سياسة دولية

معارك لليوم الخامس في كورسك الروسية بعد توغل قوات أوكرانية

قال الجيش الروسي إنه استخدم الطيران والمدفعية لضرب القوات الأوكرانية داخل الأراضي الروسية- نوفستي
أعلن الجيش الروسي، السبت، أنه ما زال يقاتل القوات الأوكرانية في منطقة كورسك الغربية، بعد خمسة أيام من توغلها المفاجئ.

وقالت وزارة الدفاع الروسية: "تواصل القوات المسلحة صد محاولة القوات المسلحة الأوكرانية التوغل عبر الحدود"، مشيرة إلى أنها استخدمت نيران الطيران والمدفعية لضرب القوات الأوكرانية والمعدات العسكرية داخل الأراضي الروسية.

وأكدت وزارة الدفاع الروسية في بيان أنها "أفشلت" جميع تلك المحاولات للتقدم، وأنها استهدفت تجمعا للقوات الأوكرانية وعتادا لتلك القوات في مقاطعة سومي الحدودية مع مقاطعة كورسك الروسية، وفق البيان.

وأوضحت الوزارة أن مقاتلة روسية من طراز "سوخوي-34" استخدمت قنبلة تزن 3 أطنان من "طراز فاب-3 آلاف" الجوية في استهداف تجمع القوات الأوكرانية.

"طوارئ فدرالية"
وبالتزامن مع المواجهات في مقاطعة كورسك، صنفت وزارة الطوارئ الروسية إعلانها الطوارئ في المقاطعة تلك قبل يومين حالة طوارئ فدرالية، في ظل المعارك المستمرة هناك بعد اختراق القوات الأوكرانية الحدود، في أحد أكبر التوغلات منذ بدء الحرب في شباط/ فبراير  2022.

ونقلت وكالات أنباء روسية عن مسؤولين قولهم إن روسيا فرضت ما سمتها "إجراءات لمكافحة الإرهاب" في وقت مبكر اليوم السبت في ثلاث مناطق حدودية مع أوكرانيا.

ونسبت الوكالات إلى حكام المناطق أو "اللجنة الوطنية لمكافحة الإرهاب" القول إن هذه الإجراءات ستطبق على منطقة كورسك -إذ تقول موسكو إن قواتها تتصدى لتوغل أوكراني- ومنطقتي بيلغورود وبريانسك.

وذكرت وكالة الإعلام الروسية أن الإجراءات تشمل احتمال القيام بعمليات نزوح للسكان وفرض قيود على التنقل في مناطق محددة وتعزيز الأمن حول المواقع الحساسة والتنصت على المكالمات الهاتفية وغيرها من الاتصالات.

وسارعت روسيا إلى نشر قوات ومعدّات إضافية، بما في ذلك دبابات وقاذفات صواريخ ووحدات طيران لمحاولة وقف الهجوم الأوكراني.

وقالت لجنة مكافحة الإرهاب إنّ كييف قامت "بمحاولة غير مسبوقة لزعزعة الاستقرار في عدد من المناطق الروسية"، ووصفت التوغّل بأنّه "هجوم إرهابي"، مؤكدة أنّ القوات الأوكرانية أصابت مدنيين ودمّرت مباني سكنية.

من جهتهم، بقي المسؤولون الأوكرانيون ملتزمين الصمت بشأن العملية، فيما أكّدت الولايات المتحدة، الحليف الأقرب لكييف، أنّها لم تبلغ بالخطة في وقت مبكر.

ومع ذلك، فقد أبدى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي سروره بالنجاحات الأولية التي حقّقتها قواته، معلناً في بداية الأسبوع أنّ روسيا يجب أن "تشعر" بعواقب الهجوم واسع النطاق الذي تشنّه ضدّ أوكرانيا منذ شباط/ فبراير 2022.

ونشرت وزارة الدفاع الروسية، السبت، لقطات تظهر دبابات وهي تطلق النار على مواقع أوكرانية في منطقة كورسك، بالإضافة إلى غارة جوية. وأكّدت الجمعة نشر وحدات إضافية في المنطقة الحدودية.كذلك، أفادت الوزارة بأنّها أسقطت 26 مسيّرة أوكرانية حاولت مهاجمة المنطقة خلال الليل.

"التحدي الأكبر"
اعتبرت صحيفة "واشنطن بوست"، الجمعة، أن التوغل الأوكراني في الأراضي الروسية يعتبر بمثابة "التحدي الأكبر" أمام بوتين منذ تمرد قوات "فاغنر" عام 2023.

ونقلت عن أحد رجال الأعمال الروس الذي رفض الكشف عن هويته: "هذه ضربة قوية لسمعة السلطات الروسية والجيش وبوتين؛ لأنه على مدار عامين ونصف العام، كان هناك قليل من الضرر يصل الأراضي الروسية... باستخدام المسيّرات".

وأضاف: "لا يوجد عدد ضحايا واضح حاليا وهناك بعض الدمار، ومن الواضح أنهم غير قادرين على إيقاف ما يحدث بسرعة".

من جهتهم قال مدونون عسكريون روس إن الوضع استقر بعد أن أرسلت موسكو قوات لوقف التوغل الأوكراني المباغت، لكنهم ذكروا أن كييف تحشد قواتها بسرعة وأن هناك معارك ضارية جارية حتى الآن.