صحافة دولية

محللان: امتلاك الغرب السلاح النووي لا يعني تفوقه في الحروب التقليدية

رغم امتلاكه السلاح النووي عجز الاحتلال الإسرائيلي في حسم المعركة في غزة - أرشيف مفاعل ديمونة
نشرت مجلة ناشونال إنتريست الأمريكية، مقالا تقول فيه إن امتلاك ترسانة كبيرة من الأسلحة النووية ضروري وكاف لتجنب فرض حروب كبرى على الدولة، ولكنها ليست كافية للانتصار في الحروب التقليدية والصغيرة.

وأكد المحللان الأمريكيان في مقالهما بالمجلة أستاذ العلوم السياسية في جامعة بن ستيت برانديواين، ومؤلف العديد من الكتب والمقالات في مجالات الأمن الدولي وسياسات الدفاع، ستيفن سيمبالا. والزميل في معهد التقدم الأمريكي والأستاذ المساعد في جامعة جورج تاون، ولورانس كورب، أن ما نراه الآن هو تزايد رغبة الدول والتنظيمات المسلحة غير الرسمية في خوض حروب كبيرة تقليدية وغير تقليدية، حتى لو كانت تستهدف مصالح دول نووية. وأظهر أن مصالحها وأمنها في غياب القدرة على الردع أو تحقيق النصر في الحروب التقليدية أو التصدي للهجمات غير التقليدية ضد المصالح الحيوية تجعل الترسانة النووية لأي دولة، من ناحية الفاعلية، مجرد قصة نجاح ناقصة، تغطي نقص القدرات العسكرية الحقيقية للدولة.

ولكن رأيا آخر يرى أنه رغم عدم كفاية الدول النووية على تحقيق الردع في الوقت الراهن، إلا أن الأسلحة النووية تمثل رادعا ضد أي هجوم نووي أو ضد مصالح الدول النووية الحيوية، كما يحميها من الابتزاز النووي من جانب دولة نووية سواء لها أو لحلفائها.

وبحسب المحللين فإن احتمال قيام دولة ما بشن هجوم نووي مفاجئ ضد دولة أخرى دون مقدمات، هو السيناريو الأقل احتمالا، في حين أن السيناريو الأقرب هو تحول حرب تقليدية إلى حرب نووية من خلال لجوء أحد طرفي هذه الحرب إلى البدء باستخدام السلاح النووي في أي مرحلة من مراحل هذه الحرب.

ويرى سيمبالا وكورب أن الحرب الروسية ضد أوكرانيا نموذج على فشل نظرية الردع التقليدية الحالية، حيث يتصاعد القتال من ناحية الخسائر الاقتصادية والبشرية ويفتح الباب أمام التحول إلى حرب نووية.

فقد أدى الدعم الكبير الذي يقدمه حلف شمال الأطلسي الناتو لأوكرانيا وصلابة مقاومتها إلى استمرارها في التصدي للغزو الروسي.

في الوقت نفسه، فإن براعة أجهزة مخابراتها وكفاءة قادتها في نشر القوات، حرم موسكو من الاقتراب من تحقيق النصر بقدراتها العسكرية التي تفوق أوكرانيا كثيرا من حيث العدد والعدة.

ودفع عجز روسيا عن تحقيق النصر بالوسائل التقليدية، مسؤوليها بمن فيهم الرئيس فلاديمير بوتين إلى التلويح باستخدام السلاح النووي.

وكما فشل الردع التقليدي لحلف الناتو في منع روسيا من غزو أوكرانيا في شباط/ فبراير 2022، فشلت روسيا في قهر المقاومة الأوكرانية التي تستطيع مهاجمة الأراضي الروسية بالطائرات المسيرة والصواريخ بعيدة المدى التي حصلت عليها من الولايات المتحدة وحلفائها في حلف الناتو.

والحقيقة أن هذا الجمود في الموقف العسكري سيفتح الباب إن عاجلا أو آجلا أمام الوصول إلى اتفاق سلام عبر المفاوضات مهما كان رفض المتشددين على الجانبين لمثل هذا السيناريو.

واستشهد الكاتبان بالاحتلال الإسرائيلي قائلا هناك نموذج آخر على عجز الترسانة النووية عن تحقيق الردع ما لم يكن إلى جانبها قدرات عسكرية تقليدية قادرة على الانتصار في الحرب، وهو نموذج حرب غزة.

فإسرائيل النووية لم تستطع ردع حركة حماس والفصائل الفلسطينية الأخرى عن مهاجمتها في يوم 7 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي بسبب فشل قدرات الردع التقليدية لدى الاحتلال بما في ذلك أجهزة مخابراتها الاستراتيجية.

كما أن إيران تطمح في الانضمام إلى نادي الدول النووية، في حين لا يبدو أن الولايات المتحدة وإسرائيل قادرتان على ردع إيران عن مواصلة برنامجها النووي باستعانتهما بتهديد تقليدي قوي.