رياضة دولية

حملة غير مسبوقة تستهدف الملاكمة الجزائرية خليف.. شارك فيها ترامب

تحولت الشبكة الاجتماعية «إكس» إلى منصة هجوم على البطلة الجزائرية- إكس
شنت شخصيات وصحف عالمية ومسؤولون سياسيون كبار، حملة غير مسبوقة ضد الملاكمة الجزائرية إيمان خليف، عبر التشكيك في هويتها الجنسية، واتهامها بأنها "رجل"، إلى جانب استبعادها من منافسات الأولمبياد الجارية حاليا في العاصمة الفرنسية باريس.

وتزايدت حدة هذا الهجوم عقب فوز خليف بجدارة في نزالها الأول ضد الإيطالية أنجيلا كاريني، والذي أنهته في 46 ثانية فقط يوم الخميس الماضي، ضمن فئة وزن أقل من 66 كيلوغراما.

وشارك الرئيس الأمريكي السابق والمرشح الجمهوري دونالد ترامب، في الحملة المسيئة للجزائرية خليف، وكتب في منشور عبر منصة "تروث سوشيال": "سيستبعد الرجال من منافسات النساء، إذا تم انتخابه في تشرين الثاني/ نوفمبر"، مرفقا كلامه بمقطع فيديو للنزال بين إيمان خليف وأنجيلا كاريني.

وكتبت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، في تعليق لها على منصة إكس، مدافعة عن مواطنتها التي انهزمت في الحلبة أمام أنظار العالم كله: «أعلم أنكِ لن تستسلمي يا أنجيلا، وأعلم أنكِ في يوم من الأيام ستفوزين بما تستحقين» مرفقةً صورة للملاكمة كاريني مع عبارة: «في منافسة عادلة يوما» وهو ما كان كافيا لإظهار انخراطها في حملة التشكيك ضد الملاكمة الجزائرية.

وكتب الوزير المتطرف ماتيو سالفيني عبر منصة "إكس": "يضرب بشدة، هذا ليس صحيحا"، مستخدما الضمير المذكر عمدا، في إشارة إلى اتهام إيمان خليف بأنها متحولة جنسيا.

وتابع قائلا: "عار على هؤلاء البيروقراطيين الذين سمحوا بمباراة لم تكن على قدم المساواة. الجميع في إيطاليا والعالم لاحظوا ذلك".

وتحولت الشبكة الاجتماعية «إكس» إلى منصة هجوم على البطلة الجزائرية، بدءا بمالكها الملياردير إيلون ماسك الذي كتب عدة تعليقات بصيغة التشكيك في الهوية الجنسية للجزائرية.



وفي تعليقه على تغريدة للمصرفي جون ليفير الذي كتب تعليقا على مقطع فيديو للنزال: «كامالا هاريس تدعم هذه» ردّ ماسك: «هل هذا صحيح أم دعوها تنفي ذلك؟». وعاد ماسك ليعلق على ما كتبته السباحة الأمريكية رايلي جاينز: «الرجال ليس لديهم مكان في الرياضة النسائية» قائلا: «بالتأكيد".

وكتبت الروائية البريطانية جي كي رولينج، مؤلفة سلسلة «هاري بوتر»: «ابتسامة رجل يعلم أنه محمي من مؤسسة رياضية كارهة للنساء، يستغل إحباط امرأة قام بضربها على رأسها وحطم طموحها مدى الحياة".

وانضمت نيكي هايلي المرشحة السابقة لمنصب رئيس أمريكا والسفير السابق بالأمم المتحدة إلى الحملة المسيئة للجزائرية خليف، وقالت إنه "لأمر مخز أن تسمح اللجنة الأولمبية الدولية لرجل بالمشاركة في الملاكمة النسائية، وضرب امرأة على وجهها على المسرح الأولمبي".

وتابعت: "الرياضيات يبذلن كل ما في وسعهن ليكونن الأفضل. مشاهدة أحلامهن تتحطم على يد رجل أمر مثير للاشمئزاز. امنحوهم العدالة واسحبوا إيمان خليف من المنافسة فورا".



وعلى الجانب المقابل، صنعت هذه الهجمة غير المسبوقة هبّة وطنية في الجزائر دعما للملاكمة إيمان، كما تجندت الجالية الجزائرية في فرنسا لدعم البطلة، حيث تشير آخر المعطيات إلى أن نزالها المقبل سيكون في قاعة مغلقة بعد نفاد التذاكر.

واستغرب كثيرون إقحام الجزائر في "المسائل الجندرية" التي غرق فيها الغرب بجعل الانتقال بين الأنثى والذكر ممكنا، وهو ما لا يمكن تصوره في الجزائر وباقي الدول الإسلامية. واعتبر البعض بناء على ذلك، الادعاء بأن إيمان خليف متحولة جنسيا مثيرا للسخرية.

وعلى وسائل التواصل الاجتماعي، تلقت الملاكمة الجزائرية الرسائل الداعمة، فكتب عدلان قديورة ردا على منشور لإيلون ماسك قائلاً: "إيمان خليف هي فخرنا الجزائري. إنها ملاكمة ممتازة، ويجب عليكم التحقق قبل نشر معلومات خاطئة".



وقدم إسماعيل بن ناصر دعما قويا لمواطنته التي «تتعرض لموجة كراهية غير مبررة» قائلاً إن «مشاركتها في الألعاب الأولمبية هي ببساطة نتيجة لموهبتها وعملها الجاد». وأضاف: «نحن نؤمن بك لرفع علم الجزائر عاليا".

وتداول الجزائريون آلاف الرسائل الداعمة التي اعتبروا فيها أن «حملة التحرش بإيمان جعلتها أقوى» وهو ما استقبلته إيمان خليف بفرح كبير، حيث غردت قبل مواجهتها المرتقبة ضد الهنغارية آنا لوكا هاموري والمقررة اليوم السبت: «أشكر الشعب الجزائري. هذا هو النصر الأول، وآمل في تحقيق النصر الثاني لضمان الميدالية. وبعد ذلك، أتمنى الحصول على الميدالية الذهبية".

وحظيت خليف بدعم قوي من السلطات الجزائرية، فقد غرّد وزير الشباب والرياضة عبد الرحمن حماد بالقول: «إيمان خليف هي ابنتنا، أختنا وبطلتنا. إيمان خط أحمر لا يجب تجاوزه. أدين بشدة الحملة الإعلامية التي استهدفتها… إلى الأمام يا إيمان، كل الجزائر خلفك".

وكانت إيمان خليف قد استبعدت من بطولة العالم من قبل الاتحاد الدولي للملاكمة (IBA) في عام 2023 بسبب «مستويات عالية من هورمون التستوستيرون» مثل الملاكمة التايوانية لين يو-تينغ، وهو ما تم تداركه في الأولمبياد، حيث أكدت اللجنة الأولمبية أهليتها للمشاركة، مؤكدة التزامها بجميع القواعد الطبية المعمول بها التي وضعتها وحدة الملاكمة في باريس 2024.