تستمر
الأزمة السياسية في التعاظم بين حكومة
الاحتلال الإسرائيلية اليمينية بزعامة بنامين
نتنياهو وبين الإدارة الأمريكية التي يقودها الديمقراطي جو بايدن، الرافض حتى اللحظة
دعوة رئيس وزراء الاحتلال لزيارة البيت الأبيض كما جرت العادة.
وفي
مقال نشر بصحيفة "
إسرائيل اليوم" العبرية، قال الخبير الإسرائيلي في الشؤون
الأمريكية، والباحث الكبير في "معهد القدس للاستراتيجية والأمن"، البروفيسور
إيتان غلبوع: "تتعاظم الأزمة بين الولايات المتحدة وإسرائيل، ويزداد التقدير في
واشنطن بأنه يجب إنقاذ إسرائيل من نفسها، وبالفعل يدور الحديث عن تدخل أمريكي في شؤون
إسرائيل الداخلية، وهي ظاهرة شاذة، لكنها ليست جديدة".
وأوضح
أن "التخوف الأمريكي لا يتمثل فقط في موضوع التعديلات القضائية، بل أيضا في الموقف
من الفلسطينيين، والعنف الإسرائيلي في الضفة الغربية، أكثر من هذا، يقلق واشنطن، أن
الخلاف الداخلي يمس بالردع الإسرائيلي حيال الأعداء في المنطقة، وأساسا حيال إيران".
وأضاف:
"توجد
علاقات خاصة بين واشنطن وتل أبيب، ولهذا، فإدارة بايدن تعتقد بأنه مسموح
لها أن تطالب إسرائيل بأكثر من مراعاة مواقفها، هم غاضبون من تصريحات وزراء ونواب من
الائتلاف (اليميني)، وهي تمس بالولايات المتحدة، ويقولون إن الرئيس ونائبته والوزراء
لا يفهمون ما الذي يحصل هنا (إسرائيل)".
ونوه
الخبير إلى أن "فرضية نتنياهو أن الولايات المتحدة لن تسير بعيدا في ضغطها على
إسرائيل، عقب الانتخابات الرئاسية المقتربة في الولايات المتحدة في 2024، هو تقدير
مغلوط، فيهود الولايات المتحدة يتحفظون من سياسة الحكومة، سواء في المواضيع القضائية
أو في مواضيع النزاع الفلسطيني، وهم الذين يضغطون على بايدن لاتخاذ مواقف واضحة أكثر
تجاه إسرائيل".
ولفت
إلى أن "الولايات المتحدة تنظر إلى الخلاف بين الأطراف في الائتلاف أكثر منه إلى
الخلاف بين الائتلاف والمعارضة، فقد طمأنهم نتنياهو بأنه يقبض على الدفة ويتحكم بالأمور،
لكن في نظرهم، الجهات المتطرفة أكثر في الائتلاف، بتسلئيل سموتريتش (وزير المالية الإسرائيلي)
وإيتمار بن غفير (وزير الأمن القومي)، هي التي تملي الخطوات، ولهذا فهم يضغطون عليه
كي يتصدى لها ويلطف حدة سياسة الحكومة، سواء في الأمور القضائية أو في أمور النزاع
مع الفلسطينيين".
وأشار
الباحث غلبوع، إلى أن المقال التحليلي للكاتب توماس فريدمان، يمثل "موقفا متطرفا
للإدارة تجاه نتنياهو"، لكن بتقديري هو "يعظم بقدر ما النقد كونه يستخدم
عبارة "إعادة تقويم"، التي تعني مسا بتوريد السلاح الأمريكي لإسرائيل، مثلما
كان في 1975".
ورأى
أنه "في هذه المرحلة، من شأن الاستياء الأمريكي أن يجد تعبيرا أقل في العلاقات
العسكرية والأمنية وأكثر في المجالات السياسية، أساسا في الدفاع عن إسرائيل في المؤسسات
الدولية للأمم المتحدة ووكالاتها".
ونبه بأن "كل المواقف الأمريكية الأخيرة تشكل إشارات لنتنياهو؛ بأن عليه أن يغير سياسته، وإلا فإن الأزمة ستحتد، وعليه، فما ينبغي عمله، بخاصة على خلفية تعاظم النووي لإيران؛
هو المراعاة الزائدة للمواقف الأمريكية، وإطلاق انتقادات أقل تجاههم، وتلطيف حدة المواضيع
الهامة لهم".
وتابع:
"لكن هذه ليست فقط الشؤون الداخلية التي تزعج الإدارة في الولايات المتحدة، بل
أيضا السلوك في الضفة الغربية، هم يعتقدون أن الحكومة لم تعالج كما ينبغي أعمال الشغب
(إرهاب المستوطنين) في حوارة وفي ترمسعيا، الأكثر إشكالية، كونه يوجد فيها سكان كثيرون
ممن يحملون الجنسية الأمريكية".
وختم
الخبير بقوله: "صحيح أن التصريحات الأمريكية الأخيرة يمكنها أن تبدو كتأييد للاحتجاج،
لكن هذا يتعلق بقدر أكبر في العلاقات داخل الائتلاف، والمطالبة من نتنياهو بأن يسيطر
على الجهات المتطرفة، ويملي عليها السياسة، وليس العكس".