سياسة دولية

الاحتلال يواجه "الشلل" بسبب التعديلات القضائية.. وواشنطن تدعو لحماية المتظاهرين

انزعج بعض المسؤولين في إسرائيل من تدخل واشنطن- جيتي
أعلنت شرطة الاحتلال الإسرائيلي عن توقيف عشرات المتظاهرين في فعاليات "يوم الشلل الوطني" التي تندد بخطة التعديلات القضائية، وسط دعوة أمريكية للسلطات الإسرائيلية إلى حماية المتظاهرين وحقهم في التعبير عن رأيهم.

وقالت في بيان لها: "أثناء الانتهاكات تم اعتقال عشرات المشتبه بهم"، إثر مصادقة الكنيست بقراءة أولى على مشروع قانون "الحد من المعقولية".

وأشارت الشرطة في بيان إلى أنّها "تسمح بحرية التظاهر لكن وفق ما يضمن احترام القانون والنظام".

وقام أطباء إسرائيليون من مستشفى "أساف هروفيه" جنوب شرق تل أبيب بإغلاق الطريق احتجاجا على التعديلات القضائية.



وقال رئيس اتحاد العمال "الهستدروت" إنه قد يعلن إضرابا عاما، فيما احتشد آلاف المتظاهرين في مطار "بن غوريون" في اللد المحتلة.


وأضرم المتظاهرون النيران في إطارات سيارات فارغة واستخدموا خياما صغيرة لإغلاق شوارع في العديد من المدن.

وكان الكنيست صادق فجر الثلاثاء بالقراءة الأولى على مشروع قانون "الحد من المعقولية" الذي يقوض قدرة المحكمة العليا بمراجعة قرارات الحكومة.

وما زال يتعين التصويت على مشروع القانون بالقراءتين الثانية والثالثة قبل أن يصبح قانونا نافذا، ولكن لم يحدد موعد التصويت.

وكان نتنياهو الذي يرأس حكومة تُعدّ من أكثر الحكومات يمينية في تاريخ إسرائيل صرّح في مقابلة مع "وول ستريت جورنال" بأنّه "بعد تقديم المقترح الأصلي، فقد غيّرت فعلاً بعض التفاصيل نحو الأفضل".

وأضاف أنّ "فكرة بند الاستثناء التي تسمح للبرلمان، الكنيست، بإلغاء قرارات المحكمة العليا بغالبية بسيطة، سبق أن قلت إنّني تخلّيت عنها".

لكنّ رئيس الوزراء أكّد على مواصلة مساعيه لإقرار مشروعه الإصلاحي لكن بدون البند الذي كان يرمي للحدّ من صلاحيات المحكمة العليا.

تحذير أمريكي

من جانبها، دعت الولايات المتحدة الأمريكية سلطات الاحتلال الإسرائيلي إلى حماية المتظاهرين، باعتبار الاعتراض عليها جزءا من الديمقراطية.

وفي بيان لمجلس الأمن القومي في البيت الأبيض، طالبت واشنطن السلطات الإسرائيلية بحماية واحترام الحق في التجمع السلمي، بحسب صحيفة "تايمز أوف إسرائيل".

وتابعت الصحيفة بأن البيان جاء في الوقت الذي اشتبكت فيه شرطة الاحتلال مع المتظاهرين الذين تجمعوا في عشرات المواقع بالأراضي المحتلة، وأصيب عدد منهم.


واستخدمت الشرطة الأحصنة، وخراطيم المياه لتفريق المتظاهرين، ما أوقع إصابات بينهم، فيما أكدت الصحيفة أن الشرطة استخدمت الضرب للمتظاهرين ونقل بعضهم لتلقي العلاج في المستشفيات.



وتثير خطة الإصلاح القضائي التي تتبناها حكومة بنيامين نتنياهو، شهورا من الاحتجاجات الحاشدة، حيث يحذر منتقدوها من أنها ستقضي عمليا على نظام الضوابط والتوازنات في إسرائيل من خلال تركيز السلطة في يد الحكومة.

خروج عن المسار

من جانبه علق السفير الأمريكي لدى الاحتلال، توماس نايدز ، بأنه طلب من نتنياهو إبطاء العمل على التعديلات القضائية، لحين الحصول على إجماع واسع.

وتابع نايدز لصحيفة "وول ستريت جورنال" بأن إدارة بايدن حاولت منع إسرائيل من الخروج عن المسار عبر مسارعة تمرير الإصلاحات القضائية، في ظل مصادقة الكنيست عليها وعودة الاحتجاجات ضدها.


وحث نايدز، نتنياهو على التعاون مع المعارضة والحصول على إجماع بشأن التغييرات للمحكمة العليا، مع اندلاع الاحتجاجات التي شلت البلد في الربيع الماضي.

وأكد السفير أنه يعتقد "أن كل الإسرائيليين يريدون الولايات المتحدة معهم في أمورهم".

وأثارت تعليقات بايدن والمسؤولين البارزين في إدارته بشأن الإصلاحات القضائية غضب المسؤولين الإسرائيليين الذين اتهموا الولايات المتحدة بعدم فهمها التشريعات القضائية، واعتبروها تدخلا عير مقبول في الشؤون الداخلية.