صحافة دولية

NYT: الأضواء مسلطة على آراء هاريس بشأن "إسرائيل" في ظل زيارة نتنياهو لواشنطن

خبراء يتحدثون عن السير على ذات النهج تجاه الاحتلال- الأناضول
قالت صحيفة "نيويورك تايمز" إن نائبة الرئيس كامالا هاريس، في أسبوعها الأول كمرشحة رئاسية ديمقراطية مفترضة، ستواجه القضية الأكثر إثارة للانقسام السياسي في السياسة الخارجية الأمريكية، حيث يقوم رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو بزيارة رسمية إلى واشنطن.

وأوضحت الصحيفة، في تقرير ترجمته "عربي21" أن رحلة  نتنياهو تسلط الضوء على آراء هاريس، التي برزت كصوت قوي في العدوان على غزة، وخاصة في مناقشة محنة الفلسطينيين الأبرياء. وفي خطاب عن الحقوق المدنية ألقته في مدينة سيلما بولاية ألاباما، هذا العام، حظيت هاريس باهتمام واسع النطاق لدعوتها إلى "وقف فوري لإطلاق النار" ومهاجمة إسرائيل بسبب خلقها "كارثة إنسانية" في غزة.

وستجتمع هاريس على انفراد مع نتنياهو في البيت الأبيض. لكن تصريحاتها قبل وبعد محادثتهما ستتم مراقبتها عن كثب بحثا عن إشارات حول نهجها في عدوان الاحتلال على غزة إذا فازت بالبيت الأبيض في تشرين الثاني/ نوفمبر.

وشهد الرئيس بايدن، الذي سيجتمع مع نتنياهو يوم الخميس، تراجع شعبيته بين الناخبين الديمقراطيين التقدميين، حيث قاوم مناشداتهم لوقف تدفق الأسلحة الأمريكية إلى إسرائيل. وكان الضرر حادا في الولايات التي تمثل ساحة معركة رئيسية مثل ميشيغان. ويأمل الديمقراطيون أن تكون هاريس خالية إلى حد كبير من تلك الوصمة وأن تتمكن من استعادة الليبراليين الذين قالوا إنهم لن يتمكنوا أبدا من التصويت لصالح بايدن بسبب سياساته تجاه الاحتلال.

وتخطط هاريس لتخطي خطاب  نتنياهو أمام جلسة مشتركة للكونغرس يوم الأربعاء، كما يقول مسؤولو البيت الأبيض، وهو ما لن يضر بالتأكيد بهذه الجهود. وبدلا من ذلك، ستحافظ على التزامها طويل الأمد بالتحدث في نشاط في ولاية إنديانا تستضيفه إحدى أكبر الجمعيات النسائية للسود تاريخيا في البلاد.


وعلى الرغم من أن هاريس يُنظر إليها على أنها أكثر انتقادا للحرب في غزة من  بايدن، فمن غير المتوقع أن تعرب لنتنياهو في اجتماعهما عن آراء تختلف عن السياسة الحالية.

ومن غير الواضح مدى اختلاف وجهات نظرها. وحتى دعوتها لوقف إطلاق النار، والتي تصدرت عناوين الصحف التي تشير إلى ضغوط أمريكية جديدة على إسرائيل، كانت متسقة مع موقف بايدن وهو مطالبة حماس بقبول الاقتراح الإسرائيلي لوقف القتال مقابل إطلاق سراح الرهائن المحتجزين في غزة. لكن لهجتها وتأكيدها على المعاناة الإنسانية شكلت نقطة تحول خطابية جذرية لكيفية مناقشة الإدارة لتكلفة الحرب.

ومع ذلك، فإن الطريقة التي ستتعامل بها هاريس هذا الأسبوع ستتم مراقبتها عن كثب، كما يقول الخبراء والناخبون، لا سيما بالنسبة لعلامات التحول في السؤال المثير للجدل حول ما إذا كان ينبغي على الولايات المتحدة أن تجعل المساعدات العسكرية لإسرائيل مشروطة بالحد من الخسائر في صفوف المدنيين الفلسطينيين.

وحذر جوش بول، الذي استقال من وزارة الخارجية الخريف الماضي احتجاجا على استمرار شحنات الأسلحة التي يرسلها بايدن إلى إسرائيل، من أن الديناميكيات السياسية ستحد من قدرة هاريس على إجراء تغييرات جذرية. لكنه قال إن هاريس "ستظهر بالتأكيد قدرا أكبر من البراغماتية والمرونة مما أظهره بايدن، وقد أظهرت في تعليقها العلني أيضا نهجا أكثر إنسانية بكثير تجاه الفلسطينيين في العام الماضي".

خلال اللقاء مع  نتنياهو، من المتوقع أن تكرر هاريس دعم الولايات المتحدة للحرب الإسرائيلية في غزة، وتطرح وجهة نظر الإدارة بأن نتنياهو يجب أن يحاول التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار مع حماس في أقرب وقت ممكن.

لا يوجد دليل على أن هاريس قامت بتحديات داخلية ضد سياسة بايدن تجاه إسرائيل. لكنها حثت مسؤولي الإدارة، بما في ذلك الرئيس، على التعبير عن مزيد من التعاطف مع الفلسطينيين مع ارتفاع عدد القتلى في غزة. ويقول المحللون إنها لعبت دورا عاما ملحوظا من خلال التعبير عن انتقادات حادة لحكومة  نتنياهو أكثر مما تمكن بايدن من حشده، إما لأسباب شخصية أو دبلوماسية.

وقال خالد الجندي، زميل بارز في معهد الشرق الأوسط، إن هاريس أظهرت "القدرة على التعاطف العام" تجاه الفلسطينيين.

وقال: "من الواضح أن هذا أمر وجد الرئيس نفسه صعوبة فيه. والتعاطف ليس شيئا يمكنك تزييفه. أعتقد أن الناس يستطيعون كشفه. وأعتقد أن هذا كان الفارق الأكبر".

وقال الجندي إنه من الصعب معرفة ما إذا كانت هاريس قد تنوي تغيير السياسة الأمريكية تجاه إسرائيل إذا تم انتخابها. لكنه ومحللون آخرون قالوا إنها لا يبدو أنها تشترك في نفس الارتباط العاطفي مع إسرائيل مثل بايدن، الذي وصف نفسه بالصهيوني.

كما أثارت هاريس إعجاب بعض منتقدي الحرب وأثارت غضب صقور إسرائيل بتعبيرها عن التعاطف مع نشطاء الحرم الجامعي الذين يحتجون على الحرب. وقالت هاريس لمجلة ذا نيشن: "إنهم يظهرون بالضبط ما ينبغي أن تكون عليه المشاعر الإنسانية، كرد فعل على غزة". وبينما أشارت إلى أن المتظاهرين قالوا بعض الأشياء "التي أرفضها تماما"، أضافت: "أتفهم المشاعر الكامنة وراء ذلك".

وفي مقابلة مع موقع الأخبار الإسرائيلي واي نت يوم الثلاثاء، قال مايكل هيرزوغ، سفير إسرائيل في واشنطن، عن هاريس: "إن سجلها إيجابي بشكل عام، وقد أعربت في كثير من الأحيان عن دعمها لدولة إسرائيل، ودعم المساعدات الأمريكية إلى إسرائيل". لكنه أضاف أنه في الأشهر الأخيرة، أدلت هاريس "بعدد لا بأس به من التصريحات الإشكالية في سياق الحرب في غزة"، وهو أمر أشار إلى أنه تأثر بـ "المعسكر الأكثر تقدمية في الحزب الديمقراطي".

وقال: "هل هذا شيء سيستمر في متابعتنا في المستقبل أيضا؟ سيتعين علينا أن نرى وبالطبع نجري حوارا معها حول هذه الأمور".


ويشير بعض المحللين إلى أن زوج هاريس، دوغ إيمهوف، يهودي، وقد اتخذ موقفا نشطا ضد "صعود معاداة السامية" في الحرم الجامعي وأماكن أخرى. لكن الأمريكيين اليهود أنفسهم منقسمون بشدة بشأن سياسة الولايات المتحدة تجاه إسرائيل، كما أن وجهات نظره الشخصية غير واضحة.

لقد نجت هاريس إلى حد كبير من الاحتجاجات والانتقادات اللاذعة التي طاردت بايدن ووزير الخارجية أنتوني بلينكن وغيرهم من المسؤولين الأمريكيين، الذين تم انتقادهم لتحريضهم على "الإبادة الجماعية".

وأعربت مجموعة وطنية تم إنشاؤها احتجاجا على الحرب لحث الناخبين في عدة ولايات على الإدلاء بأصوات "غير ملتزمين" عن تفاؤل حذر بشأن هاريس.

وقال وليد شهيد، المؤسس المشارك للحركة الوطنية غير الملتزمة: "على الرغم من أن منصب نائب الرئيس محدود، إلا أن الكثيرين يشعرون أنها ستكون بمثابة تحسن من افتقار بايدن الشديد للتعاطف مع الفلسطينيين وعلاقاته بالحرس القديم لأيباك في الحزب". وتدافع أيباك، أو لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية، في واشنطن عن تعريف المجموعة المتشدد لأمن الاحتلال.

وأضاف: "ومع ذلك، فإن تحدي سلطة أيباك داخل مؤسسة الحزب الديمقراطي يظل مهمة هائلة بغض النظر عن هوية المرشح".

في كانون الأول/ ديسمبر، استغلت هاريس رحلة سريعة إلى دبي، حيث وقفت بدلا من بايدن لتمثيل الولايات المتحدة في قمة الأمم المتحدة للمناخ العالمي، لعقد أول اجتماعات شخصية إما من قبل نائب الرئيس أو الرئيس مع القادة العرب منذ هجمات 7 تشرين الأول/ أكتوبر. كان العديد من الحلفاء العرب مترددين في التعامل مع الولايات المتحدة بشأن التخطيط لمرحلة ما بعد الحرب.

وبعد الاجتماعات، أعلنت هاريس معارضة الولايات المتحدة للتهجير القسري للفلسطينيين من غزة وحددت خطة ثلاثية الأبعاد لإعادة إعمار وتأمين وحكم غزة عندما تنتهي الحرب.

وفي حديثه للصحفيين في وزارة الخارجية يوم الثلاثاء، قال بلينكن إن هاريس "منخرطة بعمق في الشرق الأوسط، في محاولة لإيجاد طريق سلمي للمضي قدما".