رصد صحفي في الأراضي
الفلسطينية المحتلة "حدوث شيء غريب" غير مسبوق في مناطق الحروب والكوارث في قطاع
غزة، الذي يشهد حرب إبادة جماعية وعدوانا عنيفا من قبل قوات الاحتلال منذ أكثر من عشرين يوما.
وقال مراسل قناة "الغد" خلال مداخلة مباشرة، أحمد البديري؛ إنه رغم الحرب والجوع والدمار الكبير في قطاع غزة، إلا أنه لم تسجل أي حادثة سرقة أو اعتداء أو نهب جماعي على الإطلاق، مشيرا إلى أن مثل هذه الحوادث تنتشر في مناطق الحروب والأزمات حول العالم؛ بسبب غياب الأمن ورجال الشرطة.
وأضاف البديري، أنه تواصل مع صحفيين ومواطنين في غزة في ظل العدوان المتواصل بهدف السؤال حول الوضع الأمني في القطاع، موضحا أن الأهالي الذين نزحوا عن بيوتهم ثم عادوا لم يفقدوا أي شيء من ممتلكاتهم، كما لم يرصدوا أي نزاعات لأجل الحصول على الغذاء والدواء، رغم عدم وجود شرطة ولا مخافر بسبب الوضع الراهن.
وتحدث المراسل عن صور التضامن والتكافل الاجتماعي بين أهالي القطاع، قائلا؛ إن الناس في غزة يتقاسمون قطرات المياه والخبز الجاف فيما بينهم ويتناوبون على أسرة النوم بالدور، كما أنهم يقفون بانتظام على طوابير الانتظار لأجل الحصول على الغذاء، ويمنحون النساء والأطفال أولوية كما تقتضي المروءة والشرف، بحسب تعبيره.
وتابع المراسل: "شعرت أن هؤلاء ملائكة وليسوا بشرا، لكني تواصلت مع العديد من الصحفيين والأهالي في غزة وأكدوا لي ذلك".
وأوضح البديري أنه "رغم الموت والدمار والأخبار الدموية التي ترد من غزة، إلا أن هناك جانبا مشرقا للغاية في القطاع، يتعلق بالأخلاق ورقي الفلسطينيين وشهامتهم".
وتشهد غزة كارثة إنسانية غير مسبوقة، ويعاني سكانها من شح الغذاء والمياه العذبة ونقص حاد في المستلزمات الطبية، في ظل الحصار الشامل الذي تفرضه حكومة الاحتلال، رغم المساعدات القليلة التي تمكنت من الدخول.
ويواصل الاحتلال عدوانه على غزة لليوم الواحد والعشرين، في محاولة لإبادة أشكال الحياة كافة في القطاع، وتهجير سكانه قسريا، عبر تعمده استهداف المناطق والأحياء السكنية وقوافل النازحين ومزودي الخدمات الطبية.
وأسفر القصف الإسرائيلي العنيف عن ارتقاء أكثر من 7028 شهيدا بينهم 2913 طفلا و1709 من النساء، وإصابة ما يزيد على الـ18 ألفا آخرين بجراح مختلفة، بالإضافة إلى 1650 مفقودا بينهم 940 طفلا لا يزالون تحت الأنقاض، وفقا لأحدث أرقام وزارة الصحة في غزة.