سياسة عربية

لإحباط هجوم إيران.. هل يحتاج الاحتلال الإسرائيلي لأكثر من القبة الحديدية؟

يشعر المسؤولون الأميركيون بالقلق من أن الهجوم الإيراني قد يكون مصحوبا بمزيد من الضربات- جيتي
نشرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية تقريرا، توقّع خلاله عدد من الخبراء والمختصّين أن "يكون الهجوم الذي يمكن أن تشنّه إيران وحُلفاؤها على دولة الاحتلال الإسرائيلي أكبر اختبار لنظام القبّة الحديدية، الذي تباهي به قوات الاحتلال"، في إشارة إلى أن "قدرات إيران وحزب الله تبدو مختلفة عن حركة حماس".

وأوضح التقرير، أن دولة الاحتلال الإسرائيلي اغتالت، الأسبوع الماضي، فؤاد شكر، وهو أكبر قائد عسكري بجماعة حزب الله اللبنانية، بغارة جوية في الضاحية الجنوبية في بيروت.

وكان حزب الله قد توعّد بالرد على عملية الاغتيال التي جرت عشية اغتيال رئيس الوزراء الفلسطيني المنتخب، إسماعيل هنية، في طهران، بهجوم اتّهمت الاحتلال الإسرائيلي بتنفيذه.

إلى ذلك، تابع التقرير بأن القبّة الحديدية التي طورتها الولايات المتحدة ودولة الاحتلال الإسرائيلي، أصبحت بمثابة النظام الرائد في العالم لإسقاط الصواريخ قصيرة المدى.

ووفقا للصحيفة الأمريكية، فإن "إيران تمتلك طائرات من دون طيار وصواريخ باليستية لم يُصمّم نظام القبة الحديدية لاعتراضها، كما أن حزب الله يمتلك ترسانة تضم عشرات الآلاف من قذائف الهاون والصواريخ والقذائف الموجهة بدقة، التي يمكن أن تتغلب على الدفاعات الإسرائيلية".  

وأضاف أنه "ردا على ذلك، قامت إسرائيل والولايات المتحدة بتجميع نظام دفاع جوي أكبر، يعتمد على قدرات القوات الجوية الإسرائيلية والأمريكية وغيرها من القوات الجوية، كما يعتمد على أنظمة الرادار في البلدان المجاورة، بما في ذلك بعض الدول العربية".

وفي السياق ذاته، قال كبير الباحثين في معهد دراسات الأمن القومي، يهوشوا كاليسكي، إن "النظام الدفاعي يعمل مثل الساعة، وإن إسرائيل مستعدة بشكل جيد نسبيا لهجوم كبير".

وأفاد بأن اختبار هذا النظام قد جرى في نيسان/ أبريل الماضي، عندما تمكنت دولة الاحتلال الإسرائيلي، بمساعدة دول مثل الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا، من إسقاط أكثر من 300 قذيفة إيرانية، بما في ذلك طائرات من دون طيار وصواريخ كروز وصواريخ باليستية. 

وكانت طهران قد قالت إنها دمّرت أهدافا عسكرية رئيسية لجيش الاحتلال الإسرائيلي، مؤكدة أنها قد أظهرت قدرتها على اختراق أنظمة الدفاع للاحتلال الإسرائيلي. وبعدها نشر الاحتلال الإسرائيلي، للمرة الأولى، منظومة دفاعية صاروخية جديدة تسمى "سي دوم" (القبة سي).

وقالت دولة الاحتلال الإسرائيلي، إن "منظومة "سي دوم" هي النسخة البحرية من منظومة القبة الحديدية للدفاع الجوي، التي تُستخدم للحماية من الهجمات بالقذائف والصواريخ. وتتمتع بمزايا تجعلها قادرة على التصدي للأهداف المعادية في البحر".

إلى ذلك، يشعر المسؤولون الأمريكيون بالقلق من أن الهجوم الإيراني قد يكون مصحوبا بمزيد من الضربات المتزامنة من حزب الله وحلفاء طهران الآخرين، بما في ذلك الحوثيون في اليمن وبعض المليشيات العراقية.

أمّا بخصوص نقاط الضعف في الدفاعات الجوية للاحتلال الإسرائيلي، فإنه وفقا للتقرير نفسه، تتمثّل في التصدّي للطائرات من دون طيار، خاصة إذا جاءت في أسراب، بسبب قدرتها على الطيران على ارتفاع منخفض، والهرب من أنظمة الرادار.

وكانت طائرة من دون طيار أطلقها الحوثيون من اليمن، في تموز/ يوليو، أفلتت من دفاعات الاحتلال الإسرائيلي، ما أسفر عن مقتل عدد من الإسرائيليين. فيما أشارت الصحيفة لكون حزب الله قد أظهر أنه قادر على إطلاق طائرات استطلاع من دون طيار، من أجل التقاط صور وخرائط المدن في الاحتلال الإسرائيلي، بما في ذلك مواقع عسكرية حساسة.