صحافة دولية

بوليتيكو: هاريس تواجه معضلة غير الملتزمين وإرضاء داعمي فلسطين

هاريس وعدت جماعات مؤيدة لفلسطين بالحوار ثم تجاهلت الأمر- الأناضول
قالت مجلة "بوليتيكو" إن كامالا هاريس، نائبة الرئيس الأمريكي والمرشحة عن الحزب الديمقراطي لانتخابات الرئاسة في تشرين الثاني/ نوفمبر، تواجه معضلة غير الملتزمين، ولن تستطيع الهروب من المتظاهرين المطالبين بوقف إطلاق النار في غزة، وهي التي لاحقتها وبايدن لأشهر.

وأوضحت المجلة في التقرير الذي ترجمته "عربي21" التظاهرة الصغيرة التي واجهت هاريس بديربورن في ميتشغان يوم الخميس، تكشف أن نقاد السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط لم  يقتنعوا إلا جزئيا بتغير البطاقة الديمقراطية للرئاسة.

ونقلت المجلة عن وائل الزيات مدير منظمة المناصرة الإسلامية "إيمغيج"، قوله إنه "من الواضح لنا، ومن خلال تصريحاتها وما تسرب من حوارات مع الناس خلف الأضواء، أنها تشعر بطريقة مختلفة"، و"لكن هذه مشاعر، وما يحتاج إليه هو توضيح رؤية للسياسة التي تختلف عن تلك التي رأيناها حتى الآن".


ورأت المجلة أن استمرار الحركة المؤيدة لفلسطين تعني أن لديها القدرة على إحداث ضرر، خاصة في الولايات المتأرجحة مثل ميتشغان، حيث تعيش أقلية عربية ومسلمة قوية بمدن مثل ديربورن.

ولم تقتنع الحركة المؤيدة لفلسطين بخطوات بايدن الذي عبر عن دعم قوي للاحتلال بعد هجمات 7 تشرين الأول/ أكتوبر، لكنه عمل على وقف إطلاق النار، فالمؤيدون لفلسطين يطلبون منه على الأقل الحد من شحنات الأسلحة إلى إسرائيل.

وكشفت هاريس عن موقف منفتح تجاه مظاهر قلق المجتمعات، لكنها رفضت حتى الآن الاستجابة لمطالبها. وعندما جاء دور المؤسسة المشاركة لحركة غير ملتزم، ليلى العابد، والتقاط صورة مع هاريس والمرشح كنائبها تم والتز، أخبرت العابد أن جماعتها تريد حظر السلاح لإسرائيل.

ولكن العابد، التي دعتها حملة هاريس للمشاركة في مناسبة التصوير، أصبحت عاطفية عندما صافحت المرشحين الجدد، وانفجرت في البكاء وهي تقول إنها فلسطينية، ووصفت مدى الدمار الذي يسببه الصراع بالنسبة لها شخصيا. ووصفت العابد هاريس بأنها "متعاطفة"، وغادرت المناسبة بانطباع أن نائبة الرئيس وافقت على الجلوس مع مجموعتها لمناقشة حظر الأسلحة.

وقالت العابد: "كنت أفكر بالناس في مجتمعي، الذين تحدثت إليهم في اليوم السابق. وقد خسر اثنان من أبناء مجتمعي 100 فرد من عائلتيها، ولهذا أخبر نائبة الرئيس هاريس عنهما".

وأضافت العابد، وهي شقيقة نائبة ميتشغان رشيدة طليب: "قلت إن ناخبي ميتشغان يريدون دعمك، لكنهم يريدون تغيرا في السياسة التي تنقذ أرواحا".

وتكشف الحادثة عن موقف هاريس، وكيفية التعامل مع موضوع حساس قسم الحزب الديمقراطي، وبخاصة الشبان والتقدميين وفي الولايات المتأرجحة تحديدا.

ولم يتصل أحد بالجماعة من حملة هاريس لعقد اجتماع بشأن حظر الأسلحة، وسارع البيت الأبيض للتأكيد أن هاريس تدعم الاحتلال والأسلحة لها لكي تدافع عن نفسها، وفي نفس الوقت الذي تدعم في وقف إطلاق النار. وترى المجلة أن موقفها ترك الحركة التي ظهرت كرد فعل على العدوان على غزة على مفترق طرق، وعلى أفرادها التفكير إما بمواصلة الموقف المتحدي الذي مارسوه مع بايدن، أو العمل من خلف الأضواء لإقناع نائبته.


وقال الإستراتيجي الديمقراطي وليد شهيد: "نحن ندرك أنها في موقف صعب كنائبة للرئيس الذي يتحكم في السياسة الخارجية. لكن ما هي خطتها في عدد من المجالات، من السياسة الخارجية إلى الهجرة إلى السياسة الاقتصادية؟ وكيف تختلف هذه الخطة عن خطة الرئيس بايدن؟".

وقال متحدث باسم حملتها إن نائبة الرئيس منحت اولوية للتواصل مع المجتمعات العربية والفلسطينية، وأكدت في تفاعلها القصير يوم الأربعاء مع مجموعة غير ملتزم أنها ستحاول التواصل معهم دائما.

وفي الوقت الذي لا يعرف فيما ظلت الاحتجاجات المؤيدة لفلسطين لحين تشرين الثاني/ نوفمبر، إلا أن عشرات الآلاف منهم يخططون للتظاهر خارج مؤتمر الديمقراطيين الذي سيعقد في شيكاغو نهاية الشهر الحالي. وفيه ستلقي هاريس خطاب قبولها ترشيح الحزب.

وفي تلك الفترة، سيعود طلاب الجامعات إلى الحرم الجامعي، ويحملون معهم التظاهرات التي انتشرت طوال الربيع في معظم الولايات المتحدة.