سياسة عربية

وزير خارجية الجزائر يلتقي أمين عام اتحاد المغرب العربي.. هل هي نهاية القطيعة؟

أحمد عطاف: تونس اتخذت خيارا صائبا بتعيين دبلوماسيها بن سالم، للمنصب الذي درجت العادة أن يتولاه تونسي.. فيسبوك
التقى  وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف بأمين عام اتحاد المغرب العربي، طارق بن سالم، على هامش الاجتماع نصف السنوي السادس، بين الاتحاد الأفريقي والمجموعات الاقتصادية والآليات الإقليمية في أكرا عاصمة غانا.

ووفق وسائل إعلام جزائرية فإن اللقاء بين أحمد عطاف وطارق بن سالم يعني نهاية مرحلة جفاء طويلة أخذت العام الماضي تطورا حادا،  بين الجزائر واتحاد المغرب العربي بسبب اتهامات كالها ضد الجزائر، الأمين العام السابق لاتحاد المغرب العربي الطيب البكوش، الذي اتهمته صحيفة "الخبر" بالانحياز الكامل للمغرب في نزاع الصحراء.

وأشاد عطاف وفق بيان للخارجية الجزائرية بالخطوة التونسية، ورأى أنها "اتخذت خيارا صائبا بتعيين دبلوماسيها ابن سالم، للمنصب الذي درجت العادة أن يتولاه تونسي".

وأشار إلى أن تونس "اختارت للأمانة العامة لاتحاد المغرب العربي، دبلوماسيا محنَكا يشهد له تمسكه والتزامه تجاه القضايا التي تعني المنطقة المغاربية". مؤكدا أن الجزائر "ستمد له يد العون في أداء مهامه، خدمةً لتطلعات ومصالح الشعوب المغاربية".



وكانت تونس أعلنت عن خيارها بشأن الأمانة العام للاتحاد، في مايو الماضي.

وقالت إن أعضاء الاتحاد، الذي تأسس في مراكش عام 1989، وافقوا عليه.

وقالت صحيفة "الخبر" الجزائرية تعليقا على اللقاء: "يفهم من حديث عطاف أن التوتر الحاد الذي ساد علاقة الجزائر بأمانة اتحاد المغرب العربي، بات من الماضي، وأن بلاده فتحت صفحة جديدة مع الهيكل الذي يوجد مقره في الرباط، علما بأن مقر الأمانة العامة لمجلس شورى الاتحاد يوجد في الجزائر، والمنصب يشغله الجزائري سعيد مقدم".

وشنت هجوما جديدا على الأمين العام السابق الطيب البكوش،  وقالت إنه "أظهر منذ بداية توليه المنصب عام 2016، خصومة شديدة للجزائر بلغت في ماي 2023 ذروتها، عندما هاجم الدبلوماسي الموالي للرباط، الجزائر على أساس أنها "لم تدفع اشتراكاتها في الاتحاد المغاربي منذ 2016".



ووصفت وزارة الخارجية الجزائرية يومها، تصريحاته بـ"العبثية" واتهمته بـ"محاولة تضليل الرأي العام المغاربي، وتزييف الحقائق بتحميل الجزائر مسؤولية تعثر البناء المغاربي".

واللافت للانتباه أن تونس غابت عن الاجتماع السنوي التنسيقي بين الاتحاد الأفريقي والمجموعات الاقتصادية والآليات الإقليمية، في مستوى رؤساء الدول والحكومات الذي انعقد بالعاصمة الغانية أكرا الأسبوع الماضي..

وتنطلق الجزائر في علاقاتها المغاربية من مبدأ أساسي يقوم على دعمها الكامل لجبهة البوليساريو وحق الشعب الصحراوي في تقرير المصير.. في تناقض تام مع المغرب الذي يطرح خيار الحكم الذاتي لإقليم الصحراء في إطار السيادة المغربية، وهو الخيار الذي استطاع إقناع العديد من القوى الدولية الكبرى.

هذا وتعرف العلاقات التونسية - المغربية أيضا فتورا منذ عدة سنوات حين أقدم الرئيس التونسي الحالي قيس سعيد على استقبال أمين عام جبهة البوليساريو، إبراهيم غالي رسميا، للمشاركة بقمة "تيكاد 8".

وتعيش مؤسسات اتحاد المغرب العربي شللا تاما بسبب التوتر المزمن في العلاقات بين الرباط والجزائر.

وقطعت الجزائر علاقاتها مع المغرب منذ أغسطس/ آب 2021، بسبب ما قالت إنها "أعمال عدائية" من الرباط ضدها، وهو ما نفته الأخيرة.

اقرأ أيضا: المغرب يستدعي سفيره بعد استقبال سعيّد لزعيم البوليساريو