سياسة عربية

أكاديمي سعودي: الصمت العربي أغرى أمريكا بالتنكيل بغزة.. شعوبنا قادرة على التغيير

تركي فيصل الرشيد: نحن العرب لسنا بهذا الضعف الذي حاول الغرب بثه فينا.. (منصة إكس)
أكد الأكاديمي السعودي تركي الفيصل الرشيد، أن الحرب الدائرة بين الإسرائيليين والفلسطينيين في قطاع غزة أثبتت أن "الشعوب العربية أقوى كثيراً مما نظن وبيدهم فعل الكثير ويستحقون مكانة أفضل كثيرا من أن يكونوا كغثاء السيل في هذا العالم".

وقال الرشيد في تدوينة له اليوم نشرها على منصة "إكس": "هل ترى أعيننا ما يحدث؟ هل تأكد لنا أن الأمر ليس كما يظن أكثرنا؟ نحن العرب لسنا بهذا الضعف الذي حاول الغرب بثه فينا".

وأضاف: "مدينة لا تزيد كثيرا عن حجم بضعة أحياء كبيرة في إحدى عواصمنا العربية الكبرى محاصرة منذ 17 عامًا وممنوع عليها كل شيء حتى الدواء ويدخل لها من الطعام ما هو موزون مسبقًا وبدقة ليبقيهم فقط على قيد الحياة ورغم القصف الجنوني وإسقاط ما يعادل قنبلتين نوويتين على أهلها ها هم يصمدون ويفعلون ما يفعلون بأقوى جيوش المنطقة، جيش من خلفه موارد لا محدودة من أعتى السلاح والأموال والاستخبارات والخبرات العسكرية والإعلام وجنود من دول خارجية".

وأكد الرشيد أن "شعوبنا تحتاج فقط إلى من يضعها على الطريق ويوحدها على مشروع نهضوي جامع ولا شك أن الفرصة سانحة حالياً في ظل السيولة التي تنتاب العالم إذا امتلكنا الإرادة بوجود قيادات شابة لديها الطموح لعمل الكثير لبلادها، ولنتذكر "الأوقات الصعبة مصنع إنتاج الرجال الأقوياء"".



وفي تدوينة منفصلة أكد الرشيد أن "أمريكا باتت تعتبر حرب غزة حياة أو موتا لدرجة أنها نسيت أوكرانيا بكل ما فيها وترفض وقف إطلاق النار بغزة رغم الخسائر العسكرية".

وقال: "في المقابل الوضع العربي العام يغري إسرائيل بالتنكيل والإبادة وفعل كل ما يحلو لها، والأسابيع الثلاثة الماضية كاشفة لذلك، والآن مجزرة ثانية بنفس المنطقة منطقة جباليا خلال 24 ساعة والعالم لا يحرك ساكناً، مجرد أعداد تضاف للمجموع الكلي، والإذن الغربي مفتوح للكيان لفعل ما يريد.. أقول الوضع العربي لأن العالم الغربي بداهةً سيقف إلى جانب إسرائيل بكل ما يملك".

وأضاف: "لكن ما لا تدركه إسرائيل أنها بكل ما تفعله توقظ هذه الأمة من سباتها وتحيي القضية في النفوس بعدما ظن الغالبية أنها ماتت ودفنت، بل وتدفع الأجيال الجديدة التي لم تكن تعرف عن هذه القضية شيئاً إلى فهم كل مراحلها والانخراط فيها، وبدلاً من قضاء الكيان على المقاومة فمن حيث لا يدرك ما يرتكبه من مجازر يربي أجيالاً مقاومة بأضعاف مضاعفة نشأوا وكبروا وسط هذا القصف وهذه المجازر التي فقدوا على إثرها ذويهم"، وفق تعبيره.



ومنذ 7 أكتوبر يشن الجيش الإسرائيلي غارات جوية على الأحياء السكنية في قطاع غزة أحدثت دمارا هائلا، وقتل خلالها أكثر من 8796 فلسطينيا بينهم 3648 طفلا، وأصاب 22219، كما قتل 126 فلسطينيا واعتقل نحو 2000 في الضفة الغربية، حسب مصادر فلسطينية رسمية.

وتقطع إسرائيل، منذ اندلاع الحرب، إمدادات الماء والغذاء والأدوية والكهرباء والوقود عن سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون يعانون بالأساس من أوضاع متدهورة للغاية؛ جراء حصار إسرائيلي متواصل منذ أن فازت "حماس" بالانتخابات التشريعية في 2006.