صحافة دولية

غزة هي الأولوية للناخبين "غير الملتزمين" بغض النظر إن كان بايدن مرشحا أم لا

المخاوف بشأن دعم مرشح يدعم حرب "إسرائيل" تنتشر إلى آخرين داخل الحزب الديمقراطي- جيتي
‌نشر موقع "ذي إنترسبت" تقريرا للصحفيين أكيلا لاسي وبريم ثاكر، قالا فيه إنه بينما يضغط الديمقراطيون في جميع أنحاء البلاد على الرئيس جو بايدن للتخلي عن محاولته إعادة انتخابه، يقول الناخبون المتحالفون مع حركة "غير ملتزمين" للاحتجاج على أسلوب تعامله مع الحرب في غزة، إنهم لن يقفوا وراء أي مرشح لا يقدم التزاما واضحا بوقف دائم لإطلاق النار.

وقالت هالة أحمد، محللة السياسات والمتحدثة باسم حملة (استمع إلى ويسكونسن): "أعتقد أنه سيكون من الخطأ الكبير أن يغير الحزب الديمقراطي توجهاته لكنه يستمر في المسار بشأن هذه القضية بالذات التي حفزت الكثير من الناس بطريقة غير مسبوقة في الانتخابات التمهيدية والذين يواصلون الظهور ومحاولة الدعوة إلى أن يُسمع صوتهم في نظام يشعرون بأنه مستمر في تجاهلهم".

وتابعت هالة أحمد: "عليهم أن يتركوا هذه السياسة تموت مع هذه الإدارة ويتحركوا نحو أن يكونوا حزبا يقف إلى جانب قيم فعلية، والتي من المفترض أن تكون مناهضة للحرب ومؤيدة للسلام ومؤيدة لحقوق الإنسان والقانون الدولي، وهو ما يتناقض بشكل مباشر مع كل ما يمثله ترشيح ترامب".

انطلقت الحركة المناهضة للحرب للتصويت "غير ملتزمين" بدلا من دعم بايدن في وقت سابق من هذا العام قبل الانتخابات التمهيدية الديمقراطية في ميتشيغان في شباط/ فبراير.

أطلق المدافعون عن التصويت الاحتجاجي في وقت لاحق فصولا في ولايات حرجة أخرى بما في ذلك ويسكونسن وبنسلفانيا وحصلوا على أكثر من نصف مليون صوت في أكثر من اثني عشر انتخابا تمهيديا. وقد حصلت الحركة على دعم ما لا يقل عن 25 مندوبا في المؤتمر الوطني الديمقراطي المقبل.

وقال نشطاء من جميع أنحاء البلاد لموقع "إنترسبت" إنهم سيدافعون عن أجندة مناهضة للحرب في المؤتمر في آب/ أغسطس وسيمتنعون عن التصويت في تشرين الثاني/ نوفمبر ما لم يتقدم مرشح مناسب، مع إدراج أولويات السياسة مثل دعم وقف دائم لإطلاق النار والوقوف في وجه اللوبي المؤيد لـ"إسرائيل" عند تدخله في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي. وحتى مع إصرار حملة بايدن على أنه لن يتنحى، فيبدو أن العديد من الديمقراطيين يصطفون خلف نائبة الرئيس كامالا هاريس كمرشح بديل، مع طرح بعض الحكام الديمقراطيين أيضا.

وقال سعد فاروق، وهو ناخب غير ملتزم في ماساتشوستس: "المعيار الأول بالنسبة لي لأي مرشح هو معارضة الإبادة الجماعية في غزة". وقال فاروق إنه من غير المرجح أن تختار اللجنة الوطنية الديمقراطية أي مرشح يتخذ موقفا ضد الحرب المستمرة في "إسرائيل"، وأنه سيدعم مرشحة حزب الخضر جيل ستاين إذا ظهرت على بطاقة اقتراع في ماساتشوستس.

وقال كول سانديك، الذي ترك بطاقة اقتراعه الأولية في نيويورك فارغة، إن مخاوفه من دعم بايدن تنبع بالكامل من تعامله مع الحرب على غزة. وكتب سانديك: "كانت بقية فترة رئاسته غير كاملة ولكنها أفضل مما كنت أعتقد أنه سيكون، وكنت على استعداد تام للتصويت لصالحه قبل 7 تشرين الأول/ أكتوبر. حقا، كل ما أريده من مرشح بديل هو ببساطة بعض الاعتدال في هذه القضية. بعض الالتزام بوقف إطلاق النار، وبعض الاعتراف بالمذبحة التي وقعت. بعض القلق من سلب الحريات المدنية من كل من يعارض ويحتج مثلي".

قال سانديك إنه سيدعم حاكمة ولاية ميتشيغان غريتشن ويتمير أو هاريس، و"ترشيح بايدن في هذه المرحلة هو حكم بالإعدام".

وقال شانيز حميد، وهو ناخب غير ملتزم في كاليفورنيا، إن الحرب في غزة خط أحمر بالنسبة له كناخب.

وكتب حميد: "سيتعين على أي مرشح جديد أن يفعل شيئا لوقف الإبادة الجماعية في فلسطين وأن يكون منفتحا أيضا على إجراء تغييرات مع المحكمة العليا والمماطلة السياسية وإلا فلن يتغير شيء ولا فائدة من التصويت".

وذكر حميد السيناتور بيرني ساندرز، الذي دعا إلى وقف إطلاق النار في غزة، كمرشح قد يناسب مشروع القانون، لكنه أقر بأنه لا توجد "فرصة واقعية لترشيحه". وقال حميد إنه لم يكن على دراية بسياسات هاريس، "ولكن حتى لو كانت تفكر في فكرة وقف إطلاق النار، فسوف أصوت".

وبحسب ما ورد، فإن هاريس، من جانبها، دفعت البيت الأبيض ليكون أكثر تعاطفا مع معاناة الفلسطينيين في تصريحاتها العامة حول الحرب. وفي شهر آذار/ مارس، ألقت هاريس خطابا يرمز إلى التصعيد الأمريكي، حيث دعت بقوة أكبر إلى "وقف فوري لإطلاق النار" وحثت "إسرائيل" على بذل المزيد من الجهد لزيادة تدفق المساعدات إلى غزة. وقالت: "لا توجد أعذار". وحتى ذلك الحين، ظهرت تقارير تفيد بأن مسؤولي مجلس الأمن القومي قاموا بتخفيف أجزاء من خطابها.

وقالت هاريس في وقت لاحق من ذلك الشهر: "يجب أن يكون لدينا هدف نبدأ العمل عليه الآن، من أجل السلام وتوفير قدر متساو من الأمن للإسرائيليين والفلسطينيين. للفلسطينيين الحق في تقرير المصير، لديهم الحق في الكرامة، وعلينا أن نعمل على ذلك".

بالنسبة لبعض الناشطين، فإن ارتباط هاريس ببايدن يجعل ترشيحها غير موفق. وقال محمد حسين، الناخب غير الملتزم في ولاية مينيسوتا، إنه لا يريد أن يرى أي شخص من الإدارة الحالية يحل محل بايدن. وقال: "لن أثق بهم في التحدث عندما لا يستطيعون حتى التحدث عن السيرك الواضح الجاري". وأضاف: "أود أن أشكك في قدرتهم على التعامل مع المواقف والقرارات الصعبة لأنه يبدو أنه لا أحد في الإدارة يدق ناقوس الخطر بشأن الموقف المحرج".

وكتب حسين أن هاريس "مذنبة بالارتباط. في رأيي، إما أنها توافق على ترشح بايدن لمنصب الرئيس مرة أخرى أو أنها غير قادرة على إقناعه بالعدول عن ذلك. وكلاهما من الصفات السيئة في الرئيس".

وأضاف حسين أنه كان مهتما باحتمال أن يحل حاكم محل بايدن على التذكرة الديمقراطية لأنهم قد يكونون أقل ارتباطا بسياسة العاصمة. وقال: "أشعر أنهم أقل عرضة للتأثر بالناس في واشنطن".

ذكر ويل داوسون، وهو ناخب غير ملتزم في واشنطن العاصمة، عدة عوامل قد تدفعه إلى تحويل صوته من ستاين من حزب الخضر إلى سياسي آخر، أول ما تتضمنه قائمته هو الوعد بالدعوة إلى وقف فوري لإطلاق النار ومحاربة نفوذ اللوبي المؤيد لـ"إسرائيل" ولجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية في الكونغرس.

كتب داوسون: "سيعمل هذا المرشح أيضا بشكل مثالي على الابتعاد عن المشروع الاستعماري الإسرائيلي بمرور الوقت، بهدف إلغاء دعمنا المالي السخيف، وإنهاء وكالة المصالح الخارجية التابعة لـ AIPAC، والضغط من أجل مقاطعة على مستوى الدولة على غرار جنوب أفريقيا خلال الفصل العنصري".

وأضاف أن المرشح سيتعين عليه أيضا الضغط من أجل إصلاح المحكمة العليا. قال داوسون: "يجب على المرشح أن يعد بالدفع من أجل تحقيق العدالة، وتوسيع المحاكم. إذا استوفى مرشح بديل كلا هذين الشرطين، فسأفكر بالتأكيد في تغيير صوتي من جيل ستاين. وحتى ربما سأطرق لهم الأبواب وأروّج لانتخابهم".

وبينما يقوم الناخبون غير الملتزمين بإدراج شروطهم، فإن المخاوف بشأن دعم مرشح يدعم حرب "إسرائيل" تنتشر إلى آخرين داخل جهاز الحزب الديمقراطي. وقال أحد مندوبي اللجنة الوطنية الديمقراطية، والذي تم منحه عدم الكشف عن هويته للتحدث بحرية، لموقع "إنترسبت" إنه واجه تحفظات كمندوب بسبب دعم بايدن المستمر لـ"إسرائيل". "هل أريد حقا، كما تعلمون، حتى بأي شكل من الأشكال، سواء كان ذلك رمزيا أم لا، المساهمة في أن يكون بايدن مرشحنا؟ وقد كافحت، لأنه – هل أريد التصويت لشخص يدعم الإبادة الجماعية؟ لا".