الرد الرسمي على ذلك الإخفاق والاكتفاء بميدالية وحيدة، جاء باهتا على لسان وزير الرياضة أشرف صبحي، والذي قال لموقع "القاهرة 24": "كل الاتحادات ستحاسب، على كل النتائج"، مضيفا أنه "سيتم مراجعة أوجه صرف المبالغ المالية"، مؤكدا أن "الدولة وفرت للاتحادات كل الدعم المالي والفني مدة ثلاث سنوات".

"لا تُخطئوا التشخيص"
لكن وفي المقابل، حمَّل البعض ذلك الفشل للنظام المصري الحاكم للبلاد منذ العام 2013، مؤكدين أن الفشل الرياضي في أولمبياد باريس هو ضمن سلسلة الفشل التي ضربت البلاد منذ ذلك التاريخ في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية وملفات الصناعة والزراعة والتعليم والصحة، حتى التفريط في أصول وممتلكات وأراضي الوطن، وغيرها.

وقال الكاتب الصحفي أحمد النقر: "لا تُخطئوا التشخيص، الفشل الذريع في الرياضة سبقه فشل أعظم خطرا، في السياسة، والاقتصاد، والثقافة، والفن، وفي صون وحدة الوطن وسلامة أراضيه".

وقال الناشط السياسي تامر شرين شوقي، عبر صفحته بـ"فيسبوك": "وكأن المنظومة الرياضية ليست جزءا من كل المنظومة الخائنة بامتياز"، وأشار إلى أن هذا أسلوب الحكم الحالي طوال 11 عاما مضت، "لقطات فارغة وانجازات وهمية"، ملمحا إلى ما أطلق عليه "مستنقع الفساد والسمسرة والمجاملات والفشل".

وأشار الكاتب الصحفي جمال سلطان، إلى حالة الفساد المستشري مع سيطرة النظام الحاكم، قائلا عبر موقع "إكس": "حتى الرياضة أصبحت ضحية لفساد ومجاملات العسكر".

"إفشال متعمد وتخريب مقصود"
وفي رؤيته، قال الكاتب والباحث المصري خالد الأصور، لـ"عربي21"، إن "هذا الفشل الذي يغطي كافة المجالات في مصر، كثيرا ما يراودني إحساس هو أقرب إلى اليقين إلى أنه ليس فشلا بل إفشال متعمد مع سبق الإصرار والتربص".

وأوضح رؤيته، مؤكدا أنه "حين يكون للنجاح أسبابه، وأنت تسير بأستيكة لتمسح كل هذه الأسباب فهذا ليس فشلا بل إفشال وتخريب مقصود، وذلك حين تكون أكبر بعثة مشاركة في الأوليمبياد في أغلب الألعاب الفردية والجماعية، ولا تعود سوى بميدالية برونزية يتيمة واحدة".


وواصل: "وحين تتحكم الكوسة (الواسطة) فيمن يمثل مصر، كهذه اللاعبة (الفلتة) أميرة أبوشقة، التي تشغل عضوية مجلس النواب، وقبل أن نسأل عن فضيحتها الأوليمبية، نسأل عن مؤهلاتها وخبراتها السياسية لتكون نائبة بالبرلمان، فقط لأنها تنتمي لعائلة نافذة، أحد وجوهها يرأس أكبر حزب ديكوري معارض، وابنه كان في نفس الوقت مسؤول الحملة الرئاسية للسيسي".

وتابع: "والسؤال الثاني: هل يُعقل في لعبة كالرماية لا توجد لاعبة أفضل ممن تنتمي لعائلة أبوشقة في بر مصر"، مضيفا أنه "يقينا هي الكوسة التي رشحتها لتسافر للأولمبياد، لترجع سيادة النائبة اللاعبة بفضيحة كبيرة لمصر والمصريين بالمركز الأخير".

الأصور، استكمل تساؤلاته عن "المبالغ الطائلة التي أُنفقت على اللاعبة الفلتة والطاقم الذي سافر معها؟، ومن سيحاسب عليها؟"، مؤكدا أنه "طبعا من دم الشعب الفقير أوي أوي، الذي لا يلاحق على ارتفاع الأسعار في كل شيء، فضلا عن غلاء فواتير الكهرباء والمياه والبنزين التي تتضاعف في أوقات قريبة كل عدة أشهر".

وخلص للقول إن "ما يحدث في الرياضة، والأهم في غيرها من المجالات لا سيما مجال التعليم والبحث العلمي هو إفشال وإفشال وتخريب متعمد مع سبق الإصرار والترصد".

"منظومة فساد كاملة"
من جانبه، قال الكاتب الصحفي والباحث المصري محمد فخري: "لا شك أن فشل بعثة مصر الأوليمبية جزء من كل، فالبعثة التي أنفقت ما يفوق على مليار وربع المليار جنيه مصري، عادت ببرونزية واحدة، وهزائم مذلة متعددة، حتى لقد ارتبط اسم المشارك المصري في الكثير من المشاركات بالمركز الأخير".

فخري، وفي حديثه لـ"عربي21"، يعتقد أن "الأمر يعود في مجمله إلى منظومة فساد كاملة متكاملة بداية من النوادي التي يسيطر عليها الطغمة الحاكمة بواسطة لواءات الجيش، ونهاية بالاتحادات التي يسيطر عليها أيضا لواءات الجيش".

وأشار إلى أن "المحسوبية واختيار من لا يصلح في فئة القيادات العليا، أدت إلى تفشي الواسطة والمحسوبية في اختيار اللاعبين، وهو ما أدى إلى استبعاد الكفاءات واجتذاب أصحاب الحظوة والمدعومين".

وأوضح أنه "لضرب مثال على ذلك؛ يكفي أن نعرف أن ممثلة مصر في الرماية وهي اللاعبة أميرة أبوشقة قد حصلت على المركز الأخير في مسابقات الأوليمبياد، وهي في الأساس عضوة في البرلمان، ووالدها وكيل مجلس الشيوخ، وأخوها هو الممثل القانوني لحملة انتخاب السيسي سابقا".

"المأساة الكبرى"
ويرى فخري، أن "المأساة الكبرى هي أن إهدار المال العام وتفشي المحسوبية والتراخي والتهاون قد أدى إلى إنهيار المنظومة القيمية بين اللاعبين ومدربيهم والاتحادات المشرفة عليهم".

وأضاف: "فما إن هلت روائح الأوليمبياد حتى فوجئنا بلاعبة (شهد سعيد) تقرر سفرها بعد أن أطاحت متعمدة بزميلتها (جنة عليوة) وأصابتها حتى تحصل على فرصة السفر، والأنكى أنها لم تعتذر وأن من دافع عنها هو مدربها ورئيس اتحادها (الدراجات) وزميلها، وكأننا نرعى الذئاب".

ولفت إلى أنه "مع الضغط الشعبي، اضطرت وزارة الرياضة إلى منعها من المشاركة، أما المدهش فهو أن الوزير، (أشرف صبحي) وفي تصرف أرعن وغير تربوي، أرسل إليها ليصالحها أمام عدسات الكاميرات على زميلتها وكأن شيئا لم يكن، دون أن يضرب مثال على إعلاء القيم على المنافسة".

وفي نهاية حديثه أشار إلى "استمرار المهازل واحدة تلو الأخرى، ومنها مثلا لاعبة شيش افتخرت بعد هزيمتها أنها كانت حامل في الشهر السابع".

"عنوان الفشل وعنوان المرحلة"
وفي تقديره، قال الناشط والسياسي المعارض سيد صابر، في حديثه لـ"عربي21"، إن "فشل بعثة مصر في أوليمبياد باريس، هو عنوان الفشل في كل المجالات".

وأضاف: "المهم اللقطة، فنحن أسري فكرة اللقطة، فكرة مشاريع بدون دراسة جدوي، فكرة حفر قناة سويس من أجل رفع الروح المعنوية للشعب، فكرة لاعبة حامل وفريق كرة فاشل".

ويعتقد أن "القضية الأخطر أننا نعيش سلسلة لا تنتهي من الفشل؛ كان يمكن تجنبها ببعض التحلي بالروح المصرية الحقيقية بدون تجويد وأونطة (خداع)"، موضحا أن "هذا البلد وضعت فيه ودخلت له مليارات الدولارات بين منح وقروض وهبات وكلها رميت في الأرض وأكشاك جمع الكارتة".


صابر، تساءل: "ماذا لو وضعنا المليار وربع جنيه الذي صُرف على الأولمبياد في التعليم والصحة والصناعة؟، ماذا لو جرى دفعه للأسر الأشد فقرا مثل (تكافل وكرامة)؟، ماذا لو تم وضعهم في المشاريع متناهية الصغر؟".

وختم بالقول: "مئات الثغرات التي كانت من الممكن أن يجري سدها، بدلا من رمي أموالنا في بطولات وهمية، ورياضات لا تحصد سوى الفضائح، والنتيجة (6- صفر) في مباراة الكرة مع المغرب عنوان المرحلة".

"خروج مهين ونتائج مذلة"

27 تموز/ يوليو الماضي:
في اليوم الثاني من البطولة، ودعت لاعبة مصر للرماية هالة الجوهري، الأولمبياد، بعدما احتلت المركز 12 بمنافسات مسدس الهواء، فيما انسحبت اللاعبة نور عباس من ذات المنافسات.

وخسر لاعب منتخب مصر للسلاح زياد السيسي، مباراة الدور نصف النهائي لمنافسات سلاح السيف أمام نظيره التونسي فارس الفرجاني.

وودع الثنائي محمد حمدي، ومي مجدي، منافسات الرماية الزوجي مختلط باحتلالهما المركز الـ11، إلى جانب الثنائي إبراهيم أحمد، وريماس خليل، لاحتلالهم المركز الـ28 والأخير.

وغادر منافسات الجودو المصري يسري سامي من دور الـ32 وزن 60 كجم، كما غادر منافسات تمهيدي فردي الجمباز الفني عمر العربي، بحصوله على المركز الـ27 من أصل 28 لاعبا.

وفي السلاح، غارت بطولة فردي سيف المبارزة سيدات ناردين إيهاب، وأية حسين، كما ودع محمد عامر من دور ربع النهائي.

28 تموز/ يوليو الماضي:
جرى استبعاد لاعبة الملاكمة المصرية، يمنى عياد، (19 عاما) من أوليمبياد باريس بسبب زيادة وزنها 700 غرام عن وزنها الرسمي 54 كيلوغراما.

29 تموز/ يوليو الماضي:
شهدت مسابقات السلاح خروج محمود محسن، من دور الـ64، ومحمد ياسين من دور الـ 32 فردي رجال لسلاح المبارزة، ويارا الشرقاوي، وملك ماهر حمزة، وسارة عمرون من دور الـ32 لسلاح الشيش فردي سيدات.

وودعت ميار شريف بطولة فردي السيدات في التنس، كما خرج محمد البيلي من منافسات تنس الطاولة، وفي الجمباز الفني ودعت جنى محمود التصفيات التأهيلية واحتلت المركز قبل الأخير.

وفي منافسات بندقية هوائية 10 متر ودع الثنائي محمد حمدي وإبراهيم أحمد، المنافسة، بعد احتلالهما المركزين 24 و39 على التوالي.

وخرجت لجين عبد الله من سباق 200 متر حرة، بعد احتلالها المركز الـ 24 من أصل 30 سباحة.

30 تموز/ يوليو الماضي:
خرجت لاعبة المبارزة بالسيف المصرية ندى حافظ، (26 عاما) من منافسات دور الـ16، لكن كان المثير هو إعلانها المشاركة بالأولمبياد وهي حامل بالشهر السابع.

3 آب/ أغسطس الجاري:
انسحب لاعب منتخب مصر للسباحة مروان القماش في اللحظات الأخيرة من منافسات 1500 متر حرة، للإصابة في الكتف.

وانسحب ممثل مصر الوحيد في منافسات الفروسية نائل نصار، عقب ما أثير عن إصابة فرسه، كورونادو.

4 آب/ أغسطس الجاري:
خرجت ممثلة مصر في لعبة الرماية والنائبة البرلمانية أميرة أبوشقة من المنافسات مسجلة المركز الـ29 والأخير في منافسات الإسكيت "الحفرة"، وسط انتقادات واسعة.

6 آب/ أغسطس الجاري:
أحرزت اللاعبة إسراء عويس المركز الـ 29 من أصل 31 مشاركة في تصفيات الوثب الطويل
وحصد اللاعب المصري مصطفى عبدالخالق، المركز الـ29 من أصل 32، بمنافسات رمي الرمح.

7 آب/ أغسطس الجاري:
خسر لاعب المنتخب المصري للمصارعة محمد مصطفى متولي أمام الكازاخستاني نورسلطان تورسنيوف بنتيجة 10-1 لعدم تكافؤ في منافسات وزن 87 كجم مصارعة رومانية.

9 آب/ أغسطس
ودع الثنائي سيف عيسى وآيه شحاتة رسميا أوليمبياد، بعد خسارة فرصة الترضية في منافسات التايكوندو.