نشرت صحيفة
"الغارديان" تقريرا للصحفي جوليان بورغر قال فيه، إن إدارة بايدن تسعى بشكل متزايد إلى
إيجاد طرق لكبح جماح جيش الاحتلال الإسرائيلي في محاولة لإبطاء الخسائر في صفوف
المدنيين والحد من مخاطر نشوب صراع أوسع نطاقا، في وقت تواجه فيه مستوى متزايدا من
المعارضة الداخلية بشأن سياستها في الشرق الأوسط.
وفي رسالة
قدمت إلى بايدن وحكومته الثلاثاء، انتقد أكثر من 500 من المعنيين السياسيين
والموظفين من حوالي 40 وكالة حكومية عبر الإدارة مدى دعم الرئيس للاحتلال في عدوانه
على غزة.
وبينما نددت الرسالة
بقتل "حماس" 1200 إسرائيلي، في 7 تشرين الأول/ أكتوبر، فإنها
دعت بايدن إلى كبح جماح الحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة، والتي تجاوز عدد
القتلى فيها الآن الـ11000، وفقا لوزارة الصحة في غزة.
وجاء في
الرسالة، بحسب صحيفة "الغارديان": "إننا ندعو الرئيس بايدن إلى
المطالبة بشكل عاجل بوقف إطلاق النار، والدعوة إلى وقف تصعيد الصراع الحالي من
خلال ضمان الإفراج الفوري عن الرهائن الإسرائيليين والفلسطينيين المحتجزين تعسفيا،
واستعادة خدمات المياه والوقود والكهرباء وغيرها من الخدمات الأساسية، ومرور المساعدات الإنسانية الكافية إلى قطاع
غزة".
وتعكس
الرسالة، التي لم يتم الكشف عن هوية الموقعين عليها، القلق المتزايد بين المسؤولين
الأمريكيين بشأن سياسة بايدن في الأسابيع الأولى من الحرب المتمثلة في التأكيد على
حق دولة الاحتلال في الدفاع عن نفسها علنا، بينما تحاول كبح جماح ردها الانتقامي
في السر. ويقول النقاد إن هذا النهج لم يكن فعالا.
وقال تشارلز
ليستر، وهو زميل في معهد الشرق الأوسط: "لم يكن سرا منذ أسابيع أن المعارضة
والإحباط الكبيرين قد تغلغلا في جميع أنحاء الحكومة الأمريكية - مدفوعين بالقلق
المتزايد بشأن نطاق الرد العسكري الإسرائيلي في غزة. وكان السبب وراء الكثير من
المعارضة الداخلية هو تعليقات بايدن العامة - في البداية نهجه الصفري تجاه هذه
القضية، ثم تشكيكه دون علم في أرقام الضحايا في غزة".
ووقع أكثر من
1000 موظف في الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (Usaid)
على رسالة مفتوحة تدعو الإدارة إلى الاستفادة بشكل أفضل من نفوذها للحد من عدد
القتلى المدنيين، وطالب العشرات من موظفي وزارة الخارجية بتغيير السياسة من خلال
قناة المعارضة الرسمية لوزارة الخارجية، بحسب ما ورد، في ثلاث مناسبات.
ويقول
المسؤولون إن وزير الخارجية، أنتوني بلينكن، يأخذ المعارضة على محمل الجد. وقد تم
تشجيع المناقشات في البعثات الأجنبية في جميع أنحاء العالم للحصول على ردود الفعل.
وذكر بلينكن
في رسالة إلى الموظفين: "نحن نستمع: ما تشاركونه يفيد سياستنا ورسائلنا،
أعلم أنه بالنسبة للكثيرين منكم، فإن المعاناة الناجمة عن هذه الأزمة لها تأثير
عميق من ناحية شخصية".
ويقول مسؤولون
أمريكيون إن دعوة الإدارة لضبط النفس، والتأكيد على الحاجة إلى الحد من عدد القتلى
المدنيين، تم نقلها مرارا وتكرارا إلى "إسرائيل"، وكان البنتاغون يقدم المشورة لقوات حرب الاحتلال الإسرائيلي حول كيفية استهداف حماس في غزة مع تقليل "الأضرار
الجانبية إلى الحد الأدنى".
ويقول
المسؤولون إنه كان هناك دعم داخل حكومة الاحتلال الإسرائيلية بعد 7 تشرين الأول/
أكتوبر لشن هجوم وقائي على حزب الله في لبنان، لتخفيف خطر فتح جبهة ثانية، قبل شن
هجوم بري على غزة.
ويقولون إن حقيقة عدم وجود مثل هذه الضربة الوقائية ترجع جزئيا
إلى إقناع الولايات المتحدة، وبالتالي درء خطر نشوب صراع إقليمي أوسع نطاقا في
الوقت الحالي.
ويعتقد المسؤولون الأمريكيون أن حزب الله نفسه ليس لديه مصلحة في
تصعيد الصراع، وهو يطلق ما يكفي من الصواريخ عبر الحدود الشمالية لدولة الاحتلال للحفاظ
على مصداقيته كرمز للمقاومة ضد الاحتلال.
وفي الوقت
نفسه، شدد المسؤولون الأمريكيون لهجة تصريحاتهم بشأن غزة. وقال بايدن يوم الاثنين
إن المستشفيات هناك "تجب حمايتها".
وقال بايدن
للصحفيين: "آمل وأتوقع أن تكون هناك إجراءات أقل تدخلا في ما يتعلق
بالمستشفيات".
وقال مستشار
الأمن القومي، جيك سوليفان، في نفس اليوم: "نواصل إجراء مناقشات على جميع
المستويات، بما في ذلك الرئيس بايدن مع رئيس الوزراء نتنياهو، لحث ’إسرائيل’ على
مواصلة اتخاذ كل الإجراءات الممكنة لحماية المدنيين".
وأضاف سوليفان
أن الولايات المتحدة تركز أيضا على المفاوضات الرامية إلى إطلاق سراح الرهائن
الذين تحتجزهم "حماس"، والذين يعتقد أن ما يصل إلى 10 منهم أمريكيون لم يتم تحديد
مصيرهم بعد. والتقى يوم الاثنين ببعض أفراد عائلات الرهائن.
وزادت سامانثا
باور، مديرة الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، من حدة خطابها يوم الثلاثاء
قائلة: "إن إعادة دولة الاحتلال للاتصالات والكهرباء وخطوط المياه والوقود
إلى غزة أمر ضروري".
وقالت باور في
اجتماع لمجلس استشاري تم إنشاؤه لتمويل الشراكة الإسرائيلية-الفلسطينية: "حتى
عندما تدافع ’إسرائيل’ عن شعبها، فمن الضروري أن يلتزم الجيش الإسرائيلي بالقانون
الإنساني الدولي".
وأشار
المسؤولون الأمريكيون إلى أن اللهجة الأكثر صرامة جاءت ردا على الأحداث على الأرض،
فضلا عن المعارضة الداخلية الأمريكية. ويقول كبار الدبلوماسيين إن المستوى العالي من
المعارضة الصوتية هو في جزء منه ظاهرة جيلية، وإن المجموعة الحالية من موظفي
الخدمة الخارجية الشباب يشعرون بأنهم أكثر أحقية في أن يكون لهم رأي في السياسة من
أسلافهم.
ويشيرون أيضا
إلى أن مستويات المعارضة هذه غير مسبوقة. وكانت وزارة الخارجية في حالة اضطراب
مستمر خلال إدارة ترامب، خاصة بسبب جهودها المبكرة لفرض "حظر إسلامي"
على المهاجرين. لقد كانت هناك ثلاث استقالات رفيعة المستوى في وزارة الخارجية بسبب
حرب العراق، ولكن لم يكن هناك سوى استقالة واحدة حتى الآن بشأن حرب غزة: جوش بول،
من المكتب السياسي العسكري.
ويلفت مسؤولو
الإدارة أيضا إلى حدود الغضب في العالم العربي. ولم تتخل البحرين ولا
الإمارات عن اتفاقات التطبيع مع "إسرائيل"،
وأصرت السعودية على أنها لا تزال مهتمة بمتابعة اتفاق خاص بها.
وقال ليستر إن
التعديل في لهجة الإدارة الأمريكية كان جزئيا نتيجة لكبح جماح مسؤوليه لغرائز
بايدن الأولية من قبل المسؤولين في إدارته.
NBC: اتساع الفجوة بين إدارة بايدن وحكومة نتنياهو بشأن غزة
"التليغراف": الاقتصاد بعهد بايدن يواجه مشكلات.. والناخبون يفضلون ترامب
هل حان الوقت لكي يضغط بايدن على نتنياهو ويحول أي إنجاز في غزة لسلام دائم؟