سياسة عربية

هل تختلف سياسة هاريس عن بايدن تجاه غزة؟

اختلافات نائبة الرئيس الأمريكي مع بايدن ليست في الجوهر ولكن ربما في اللهجة- جيتي
مع وصول رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إلى الولايات المتحدة الأمريكية٬ والإعلان عن إلقاء كلمة أمام أعضاء الكونغرس، الأربعاء. أتى إعلان ترشيح الحزب الديمقراطي لنائبة الرئيس الأمريكي، جو بايدن٬ وهي كامالا هاريس، في الانتخابات الرئاسية القادمة.

وفي هذا السياق، استفسر كثيرون عن سياسة المرشحة الجديدة تجاه القضية الفلسطينية٬ وكذا عن موقفها بخصوص ما يحدث من إبادة جماعية ممنهجة، بدعم لامحدود من الولايات المتحدة، على كامل قطاع غزة.
 
ووفقا لما أوردته صحيفة "بوليتيكو" فإن هاريس، لن تحضر خطاب نتنياهو في الكونغرس لأن لديها كلمة مجدولة سلفا في مناسبة أخرى.

وأضافت الصحيفة أن هذا الترتيب المُسبق يسمح لها بتجنب موقف كثير من الديمقراطيين المعارضين لممارسات الاحتلال في حربه على غزة بشأن الحضور أو الغياب.

اختلاف في النبرة فقط
وكانت هاريس في مقدمة من عبرّ عن قلقه بشأن محنة المدنيين الفلسطينيين في غزة، لكنها تعتقد أيضًا أنه يجب هزيمة حماس، وقالت إن "إسرائيل لها الحق في الدفاع عن نفسها".

وأوضحت الباحثة نهال تريسي عبر مقالها المنشور في صحيفة "بوليتيكو" أنه "بينما يتعين عليها أن تقلق بشأن الناخبين في الولايات المتأرجحة مثل ميتشيغان، ذات الغالبية العربية بين الأمريكيين، فإنها لا تزال بحاجة إلى الموازنة بين مخاوف الجماعات الداعمة للاحتلال الإسرائيلي والجماعات التي ستحشد ضدها".

وفي تصريح لفريق هاريس أكّد أن اختلافات نائبة الرئيس الأمريكي مع بايدن تجاه حرب على غزة ليست في الجوهر، ولكن ربما في اللهجة فقط.

وبحسب الصحيفة فقد تعبر هاريس عن تعاطف خطابي أكبر تجاه معاناة المدنيين الفلسطينيين، وقد تدفع نتنياهو إلى تقليص الحرب على غزة أو ما بعده، وفقا للطريقة التي تسير بها الأمور، ولكنها ستكون أكثر إصرارا على أن تسمح دولة الاحتلال الإسرائيلي بمزيد من المساعدات الإنسانية.  

لكن في معظم النواحي، لن تختلف سياستها تجاه الإسرائيليين والفلسطينيين بالضرورة كثيراً عن سياسة بايدن، كما تقول تريسي، التي أضافت أيضا: "هذا هو الانطباع القوي الذي خرجت به بعد محادثات مع مسؤولين ومحللين أمريكيين حاليين وسابقين يراقبون عن كثب مساحة الشرق الأوسط. في كل مرة حاولت فيها الإشارة إلى أن هاريس قد يكون لديها وجهة نظر أكثر تأييدًا للفلسطينيين من بايدن".

وأكدت الكاتبة: "تم تحذيري من عدم جعل تفكيرها يبدو ثنائيًا للغاية. في الواقع، أصر البعض على أن بايدن ينظر أيضًا، أو أصبح ينظر بالتأكيد إلى الحرب بنفس القدر من الدقة مثل هاريس، لكنها كانت ببساطة أسرع في التأكيد على عناصر مثل الأزمة الإنسانية".  

ونقلت تريسي عن هالي سويفر، التي كانت مستشارة الأمن القومي لهاريس عندما كانت عضوًا في مجلس الشيوخ قولها: "إنها والرئيس بايدن متفقان تمامًا عندما يتعلق الأمر بإسرائيل. ولا يوجد فرق بينهما".  

وقالت تريسي: "إن المشهد المتعلق بهذه القضية بالذات سوف يصبح أكثر صعوبة على هاريس في الأشهر المقبلة. وسوف يُطلب منها توضيح موقفها من قبل كل الأطراف. وقد يُطلب منها زيارة القدس ورام الله. وبغض النظر عمّا تقوله، فسوف يصورها ترامب وحلفاؤه، الذين كانوا يفعلون ذلك بالفعل مع بايدن على أي حال، على أنها معادية لإسرائيل".  

إن نتنياهو، الذي يريد بشكل علني عودة ترامب إلى منصبه، قد يسبب لهاريس كل أنواع المشاكل في الأيام المقبلة سواء من خلال خطابه، أو تسريبات وسائل الإعلام في مكتبه، أو سياساته تجاه غزة.  

هل الزوج اليهودي له تأثير؟
إن زوج هاريس، دوغ إيمهوف، اليهودي والذي كان من أبرز الأصوات المعارضة لمعاداة السامية، هو من أهم المؤثرين على تفكيرها.

ويذكر أن إيمهوف استغل دوره كأول زوج يهودي لنائبة رئيس، حتى قبل عدوان الاحتلال الإسرائيلي على غزة  خلال العام الماضي، ليقوم بمبادرات مثل دعوة الزعماء اليهود إلى البيت الأبيض، والمساعدة في توجيه جهود الإدارة ضد "معاداة السامية".