قضايا وآراء

السقوط بين إسقاط المساعدات جوا لغزة وغلق المعبر

إكس
ما مصير المساعدات الغذائية والطبية، التي تحملها مئات الشاحنات والتي تقف وتصطف في طابور طويل عريض، وربما يصل من رفح للعريش، وكذا التي تصل لميناء العريش بعد توسعته وطرد وهدم بيوت سكان المنطقة من أجل هذا التوسع؟!

وبما أن العدوان الصهيوني على غزة مستمر منذ ثلاثة أشهر، فهذه المساعدات مضى عليها أيضا حوالي ثلاثة أشهر من دون أن تدخل!

والسؤال هو: أليس من تلك المواد الغذائية والطبية ما هو قابل للتلف وانتهاء الصلاحية، سواء بسبب سوء التخزين، أو بانتهاء الصلاحية؟ وحتى لو استخدمت بعد ذلك قد يكون ضررها أكبر من نفعها، ومن ثم فمن لم تقتله طائرات وبوارج ومدفعية العدو، في البر والبحر والجو، سوف تقتله المواد الغذائية الفاسدة إذا ما قدمت له بعد انتهاء صلاحيتها!

ثم ما الذي دفع الأردن، وبالاشتراك مع فرنسا، لإسقاط مساعدات طبية وغذائية في جنوب غزة، وعند المستشفى الميداني الأردني في القطاع، سوى إغلاق معبر رفح "بالضبة والمفتاح"، واستحالة دخول تلك المساعدات من خلال هذا المعبر؟!

وهذا بدوره يطرح سؤالا آخر وهو: هل هذا المعبر يخدم أهداف الاحتلال من ناحية تكريس مزيد من التضييق على أهل القطاع، ومن خلال إحكام الحصار البري عبر إغلاق معبر رفح ومتنفسهم الوحيد -بسبب حكم وبؤس، وربما حتى ظلم الجغرافيا- لدفعهم إما للموت جوعا، وما يتماشى مع أهداف الصهيونية اليمينية المتطرفة في استمرار المذابح الجماعية والتطهير العرقي لأهل القطاع، أو الهجرة الجماعية عبر معبر رفح، وما يخدم أيضا أهداف هؤلاء المتطرفين؟ وفي هذه الحالة سوف يفتح المعبر -وطبقا للخطة الصهيونية الموضوعة- نحو سيناء!

أما كان أولى بنا الاشتراك مع الأردن وفرنسا في إسقاط مساعدات غذائية وطبية لأهل القطاع، وكما فعلت كلا الدولتين الأسبوع الماضي، ومن خلال طائرتين؛ فرنسية وأردنية، وحيث صار لدينا، وكما تطالعنا أخبار صفقات السلاح المليارية، أساطيل من الطائرات الحربية والمدنية التي تصلح لهذا الغرض، أو على الأقل فتح المعبر على مصراعيه، وعلى مدار الساعة، وطوال اليوم، وإدخال كافة المساعدات لغزة ورغم أنف الاحتلال؟

أم أن مثل تلك المبادرات ليست من أولويات هذا النظام وبما يتعلق بالصراع العربي الصهيوني..؟!