حفلت الصحافة
العبرية بمختلف تياراتها بهجوم واسع على دولة
قطر، وذلك بالرغم من نجاحها بإطلاق
سراح أمريكيتين.
وحرض كتاب ومحللون إسرائيليون مشهورةن ضد قطر، واصفين إياها بـ"رأس الأفعى" و"عش الدبابير"، وذهب بعضهم للمطالبة باغتيال قيادات
حماس في الدوحة.
عاموس هرئيل
في صحيفة "هآرتس"، رأى أن مساعدات قطر المالية للقطاع تم تحويلها "لأغراض
إرهابية"، مع أن كل المساعدات كانت تمر عبر وبموافقة الدولة العبرية، وهي في
النهاية كانت تخدم الأهداف الإسرائيلية.
هرئيل ينتقد
كذلك استضافة قطر للمكتب السياسي لحركة حماس، رغم اعترافه بأن ذلك يساعد في جعل
قطر وسيطا رئيسيا وفعالا في قضية الأسرى.
"اغتيال قادة حماس"
خبير الشؤون الفلسطينية في صحيفة "يديعوت أحرنوت"، آفي يسسخروف، شارك هو الآخر في الجوقة ضد قطر، لكنه ذهب بعيدا في الدعوة إلى اغتيال قادة حماس في الدوحة.
وقال إن على "إسرائيل" أن توضح بشكل جلي أن "كل مسؤول في حماس هو ابن موت، في الدوحة أو في أي عاصمة عربية أو إسلامية أخرى".
وقال إنه آن الأوان أن نقول ما كان ينبغي أن يقال منذ زمن بعيد: قرار حكومات نتنياهو وبينيت، السماح بإدخال نحو 1.4 مليار شيكل في كل سنة إلى غزة، ساعد حماس في ببناء البنية التحتية العسكرية. صحيح أن المال لم يصل مباشرة إلى كتائب عز الدين القسام، لكنه سمح لحماس بأن توجه أموال الضرائب التي تجبيها في صالح البنية التحتية العسكرية بدلا من المدنية"، على حد زعمه.
ويمضي يسسخروف في حملة الاتهام لقطر ويقول: "لقد ساعدت قطر في بناء امبراطورية الإرهاب هذه؛ الأنفاق، والصواريخ، وبالطبع تستضيف حتى في هذه اللحظة كل قيادة حماس السياسية التي تتواجد في الخارج
".
"عش الأفاعي"
لكن البروفيسور
إيال زيسر في جامعة "تل أبيب" وأبرز المستشرقين الإسرائيليين، كان أشد
هجوما، حين وصف الدوحة بـ"عش الأفاعي"، مضيفا في مقال في صحيفة
"إسرائيل اليوم" المقربة من نتنياهو، أن "المال الذي مول (الهجوم) تقدمه قطر، حيث توجد كما هو معروف القيادة
السياسية لحماس. وعن هذا قيل: وافق شن طبقه، أو في حالتنا – الأفعى الحمساوية وجدت
الدفء والدعم في عش الأفاعي القطري".
وذهب زيسر
باتهاماته إلى أن "قطر تستثمر مليارات الدولارات في غسل يديها من الدم، وفي تسويق
صورتها كدولة حديثة بل ومؤيدة للغرب".
وأبعد من ذلك
ذهب إلى القول إن قطر عبارة عن "عش دبابير" يعرض "الاستقرار والأمن
في المنطقة للخطر".
واتهم زيسر
قطر بأنها "تخدع العالم"؛ "فهي تعانق الإيرانيين وتشجع محافل إرهاب
أخرى في الشرق الأوسط، لكنها في نفس الوقت تستضيف قوات عسكرية أمريكية على أراضيها.
هذه تحمي قطر وتسمح لها بان تلعب لعبتها المزدوجة"، على حد زعمه.
ولم يوفر زيسر
قناة الجزيرة، التي صب عليها جام غضبه، واتهمها بـ"نشر الكراهية وتشجيع التطرف
والعنف".
وفي لهجة
تحريضية يقول زيسر: "هذا بالمناسبة اكتشفه الحكام العرب قبلنا بكثير.
فمنذ العام 2018، فان الكثير من الدول العربية، وعلى رأسها السعودية ومصر، قطعت علاقاتها
الدبلوماسية مع قطر، وفرضت عليها مقاطعة سياسية واقتصادية، إذ بزعمها هي وقناة
"الجزيرة" التي تملكها تنشر الكراهية وتشجع التطرف والعنف. لكن تجندت الدول
الغربية من أجل قطر، وأوقفت الخطوة العربية بمعاقبة حكامها وإعادتهم إلى حسن السلوك".
ويحاول زيسر
تحريض واشنطن على قطر، فهو غاضب من كيل واشنطن الثناء على قطر، ويقول إن الأمريكيين
"مستعدون لأن يغضوا بصرهم ويتجاهلوا الرعاية والدعم الذي تمنحه قطر لقتلة حماس، وكذا لحركة طالبان ولحركات ظلامية أخرى جعلت قطر مركز نشاطها".
وتشن "إسرائيل" منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر عدوانا واسعا على قطاع غزة، أدى إلى استشهاد أكثر من 4500 فلسطيني، جلهم من الأطفال والنساء، وتدمير آلاف المنازل والأبراج السكنية، وتم قصف المساجد والمستشفيات والمدارس، ودفن المئات تحت الركام.
"دولة صغيرة"
الخبير في
الشؤون العربية تسفي برئيل، أدلى بدلوه كذلك في الحملة ضد قطر، ووصفها بأنها "دولة
صغيرة تدير سياسة خارجية مليئة بالتناقضات".
ويبدو أن
برئيل اكتشف حديثا أن تلك "الدولة الصغيرة" "تدير معركة شديدة ومتشعبة
ووثيقة مع عدد من الدول والمنظمات التي تعتبر عدوة للولايات المتحدة".
برئيل كتب في "هآرتس" أن هذه "الدولة الصغيرة" كانت "سجينة في حصار اقتصادي وسياسي
فرضته عليها السعودية والبحرين والإمارات ومصر، لكنها حولت نفسها لدولة إقليمية
رئيسية".
يعترف برئيل
بأن قطر "تظهر مرة أخرى كوسيط ناجع تمسك بيدها آليات تأثير، التي تطورت خلال
السنين على أساس استراتيجية مخطط لها جيدا. ومن المهم القول إنه رغم تسويق حماس كجهة
ترعاها إيران، فإن حماس تفضل إجراء نضالها الدبلوماسي، الأصعب في تاريخها، بواسطة قطر، وليس عن طريق إيران".
ومع هذا
الاعتراف، فإن برئيل يجد دولته مضطرة للتعامل مع قطر، التي قال إن البعض يصفها بـ"رأس
الأفعى للإرهاب"، برغم أن هذا البعض يطالب قطر بقطع علاقتها مع حماس.
ينتقد برئيل
هؤلاء، ويقول إنه "من غير الواضح ما هي فائدة هذه القطيعة لو أن إيران احتلت
مكان قطر في هذا الملف، حينها ستتمكن من تشغيلها (حماس) كما تشغل حزب الله أو المليشيات
الشيعية في العراق".